شبكة قدس الإخبارية

صعود "الدينية الصهيونية": الأقصى والقدس في "عين العاصفة"... ما المطلوب فلسطينياً للمواجهة؟

F210319YS08

القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: تحديات جديدة تبرز أمام الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة، بعد الانتصار الذي حققه "اليمين الديني الصهيوني" في انتخابات "كنيست" الاحتلال الأخيرة، وتحضره للدخول في الائتلاف الحكومي مع رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، على قاعدة مزيد من العدوان على الشعب الفلسطيني.

في السنوات الأخيرة تضاعفت مجهودات الجماعات الاستيطانية للسيطرة على المسجد الأقصى، ويحقق صعود "اليمين الديني الصهيوني" في الحياة السياسية بدولة الاحتلال، غطاء إضافي لهذه الجماعات لتحقيق أحلامها في المسجد، تزامناً مع مخططات استيطانية أخرى لا تتوقف للسيطرة على أحياء المدينة وتهجير الفلسطينيين منها.

ما الذي اختلف؟

الباحث في شؤون القدس المحتلة، محمد هلسة، اعتبر أن وصول إيتمار بن غفير وسموتريتش وغيرهما من رموز ما يسمى "التيار الديني الصهيوني"، هو استمرار لمسار قائم من العدوان على المسجد الأقصى ومدينة القدس، وبقية قطاعات والجغرافيات الفلسطينية.

وأضاف في لقاء مع "شبكة قدس"، أن الحكومات السابقة في حكومة الاحتلال لم تكن أقل في تطبيق السياسات العدوانية.

ويرى هلسة أن التغيير الحالي هو في سيطرة "التيار الديني الصهيوني" على الائتلاف الحكومي في دولة الاحتلال، وليس فقط مركباً فيها، كما في السنوات السابقة.

وأكد أن هذا التيار قادر الآن على فرض "خزعبلاته" الدينية المريضة على الأجهزة التنفيذية في دولة الاحتلال.

وقال: نتنياهو لن يكون قادراً على كبح جناحهم وهو أصلاً جزء من هذا اليمين، ومن أعاده إلى الحكم هو قدرته على التلاعب في هذا التيار، والحديث عن التهديدات الأمنية وغيرها.

وأشار إلى نتنياهو بحاجة إلى هذا التيار كي يضمن "استقرار" حكمه قبل وصوله إلى محاكمته على قضايا الفساد، وقال: "القاعدة الرئيسية هي أنه يسقط كل شيء مقابل أن يبقى رأس نتنياهو بخير".

الأقصى: مرحلة "قاتمة"

القضية المركزية في الصراع على القدس، هي المسجد الأقصى، ويؤكد هلسة أن الرافعة التي صعد عليها بن غفير في الانتخابات بين جماهير "التيار الديني الصهيوني"، هي أنه سيقلب المعادلة في مواجهة الفلسطينيين خاصة فيما يتعلق باقتحامات المسجد الأقصى.

ويرى هلسة أن المستوطنين وحكومة الاحتلال لن "يعودوا إلى الوراء" فيما يخص قضية المسجد الأقصى، بعد أن قطعوا أشواطاً طويلة في تثبيت معادلة "التقسيم الزماني والمكاني".

وقال: بن غفير وحزبه سيتولى وزارة الأمن الداخلي ومسؤوليات أخرى حساسة في دولة الاحتلال وهذا يخدم كل هذه المخططات.

وذكر أن الظروف المحلية والإقليمية ستدفع هذا التيار لاستثمارها في زيادة العدوان على الأقصى والقدس، وحذر من المرحلة القادمة قائلاً: للأسف أيام قاتمة قادمة على المسجد الأقصى.

