شبكة قدس الإخبارية

وحدة الساحات.. قراءة تحليلية في المعركة وأبعادها

298761949_1109272119993814_5316800089032069462_n

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: بعد مرور أسبوع على انتهاء معركة "وحدة الساحات"؛ ناقش برنامج المسار الذي يبث عبر شبكة قُدس الإخبارية، أبعاد هذه المعركة ونقاشها وتحليلها سياسيا على ضوء اتصالها مباشرة في معركة "سيف القدس" التي وقعت العام الماضي.

وقال الكاتب السياسي عرفات الحاج، إن هناك تساؤلات طرحت حول ما الذي فعله الفلسطينيون والاحتلال الإسرائيلي منذ معركة سيف القدس، التي وصل فيها الفلسطينيون إلى ذروة التعبئة النضالية وتكامل وجودهم في كافة الساحات على امتداد فلسطين المحتلة والشتات ونظرتهم الوطنية، وهذه الذروة منذ نهاية انتفاضة الأقصى لم نشهد لها مثيلا، حيث كانت فلسطين ملتحمة كاملة وموحدة.

وأضاف الحاج: أعتقد أننا ذهبنا نحو الخطابة أكثر مما يجب ونحو التنظيم والحشد وبناء ما هو ضروري من أدوات المواجهة القادمة، خاصة وأننا في سيف القدس قدمنا نموذجا مختلفا عن العدوانات السابقة، ورفعنا سقف توقعاتنا بما يليق بكل فلسطين، ولكن في الجولة الأخيرة نحن خسرنا شيئا وربحنا شيئا آخر، واللغط لدى الفلسطينيين كان بشأن ما الذي نفعله وما الهدف، وكيف ستؤدي جولات القتال المتتابعة إلى رفع الحصار ووحدة الساحات والتحرير، وكيف ستؤدي الخطابة ومركزة الفعل الفلسطيني المقاوم منها والمعارض فيما الفعل على الأرض موضع آخر.

ويرى المحلل السياسي عرفات الحاج، أن الفعل كان يمتد عبر شبكة غير فصائلية منظمة لا نقدم لها الإسناد الكافي، والعمود الفقري للعدوان الأخير باستشهاد تيسير الجعبري وخالد منصور، وأي من هاتين الضربتين فيما لو لم تحدث لكان شعورنا مختلفا ولكنا لم نسأل لماذا لم يشارك القسام،  والسؤال الأهم لماذا لا تتحدث المقاومة عن إخفاقاتها ونجاحاتها وإعداداتها بوضوح أكبر ودورها في هذه المعركة وإسناد هذا الدور.

وحول محاولة الاحتلال الاستفراد في حركة الجهاد الإسلامي في الجولة الأخيرة، قال: من يعرف تاريخ المقاومة وتحديدا سرايا القدس لأنهم مميزين يدرك أنها ليست حملا وديعا ستأكلها الذئاب الإسرائيلية أو يتم التفرد بها أو ما شابه، هؤلاء خاضو جولات قتالية شديدة في ظروف أشد حلكة، ويحاول الاحتلال بشكل مستمر فرز الفلسطيني كهدف محتمل ويبدأ بحملة دعاية لضرب هذا الهدف.

وأضاف: لدينا تقصير في إسناد حركة الجهاد في هذه المعركة، وهناك اختلاف في مدرسة مقاربة الاشتباك مع الاحتلال، ومنذ انتفاضة الاقصي كان للجهاد منطق يقول إن محاولات وقف الاشتباك لن تخدمنا وما يخدمنا هو إدامة الاشتباك بنيران منخفضة، على خلاف كتائب القسام التي تذهب للمواجهة بأفضل إعداد وأفضل فرص ممكنة لتحقيق الانتصاراتن في حين أن الجهاد أن لديها فلسفة أن الاستشهاد والخسائر البشرية هي أداة لإدامة جدوى الاشتباك وإبقائها مستعرة.

وأردف الحاج، أن "الاحتلال لم يحاول التفرد بالجهاد، والتحول اليوم هو موجة الاغتيالات التالية، وما أخفقنا فيه نحن الفلسطينيين وليس الجهاد، إخفاقنا أننا عسكريا لم ننجح في وقف كافة الاغتيالات المقبلة وهذه نقطة تهدد الجميع، وواضح أين ستذهب جولة الاغتيالات المقبلة وجماهيريا لم ننجح في تطوير أدواتنا، وكذلك قدرة الحاضنة الشعبية في قطاع غزة على التحمل والصمود. 

