خاص قُدس الإخبارية: تكشف صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "إسرائيل" - وقد غطت المقاومة المدن المحتلة بالصواريخ؛ أصبحت تبحث عن صورة للنصر، وأوعزت للأذرع الإعلامية الإسرائيلية بالحديث بشكل مكثف عن عمليات اغتيال لمجموعات من المقاومة الفلسطينية، وهذا اعتراف ضمني يصل حد الصريح بأنها مهزومة وتشعر بالهزيمة وتريد التعويض عن ذلك بالدعاية.
في فقه دعايات الحروب، إن من يلجأ للتهويل وتحقيق إنجازات من خلال الدعاية هو الطرف الضعيف بسبب اختلال توازن القوى وعدم مقدرته على تحقيق نصر فعلي أو عملي، ويبدو أن "إسرائيل" انتقلت إلى هذه الخانة، أو الأدق أن المقاومة نقلتها إلى هذه الخانة.
ما كشفته "هآرتس" يؤكد أن المستويات الأمنية والسياسية في "إسرائيل" أصبحت أمام حقيقة اهتزاز وإرباك الوعي الجمعي الإسرائيلي أمام السردية الإسرائيلية التقليدية بشأن التفوق والنصر النوعي. تجد "إسرائيل" نفسها اليوم أمام واقع لا تستطيع فيه احتلال أرض كما في الماضي، والأخطر اليوم أنها غير قادرة على محاصرة قدرات المقاومة التي تشكل تهديدا وجوديا عليها.
في الأول من يونيو من العام 2019، كشف الصحفي الإسرائيلي روني بن يشاي، المتخصص في الشؤون العسكرية، أن رئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي، عقد بعد أيام قليلة من توليه منصبه، جلسة عصف ذهني استمرت عدة أيام بمشاركة كبار ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي، بهدف توضيح وتعريف المعنى العملي لمصطلح "النصر".
إذن، فقد جيش الاحتلال معنى وتعريف النصر، وهو يحاول إنقاذ صورته، ويرى بن يشاي، بأن "إسرائيل" لن تنتصر في الحرب القادمة، معتمدا في تحليله على مفهوم "النصر" على المتغيرات الجديدة في ساحة المعركة، خاصة تلك المتعلقة بـ"معركة الوعي".
ولكن الأهم (في هذه المرحلة) في محاولات "إسرائيل" لمعالجة شعور الإحباط والهزيمة وتبدد مفهوم "النصر"، هو موضوع "الصورة"؛ "صورة اليوم التالي" و"صورة المعركة"، فصورة اليوم التالي؛ يقصد بها التصورات التي تتولد لدى الجمهور المحلي والعدو عن المعركة، وهذا يفسر ما كشفته هآرتس اليوم.