شبكة قدس الإخبارية

أستاذ هيدروجيولوجيا لـ "قدس": المباني التجارية والعمارات الشاهقة في فلسطين معرضة للانهيار في الزلازل

13030680-0448-49B9-AE93-7F717F212FC7
نداء بسومي

 رام الله- خاص قدس الإخبارية : قال أستاذ المياه والهيدروجيولوجيا في جامعة بيرزيت مروان غانم إن الهزات التي حدثت في فلسطين مرتبطة بدرجة كبيرة بما حصل في الزلزال الأخير في تركيا وشمال سوريا.
وفي حوار مع شبكة قدس عن جاهزية فلسطين لاستقبال زلزال ضخم ومدمر كما حصل في تركيا، قال إنه لا يوجد استعداد عن قريب أو بعيد فالأمر يجب أن يبدأ بالمواطن والمؤسسات في الوقت الذي تعتمد فيه المؤسسات على المساعدات الدولية بالإضافة إلى قدم المباني ولا يوجد بنية تحتية.
واستكمل قائلاً: "في الفترة الأخيرة انتشر الأبنية التجارية والعمارات الشاهقة التي تتهرب تمامًا من المواصفات الهندسية وهو ما يجعلها غير جاهزة للتعامل مع أي زلزال حتى وإن لم يكن كبيرًا سواء كانت متوسط أو فوق المتوسط وبالتالي فلو وقع زلزال ما بين 5 أو 5.5 على مقياس ريختر فإن المباني القديمة ستنهار وإذا وصل 6 يمكن أن يؤدي لوضع علامات استفهام على المباني المشيدة بطريقة تجارية".
ونوه إلى منطقة كفر عقب قرب رام الله يتواجد فيها عمارات شاهقة تزيد عن 20 طابق دون رقابة رسمية أو هندسية وبالتالي لو وقع زلزال بقوة 6 ريختر فهذه المنطقة ستضرر وسيحصل كوارث بعشرات الآلاف من القتلى وهو ما يتطلب الانتباه له.
وعن الحلول الهندسية لذلك، نبه إلى أن الأوروبيين لا يسمحوا بأكثر من طبقات مع ترك مسافة بينها وبين العمارة الأخرى بالإضافة إلى مواصفات هندسية كبيرة دون السماح بالتملص من هذا الدور مع رقابة حكومية دقيقة، لافتاً إلى ضرورة وجود فرق مدربة للتعامل مع الزلزال.
وبشأن ما حصل في تركيا وعلاقته بما جرى في فلسطين، أضاف غانم أن صفيحة الأرض في منطقة الأناضول تعتبر "صفيحة فلسطين سيناء" هي الأقرب إليها وبالتالي حتى تتوازن الأرض تحدث بعض الهزات والارتدادات، مبينًا أن هناك تأثيرات مباشرة وغير مباشرة للزلزال غير تلك التي تم الإشارة إليها مثل السدود التي تشتهر بها تركيا.
وبحسب أستاذ المياه والهيدروجيولوجية في جامعة بيرزيت فإن سد أتاتورك الذي يعتبر أكثر السدود ضخامة في تركيا عندما بدأ السلطات هناك تعبئته استغرق الأمر شهر بسعة تخزينية تصل 48 مليار كوب وهي طاقة عملاقة وهو ما يسبب تصدعات في السدود وتغيير في المجالات المائية.
وحذر غانم من خطورة الانهيارات الأرضية الطينية في فصل الشتاء في المناطق التي حصل فيها الزلزال في تركيا وشمال سوريا، لافتاً إلى أن هذه المناطق واحتفاظها بالمياه تؤدي إلى "تزحلق" سفلي ويؤدي إلى تأثير جانبي خلال الارتدادات.
ولفت إلى أنه بين الصفيحة العربية وفلسطين هناك حدود التي يراها المواطن في فلسطين التاريخية في البحر الأحمر وجنوب بحيرة طبريا والبحر الميت وتحرك صفيحة فلسطين سيناء يكون بشكل أفق جانبي مع إزاحة، لافتاً إلى أن الانهدام في غور الأردن حصلت على حدود صفيحة.
وبحسب غانم فإن فلسطين عرضة للزلازل في أي لحظة كون الاستقراء التاريخي يقول إن المنطقة تتعرض لذلك كل 85 عامًا بشكل عملاق.
وأشار إلى أن الزلازل كما تغيير خرائط سياسية وتسقط دول وتبني دول يمكن أن تغير الطبيعة وهذا الانهدام الطويل الذي حدث على طول 400 متر وعمق 500 متر إذا الشق الموجود امتلأ بالصخور والأتربة وأصبحت الصخور غير منفذة يصبح هناك بحيرة صغيرة في هذا المنطقة وهو أثر من الآثار الموجودة فضلاً عن تغير بعض المجاري المياه.
وعن إمكانية حدوث زلزال مدمر كما حصل في نابلس عام 1927، علق قائلا: "العلم الحديث لم يتوصل بعد للوضع الزمني والتاريخي لوقوع الزلزال فقط يمكن معرفة ذلك من قبل من يراقب جهاز الرصد الزلزالي ويرصد الموجات المستعرضة والطويلة والأساسية والثانوية وهو أمر يرصد قبل ثواني فقط".
وأشار غانم إلى أن المعرفة تتم من خلال الاستقراء التاريخي فكتب التاريخ تحدثت عن زلزال ضخمة حدثت في المنطقة فقبل القرن 13 تم الحديث عن مئات الزلزال وهناك أخرى تاريخية مثل الانتقال من الدولة الأموية للعباسية حدث بفعل زلزال.
ويتابع: "بالاستقراء التاريخي كان الحديث عن قوة 6 ريختر، وتم معرفة ذلك دون وجود أجهزة من خلال المقارنة ومن الوضع التاريخي تم معرفة ذلك، ففي عام 1927 وقع زلزال، وفي عام 1838 وقع زلزال وهو ما يعني أن هناك زلزال يحدث كل فترة زمنية تتراوح ما بين 85 عامًا إلى 100 عام".
وأوضح أستاذ المياه والهيدروجيولوجية في جامعة بيرزيت أن ما حصل قد يكون تمهيد لزلزال كبير أو بمثابة تفريغ لزلزال آخر قد يحصل بعد 100 عام من الآن، مبينًا أن العلم الحديث لا يتوقع عن قريب أو بعيد وقد يكون الباحث الهولندي توقع من خلال حركة الكواكب مع الأرض وهو بمثابة تنجيم.
واستكمل قائلاً: "الباحث الهولندي أخطأ حينما تحدث عن هزة أرضية ستقع بين 10 و 9 فبراير سيضرب منطقة مصر وسوريا وفلسطين والعراق ولم يأتي هذا الزلزال"، مؤكدًا على أن توقع ما جرى في تركيا كان من باب التنجيم وليس من باب الدراسة.
وشدد غانم على أن الزلزال تحدث بسبب تفاعلات في باطن الأرض بفعل التيارات الصاعدة والهابطة من جسم الصهير وهي بعيدة عن المؤثرات والعلم الحديث لم يثبت ذلك، مشيرًا إلى أن هناك المد والجزر يرصد حركة الكواكب، أما باطن الأرض فمختلف.

#زلزال