قُدس الإخبارية: بعد أربع سنوات على بناء المنزل الذي لم يسكن فيه محمد ربايعة بعد، يأمر الاحتلال بهدمه، بعد عناءٍ وتعبٍ وبناء “طوبة على طوبة” كما يقولون حتى بات كالقصر، يبلّغه الاحتلال بضروره هدمه لأنه “قريب على الجدار”.
حاول ربايعة مرارًا أن يحصل على ترخيص، أو اتفاقية يُمكن من خلالها “أن يستُر” نفسه وعائلته كما قال لـ"القسطل"، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، ولكنه رغم كل ذلك، يرفض هدم هذا المنزل بيده ذاتيًا.
الشقيقان محمد وأمجد ربايعة يسكنان في منزلين (260 مترًا، 160 مترًا) في وادي الحمص في بلدة صور باهر جنوبي القدس المحتلة، ويعيش فيهما نحو 25 فردًا، أطفال ونساء وكبار في السنّ سيتشرّدون اليوم أو غدًا، ولا يوجد لهم أي مأوى، وحتى لو أرادوا أن يستأجروا بيوتًا، فمن أين سيحصلون على 3 أو 4 آلاف شيقل إيجار كل شقة ناهيك عن الفواتير الأخرى ومصاريف الحياة.
يقول محمد ربايعة لـ"القسطل" إن شرطة الاحتلال –مؤخرًا– تقتحم منزله بشكل يومي، وسط تهديدات بضرورة هدم البيت الذي تبلغ مساحته نحو 260 مترًا مربعًا، وتفريغه من محتوياته، حيث كان سيسكنه هذا العام بعد زواجه.
ويضيف: "هالبيت مبني من أربع سنين، تعبت لحتى اشتريت الأرض، حطيت دم قلبي عليه، حطّيت اللي فوقي واللي تحتي، ولسه أنا مديون بمبلغ كبير، وبدهم اياني اهدم بإيدي بس أنا رفضت".
ويبين أنه حاول من خلال المحامين أن يعقد اتفاقية تقضي بهدم طابق من أصل طابقين، وأن يعيش في جزء من منزله لـ”يستر نفسه ويتزوج به”، لكن عرضه قوبل بالرفض بشكل قطعي، والحجة أن المنزل قريب من الجدار”.
وقال محمد وقلبه يحترق قهرًا على منزلٍ لم يسكنه بعد، وبقي يحلُم أن تُشاطره السكن فيه مقدسية، يتشاركان معًا الفرح والحب، لكنهما سيتشاركان الآن، ما قبل زواجهما، الوجع والألم: “مش عارفين وين نروح بحالنا، نتشحطط في الشوارع والاجارات، بدهم يرمونا في هالشارع، ما بدهم ولا اشي، بس بدهم يهدوا الدار، حسبي الله ونعم الوكيل”.
الاحتلال هدّد الشقيقين ربايعة بضرورة الهدم الذاتي، وأن آخر مهلة ممنوحة لهما هي أمس، فهل ينفّذ الاحتلال تهديداته ويشرّد 25 فردًا؟.