رام الله - خاص قدس الإخبارية: قال أمين سر حركة فتح في رام الله والبيرة سابقاً محمد يوسف "أبو علاء منصور" إن حركة فتح في الوقت الحاضر عبارة عن طبقتين، وتحولت من مرحلة الثورة إلى مرحلة السلطة.
وأضاف منصور خلال حديثه لـ "برنامج حوار قدس" الذي يبث عبر شبكة قدس: "فتح والسلطة واحد وليسوا اثنين، ومن يدير السلطة هي حركة فتح، ونحن في أجواء موبوءة ومهزمين وهو ما يترتب عليه سياسات".
وتابع قائلاً: "أنا حزين على من يعملون في الأجهزة الأمنية من فتح فهؤلاء بالأساس مناضلين وهم أصدقائي ولكن، هم جذورهم فدائية ولكن المهام التي يقومون بها تتناقد مع مهمة الفدائي"،
وبالحديث ماضي حركة فتح ذكر منصور: "حركة فتح مثلت حلم جيل عربي كامل وليس فلسطيني فقط ففي نهاية الستينيات التحق بها نخبة من الشبان العرب من المصريين والمغاربة والسوريين واللبنانيين والأردنيين وغيرهم، وجاء انطلاقة الثورة الفلسطينية ليعطى بالنسبة لهم أمل في استعادة الكرامة بعد هزيمة 67".
وشدد على أن الثورة الفلسطينية عانت "تاريخياً ولا زالت مستمرة، من معضلتين أساسيتين هي أنها لاتوثق تجاربها ولا تناقش ما يجري معاها، فنحن هزمنا في الأردن عام 1967 وهزمنا في لبنان 1982 ولم يتم تقييم التجربة التي جرت".
وأشار إلى أن الخلافات الداخلية والصراعات نشأت في وقت مبكر بشكل غير واضح حيث كانت صراعات صحية تضم جميع الأفكار، ولكنها في مراحل ما نتيجة للضغط والعجز تبلورت إلى صراعات داخلية.
وعن تواجد الشخصيات القيادية التي تم اغتيالها وأثرها على توقيع اتفاقية أوسلو علق بالقول: "الإسرائيليين كانوا يعرفون دور هذه القيادات ولذلك عملوا على اغتيالهم وبالتالي هم قاموا بخلخلة حركة فتح من الداخل ولكن من الصعب الحديث عن النتيجة التي كانت ستحصل لو كانوا متواجدين أمثال أبو جهاد وأبو إياد".
أما عن رأيه بالأسباب التي أدت لقبول حركة فتح والمنظمة بالاتفاقية، فذكر قائلاً: "يجب أن نقر بأننا هزمنا في لبنان عام 1982، وخروجنا منها هو تعبير واضح وصريح عن هذه الهزيمة، والأمريكان والإسرائيليين والأنظمة العربية أصبحوا يريدون إدخال المنظمة في منعرجات داخلية وإضعافها مالياً وأبو عمار وضع أمام خيارات قاسية لم يكن يريدها وكان يرفضها".
وشدد على أن الظروف المحيطة بعرفات هي من دفعته للقبول حيث لم يجد مكان في البلدان العربية إلا في بلاد بعيدة وهو أمر مضر بالثورة الفلسطينية، مردفاً: "الإسرائيليون التقطوا الفرصة وتم إلقاء "عظمة" أوسلو وأبو عمار ظن أن هذه ربما تشكل فرصة لتغيير الواقع".
ولفت إلى أن دخول فتح إلى الأرض المحتلة وضعت نفسها في "فك الحوت المفترس" بموافقتها على اتفاقية أوسلو، مردفاً: "فتح في جميع وثائقها لم تتخلى عن الكفاح المسلح، غير أن السؤال هو ما الحلم الذي راود رابين ليدفعه نحو الموافقة على هذه الاتفاقية وما الذي راود عرفات ليدفعه بالقبول بالاتفاقية".