المطلوب فلسطينياً: الخروج من "التحليل" إلى استراتيجية "مواجهة"

وشدد هلسة على أن الهيئات العربية والإسلامية والفلسطينية مطلوب منها أكثر من "تحليل وتشخيص" الحالة، وأوضح: على الهيئات العربية والفلسطينية رفع وتيرة الاستعداد، لأن ما يتهدد المسجد الأقصى خطير جداً، نحن أمام حالة حرب وعلى الجميع الاستعداد للتصدي لها بوضع استراتيجية مواجهة.

وأضاف: إذا لم يكن ما يهدد المسجد الأقصى والقدس، في هذه المرحلة، هو ما يوحد الجميع الفلسطيني فما الذي سيجمعنا؟ إذا لم يجمعنا الأقصى فلن يجمعنا شيء، الخطر يهدد الجميع وهذا يجب أن يضعنا كلنا أمام مسؤولياتنا، دولة الاحتلال بكل التناقضات استطاعت إيصال "اليمين" للحكم.

ويرى أن على الفلسطينيين وضع استراتيجية تزاوج بين العمل الرسمي والشعبي للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.

القدس: مشاريع استيطانية في كل زاوية

وشدد على أن مدينة القدس تواجه مشاريع الاستيطانية في كل مناحي الحياة، سواء بناء المستوطنات أو هدم البيوت أو سرقة التراث المعنوي للمدينة أو تهجير السكان أو إقامة مشاريع سياحية أخرى.

وذكر أن الاحتلال يخصص مختلف الموارد لصالح الحملة العدوانية الاستيطانية على القدس.

وأشار إلى الحملة التي تعرضت لها المدارس في القدس المحتلة، مؤخراً، لفرض المناهج الإسرائيلية عليها.

وقال: الاحتلال يسعى لإحلال الهوية اليهودية مكان العربية الفلسطينية، وحملة فرض المنهاج الإسرائيلي تهديد للهوية الفلسطينية وأخطر من المشاريع الاستيطانية المادية، الأسرلة خطر كبير على المشروع العربي والإسلامي في المدينة.

أحياء القدس في "عين العاصفة"

ويتفق الناشط والباحث، فخري أبو دياب، أن القادم على الأقصى والقدس "قاتم" بعد استلام "اليمين الديني الصهيوني" الوزارات السيادية في حكومة الاحتلال.

وأكد أن هؤلاء يحملون أفكاراً تدعو لتهجير الفلسطينيين وزيادة الاقتحامات للمسجد الأقصى، ومنح مزيد من التسهيلات للمقتحمين والموافقة على ممارسة طقوس تلمودية أخرى.

وأضاف: بن غفير الذي سيتولى مسؤولية الوزارة المسؤولة عن شرطة الاحتلال سيعمل على إلغاء كامل لصلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية، في سبيل اقتطاع جزء منه لصالح الجماعات الاستيطانية.

وشدد على أن المسجد الأقصى سيكون في "عين العاصفة"، بعد صعود هذا التيار، وسيتعرض المرابطون والمصلون لمزيد من القمع والاعتداءات.

واعتبر أن صعود بن غفير وسموتريتش سيسرع في تطبيق مشاريع تهجير الفلسطينيين من الشيخ جراح، والخان الأحمر، وبطن الهوى وغيرها.

وذكر أن بن غفير أعلن سابقاً عن تشكيل ميلشيا أسماها، "الحرس الوطني"، تساعد شرطة الاحتلال في تنفيذ أوامر الهدم والتهجير.

في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة يهدد الاحتلال عشرات العائلات بالتهجير من منازلها، قال أبو ذياب في لقاء مع "شبكة قدس": كل أحياء القدس معرضة للخطر في ظل شعار "القدس الموحدة" تحت سيادة دولة الاحتلال.

وأضاف: سيبدأ بالمناطق التي جرى تأجيل تهجيرها سابقاً مثل بطن الهوى، والشيخ جراح وغيرها.

 

#نتنياهو #القدس #الاستيطان #المسجد الأقصى #الصهيونية - الدينية #بن غفير #سمويتريتش