القدس المحتلة - خاص قدس الإخبارية: يستعد المستوطنون، اليوم الأربعاء 20 نيسان 2022، لتنفيذ مسيرة الأعلام في القدس المحتلة بالرغم من التسريبات الإعلامية الكبيرة التي سمح بها الاحتلال حول الخلافات بين الشرطة والمنظمين.
وتزامن الأمر مع تأكيدات منظمي المسيرة باستمرارها رغم معارضة شرطة الاحتلال، حيث تم الإعلان عن انهيار التفاهمات مع الشرطة وإصرارهم على عقدها والمرور بمنطقة باب العمود والبلدة القديمة بالقدس المحتلة في حين رفضت شرطة الاحتلال مرور المسيرة من باب العمود.
وقررت حكومة الاحتلال برئاسة نفتالي بينيت منع بن غبير من الوصول إلى القدس بسبب مخاوف أمنية، إذ نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، عن مسؤول أمني إسرائيلي، قوله إن وصوله إلى منطقة باب العمود في القدس سيؤدي إلى حرب جديدة مع قطاع غزة.
في السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي عماد أبو عواد لـ "شبكة قدس" "إن الحكومة الحالية يمينية ضعيفة وتجد نفسها غير قادرة على منع الحراك الموجود من المستوطنين وهي تريد أن تثبت نفسها وهي المعضلة التي تواجهها".
وأضاف أبو عواد أن هناك ضغط من "اليمين الصهيوني" لإحراج الحكومة الحالية برئاسة بينيت من أجل تفتيت الائتلاف الحكومي الحالي، مشيراً إلى أن من يقف وراء هذه الخطوات هو بنيامين نتنياهو وهو من يقف وراء التوتر.
وبين الكاتب والمحلل السياسي أن الحكومة تحاول أن تثبت أنها يمينة بالتزامن مع الضغط الذي يبذل من قبل اليمين، مردفاً: "إذا كانت المسيرة ضخمة وحاولت الدخول للأقصى والبلدة القديمة فإننا سنكون أمام مشهد يميل للتصعيد".
ولفت أبو عواد إلى أن الهبة الفلسطينية موجودة ولم تنقطع فيما يبقى السؤال المركزي هو مدى اختلاف سلوك المستوطنين في عملية الاقتحام في ظل أن إجمالي عدد المقتحمين للأقصى 40 ألف مقتحم سنوياً فيما يبرز الأمر أكثر في رمضان.
من جانبه، ذكر الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي أن محاولات حكومة نفتالي بينت إظهار "أن هناك رفض لمسيرة الإعلام الساعة الخامسة من مساء اليوم، وعدم إعطاء الشرطة تصريحا بقيامها، ومن ثم قرار بينت بمنع المتطرف عضو الكنيست بن غبير المشاركة في المسيرة رغم معرفته بعدم قانونية هذا القرار".
وأضاف لافي لـ "شبكة قدس": "سلسلة هذه القرارات ما هي إلا ذرا للرماد بالعيون الفلسطينية والإقليمية والدولية من جهة ومن جهة أخرى تمهيد لعدم تحمل الحكومة الاسرائيلية بقيادة نفتالي بينت تبعات ما ينتج عن تلك المسيرة، وتحميل المسؤولية للمعارضة الإسرائيلية كورقة سياسية للاستخدام الداخلي".
وتابع: "من الواضح أن مسيرة الإعلام مساء اليوم لا تخرج عن سياق استراتيجية الحكومة الإسرائيلية تجاه المسجد الاقصى والقدس، يكفي أن نعلم أن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى لهذا اليوم 1538 مستوطنًا ليسجل رقما قياسيا في عدد المقتحمين في اليوم الواحد منذ عام 1967م".
واعتبر لافي أن سياسة الحكومة اليمينية برئاسة بينيت معنية بالاحتكاك منذ أول شهر رمضان عبر حجم الاقتحامات والاعتداءات على المصلين في الأقصى، مستدركاً: "ما يحدث هو أن الكل الإسرائيلي يريد ألا يكون هو السبب في تحمل مسؤولية المعركة".