القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: يقترب شهر رمضان المبارك وتزداد معه استعدادات الاحتلال لمواجهة احتمالية اندلاع تصعيد تشكل مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك نقطة انطلاقه إلى بقية فلسطين المحتلة، كما حصل في رمضان العام الماضي، وتزاوج الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بين محاولة "شراء الهدوء" عن طريق الأخبار التي تبثها عن "تسهيلات" للفلسطينيين خلال رمضان، والاستمرار في سياسة التهويد والسماح للمستوطنين بتدنيس الأقصى.
قناة "كان" العبرية كشفت أن شرطة الاحتلال أوصت خلال اجتماع مع "مجلس الأمن القومي" الإسرائيلي بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد المسجد الأقصى، خلال شهر رمضان، وهو ما ينذر باندلاع مواجهة جديدة من المسجد خاصة أن شهر رمضان يتزامن مع "الأعياد اليهودية"، التي تحاول خلالها الجماعات الاستيطانية ممارسة طوسها التلمودية في ساحات المسجد.
واعتبر الباحث محمد هلسة أن "المستويات الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال تمشي على "شعرة دقيقة"، وأوضح: يحاول الاحتلال المحافظة على سيادة كاملة في القدس ومن جانب آخر منع انفجار أوضاع في المدينة، الاحتلال لا يتسامح مع أي نشاط يمس بسيادته على القدس، ولكن "إسرائيل" تخاف من تكرار تجربة رمضان الماضي في ظل أن الشهر الفضيل فرصة للحشد والرباط في المدينة.
وتابع في لقاء مع "شبكة قدس": الاحتلال يحاول سحب "الذرائع" من تحت الفلسطينيين والفصائل، لكن الحكومة اليمنية تريد أيضاً إرضاء المستوطنين من خلال الاستمرار باقتحام المسجد الأقصى، ويبقى الخط الاستراتيجي التهويدي ثابتاً في تفكيرها وعملها.
ويرى هلسة أن "الوضع في القدس حالة غليان دائمة في رمضان وغيره"، وقال: عوامل الاشتعال كثيرة لا يمكن حصرها في المسجد الأقصى، توجد حرب تدور بين الاحتلال والفلسطينيين في كل نطاق ومنطقة بالمدينة، هذه الحرب تظهر في الصراع السياسي والقانوني والاقتصادي.
وأضاف: ما يميز شهر رمضان هو الاحتكاك مع قطاعات أوسع من الفلسطينيين في القدس، إذ يزيد الحضور الفلسطيني من الداخل والضفة بشكل أكبر، والمقدسي لا يبقى وحيداً في المدينة، وعوامل التوتر تبقى عالية دائماً لكن خصوصية شهر رمضان تزيد من حالة الاحتكاك والصدام مع شرطة الاحتلال.
وأكد أن الاحتلال يحاول إبعاد القدس عن بقية الجبهات، وأوضح: "إسرائيل" لا تريد أن تكون للقدس مرتبطة مع باقي الشعب الفلسطيني، هذا جزء من السياسة الإسرائيلية التي تقوم على اللعب على التناقضات والاستفراد بكل طرف، تريد أن تغرق غزة في همومها وكذلك الضفة وأن تستفرد بالمرابطين في القدس، معركة "سيف القدس" خلقت حالة وطنية جامعة وجعلت القدس هماً وطنياً وعربياً وعالمياً جامعاً، الاحتلال لا يريد جبهة وطنية موحدة، بعد أن أصرت المقاومة على ربط الملفات مع بعضها أصر الاحتلال على الاستفراد بكل ملف لوحده.
من جانبه، يعتقد الباحث في شؤون القدس مازن الجعبري أن السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى "يتناقض مع مزاعم الاحتلال حول تسهيلات في رمضان ومنع اندلاع مواجهة فيه".
وتابع: خلال الشهرين الماضيين تزايدت تصريحات المستويات السياسية والأمنية الإسرائيلية حول منع اندلاع مواجهة في رمضان، وعقد رئيس "الشاباك" لقاء مع الإدارة الأمريكية واجتمع مسؤولون إسرائيليون مع الملك الأردني والسلطة الفلسطينية لنزع فتيل فرص اندلاع هبة شعبية، هذا كله كان هدفه الخداع والتضليل والدعاية والإعلام.
وأكد الجعبري في مقابلة مع "شبكة قدس"، أن الاحتلال لن يوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى حتى خلال شهر رمضان، وأوضح: قبل عامين سمح الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى في أول أيام العيد، والعام الماضي كانت الاقتحامات أحد أسباب الهبة الشعبية والحرب، نحن نرفض اقتحامات المستوطنين للأقصى في كل الأوقات لأن هذا مكان مقدس للمسلمين وحدهم.
وأشار إلى أن السماح للمستوطنين باقتحام الأقصى يعني أن الاحتلال يرغب بالتصعيد، وقال: شهر رمضان يتزامن مع "الأعياد اليهودية" ونحن نراقب دعوات الجماعات الاستيطانية لأداء الطقوس التلمودية في المسجد، اعتقد أننا ذاهبون للتصعيد وما ينشره الاحتلال عن تسهيلات وغيرها كذب وتضليل.
وقال: الأردن هو الوصي على الأماكن المقدسة لذلك كان يجب أن يعلن موقفاً واضحاً برفض الاقتحامات المسجد الأقصى ودعوة "إسرائيل" لمنع المستوطنين من أداء صلوات تلمودية فيه، اعتقد أن الحكومة ترى من خلال الأوقاف ما يحصل في المسجد، كنا نتأمل أن تعلن الحكومة الأردنية للاحتلال أن لا يقتحموا المسجد الأقصى حتى لا يقع ما يتحدثوا عنه من نذر التصعيد.
وتابع: السلطة طالبت الاحتلال بمنع اقتحام الأقصى لكن يجب أن يكون لهم مع الأردن جهود دولية للضغط على حكومة الاحتلال لمنع اقتحامات المسجد الأقصى في رمضان وغيره.
ويعتقد أن الاحتلال يحاول "تجنب المواجهات في القدس ولكنه لا يريد وقف إجراءاته الاستيطانية التهويدية في القدس والأقصى".
وشدد الجعبري على أن "القدس على صفيح ساخن"، وقال: توجد حالة إحباط لدى الفلسطينيين في القدس في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، لا أحد يمكن له توقع ما سيحصل في القدس بدقة، لكن توقعاتي أن الاحتلال ذاهب للتصعيد لأنه لا يريد تغيير سياساته في الأقصى ويسعى أن يكون المكان للمستوطنين والمسلمين وهذا ما نرفضه جميعاً.