أما المحلل السياسي حسن لافي، فرأى أن الإسرائيلي حدثت عنده ما تسمى بالصدمة بعد سيف القدس، وهذه الصدمة مركبة، لأنه لم يعتمد على هذا النوع من النضال الفلسطيني الذي تكامل فيه البعد العسكري مع الجماهيري، وهو ما لم يحدث منذ سنوات طويلة، والجديد الذي واجهه الاحتلال في سيف القدس أن الكل الفلسطيني كان موجودا والموقف السياسي الفلسطيني كان موقفا إيجابيا والكل تكامل حسب بيئته وأدواته وبالمحصلة كان الاشتباك جماعيا.

وقال لافي: الاحتلال شعر بالخوف والخطر على مشروعه الصهيوني المبني على فرق تسد السياسة التي حاول تطبيقها في وحدة الساحات، وعلى المستوى العسكري، فإن الخطة الإسرائيلية مبنية منذ 2018 على المباغتة وأخذ زمام المبادرة وما حدث في سيف القدس، أن الاحتلال لم يكن مدركا لجدية تهديد المقاومة، وعندما ضربت المقاومة الصاروخ الأول، لم يكن الاحتلال  لديه تحضيرات حقيقية والخطة الحقيقية للمعركة منذ اللحظة الأولى تشوشت، وفي معركة وحدة الساحات.

وبحسب لافي، فإن الاحتلال على المستوى السياسي بدأ بمحاولة تمزيق الساحات سياسيا وكان يحاول أن يظهر حركة حماس على أنها محتواه من خلال "التسهيلات" الاقتصادية والتقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى وفي الداخل المحتل مارس نوعا من كي الوعي من خلال أعضاء الكنيست وفتح قنوات مباشرة مع رؤساء المجالس البلدية.

وقال: بعد التصريحات القوية من المقاومة الفلسطينية، وجد الفلسطيني نفسه أمام منحى خطير، لأن التهديدات كانت أكبر من حجم الممكن لدى المقاومة الفلسطينية.

ووفقا لـ لافي، فإنه يجب إعادة تعريف الغرفة المشتركة التي هي عبارة عن غرفة تنسيقية تجمع فصائل المقاومة التي لديها رؤى سياسية مختلفة وقد تكون غير متطابقة، بمعنى أن هناك هامشا من الاختلافات السياسية التي تعود إلى الأيديولوجيا والتموضع السياسي لكل فصيل موجود في الغرفة المشتركة، فحركة حماس اليوم هي مسؤولة عن حكم 2 ونصف مليون شخص ولا تستطيع الذهاب إلى معارك متتالية لذلك هي تفضل الموازنة بين احتياجات السلطة التي أدخلت نفسها فيها وهذه باتت نوعا من الضغوطات على حركة المقاومة حماس، من خلال الأمور الاقتصادية، كونه مطلوب منها أن تقدم خدمات ومطلوب منها الحفاظ على منظومة التسهيلات، أما الجهاد الإسلامي لديها رؤية مختلفة فيما يخص مشاغلة العدو لكي لا يرتاح وحتى المشاريع التي يحاول تسويقها لا بد أن يكون الفلسطيني مزعجا للإسرائيلي حتى لو لم يحقق انتصارات. 

أما الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، فأشار إلى أن المقاومة جدى مستمرة، "ولدينا عدة مسارات مهمة لكي نفصل الأحداث ونحن لدينا بعضا من النور الذي جلبته المقاومة وهو ما تبلور جراء الغرفة المشتركة التي شكلت على واقع المراكمات العسكرية. وقال: الفلسطيني لديه حالة من الترقب والانتظار والسؤال المطروح دائما إلى أين نحن ذاهبون.

والمسارات بحسب القيق تتمثل في  المسار الميداني الذي ارتبطت فيه جغرافيا غزة والضفة والداخل والشتات والقدس، منذ حرب 2014، وعززت النظرية الميدانية لدى المقاومة، هذا التراكم الميداني جاء بالنفسية الثقافية والتغذية الراجعة بأن المقاومة تدعم الفلسطينيين وتقف في ظهرهم وهذا التحول تطور في 2021. وأضاف: والمسار الثاني هو الحاضنة الشعبية التي كانت ضعيفة جدا في السنوات السابقة، وكانت الحالة ميئوس منها، وما يميز سيف القدس أنها لم تأت ردا على عمليات اغتيال، كسابقاتها، وكان لا بد من تحرك في كل الميادين، بالإضافة إلى الغرفة السياسية المشتركة التي نفتقر إليها، وهناك أمور خطيرة بسبب افتقادها.

وأكد أن هناك انفصاما في الخطاب عن القاعدة الجماهيرية.

 

 

 

#سيف_القدس #المسار #وحدة_الساحات