الضفة المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: بينما كان الأسير المحرر أحمد عدوين منهمكاً في مراسم خطبته، تفاجأ بباقة ورد أحضرها شخص مجهول تحمل بطاقة "تهنئة"، لكن في داخلها ورقة من ضابط مخابرات الاحتلال في بيت لحم، يطلبه للمقابلة مع شقيقه إبراهيم.
أحمد وإبراهيم من عائلة جابت كل سجون الاحتلال، فقد تعرضا للاعتقال أكثر من مرة، ويقضي شقيقهما محمد المعتقل منذ 8 سنوات حكماً بالسجن لمدة 12 عاماً، أكدا أن ضباط مخابرات الاحتلال الذين يتناوبون على منطقة بيت لحم يحرصون دائماً على التنغيص على العائلة في كل مناسباتها.
لم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، يروي أسرى محررون من مختلف مناطق الضفة والقدس المحتلتين أن مخابرات الاحتلال حريصة أن تبقي الأسير المحرر تحت "الضغط" لإيصاله إلى مرحلة شعورية أنه "مراقب" في خطواته، ويستذكرون عشرات الأسرى الذين اعتقلوا قبل أعراسهم أو بعدها بساعات فقط، وبعضهم تحرر بعد سنوات.
في السنوات الأخيرة، استغلت مخابرات الاحتلال تطور وسائل الاتصال وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي لبث رسائلها نحو المجتمع الفلسطيني وفي القلب منه الأسرى المحررين وعائلاتهم، وبين الفترة والأخرى، تصل إلى هواتف عدد من المحررين رسائل تهديد تحمل توقيع ضباط المناطق في مخابرات الاحتلال.
الأسير المحرر مصعب شماسنة من بلدة قطنة شمال غرب القدس المحتلة، تعرض لتجربة مشابهة للشقيقين عدوين، قبل شهور، خلال حفل زفافه أخبره أقاربه أن سائق تكسي يحمل هدية له ورفض أن لا يعطيها إلا له.
ويتابع شماسنة في حديث مع "شبكة قدس": بعد أن خرجت من قاعة العرس لأقابل سائق التكسي، قال لي إنه يحمل هدية خاصة لي من شخص قابله في مدينة الرملة المحتلة، وبعد أن غادر المكان فتحت الهدية التي كانت عبارة عن باقة ورود، فوجدت فيها رسالة من ضابط مخابرات الاحتلال تحمل تهديداً مبطناً على شكل "تهنئة" بالعرس.
ويضيف: بعد أسبوع من العرس اتصل ضابط مخابرات الاحتلال بالعائلة وأخبرهم أنه يجب عليَ التوجه للمقابلة، وإلا فإنه سيحضر إلى المنزل لاعتقالي، وخلال المقابلة كرر التهديدات بطريقة مبطنة.
ويؤكد أن هذه الحركات الاستعراضية من ضباط مخابرات الاحتلال هدفها أساساً القول للأسير المحرر إنه "مراقب" وتحت "عيونهم" ويجب عليه أن لا يقدم على أي خطوة يرون فيها "تضر بأمنهم".
اعتقل مصعب أكثر من 8 سنوات في 10 اعتقالات متفرقة كان ثمنها، كما يقول، تأخيره عن الحصول على الشهادة الجامعية أكثر من 12 عاماً وما ترتب على ذلك من آثار نفسية واجتماعية على حياته.
الشقيقان أحمد وإبراهيم عدوين