شبكة قدس الإخبارية

في حلقته الثالثة.. برنامج "المسار" يناقش الانتخابات الفلسطينية

161418630273381

 

فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: ناقش برنامج "المسار" الذي تقدمه الزميلة لينا أبو حلاوة، عبر "شبكة قدس"، الجدل الدائر حول قضية الانتخابات من ناحية دوافع إعلانها ووظيفتها في السياق الفلسطيني، وانعكاساتها على الواقع الفلسطيني المأزوم.

وتطرق النقاش خلال البرنامج إلى الدعوات من داخل الأحزاب وخارجها، حول ملف الانتخابات الفلسطينية، وطرح تساؤلات حول وجود "طريق ثالث" للخروج من المأزق السياسي الحالي.

 

هل الانتخابات تحقيق لرغبة أمريكية فقط؟

وحول دوافع الفصائل للذهاب للانتخابات قال الكاتب والباحث ساري عرابي: "لا نستطيع أن نتحدث فقط على مسار أمريكي يريد تجديد شرعية السلطة، وهذا لا ينفي أن لدى الرئيس رؤية بتجديد شرعية السلطة بنفس سياساتها، ولكن بالتأكيد لدى حماس رؤية مقابلة، بغض النظر عن وجاهتها وقدرتها على الخروج بنتائج أفضل، وأعتقد أن هذه التحليل لا يكفي وحده كأداة لمحاولة فهم موقف الرئيس من الانتخابات، خاصة أن القضية لا تتعلق بالسلطة وفتح فقط، هناك فريق كبير هو حركة حماس ولا شك أن لديها دوافعها وأسبابها وتحليلها للدخول في هذا المسار".

وتابع: "في البداية بدأ المسار فلسطينياً خالصاً، بلقاء نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، وعضو مركزية فتح، جبريل الرجوب، حين قالا في المؤتمر الصحفي، إن دافع اللقاء هو الظرف الفلسطيني والتحديات التي تواجه القضية في ذلك الوقت، والتي جاءت بشكل أساسي بعد إعلان نتنياهو عن مشاريع الضم ثم موجة التطبيع الخليجية، وبالتالي كان الحديث أن القضية أكبر من الانقسام بين فتح وحماس، وتحتاج لإجابات تتجاوز اتفاقيات المصالحة التقليدية".

وأشار إلى أنه كان "غير متفائل أن السلطة ستغير سياساتها باتجاه مسارات خارج الحوارات التقليدية، خاصة أنه في المؤتمر الصحفي كان هناك حديث عن المقاومة الشعبية، وحتى اللحظة لم نرَ شيئاً بخصوص إطلاق المقاومة الشعبية على أرض الواقع"، وأضاف: لكن على الأقل يبدو أن الأمر كان متعلقاً بظروف فلسطينية خاصة، بمعنى أن مشروع فتح والسلطة وصل إلى الحائط منذ زمن، لكن على الأقل كان هناك ترويج أن القيادة وصلت إلى "لحظة اليقين"، لكن ثبت أنها لم تصل إلى "لحظة اليقين" بدليل التمسك بنفس السياسات والعودة إلى التنسيق الأمني.

وأكد أن هناك سياقاً فلسطينياً لم تشارك فيه فتح وحماس فقط، وقال: نتذكر اجتماع القيادة في رام الله الذي شاركت فيه حماس والجهاد الإسلامي، واجتماع الأمناء العامين بشكل مشترك بين بيروت ورام الله، وأضاف: يبدو أن هناك قدراً من التفاهم الثنائي بين فتح وحماس حول الانتخابات، القضية الأساسية يبدو أن هناك مساراً فلسطينياً.

واعتبر أن حماس ترى أننا أمام حالة انسداد وانغلاق لم يتمكن أحد من علاجها، سواء على صعيد ظروف المقاومة في قطاع غزة، أو ظروف تجريف العمل السياسي في الضفة منذ الانقسام، ولم تدفع الحركة ثمنها فقط بل كل الوضع الفلسطيني، ربما ترى الحركة أن هذه فرصة "لتحريك المياه الراكدة".

 

هل الانتخابات فرصة لتغيير الواقع؟

من جانبه، يرى مدير مركز رؤية للتنمية السياسية، د.أحمد عطاونة، أن "الانتظار للوصول إلى وصفة مثالية للخروج من الحالة الراهنة لن ينجح"، وأضاف: أتفق مع الرأي الذي يقول إنه كان يجب معالجة قضايا الانقسام قبل الانتخابات، وكنا نحتاج فترة انتقالية لمعالجة الملفات كافة، لكن هناك حقائق تفرض أحياناً قد لا تكون مناسبة، من هذه الحقائق أن الفصائل والنخب لم تتمكن من بلورة برنامج وطني محل "توافق"، أو بلورة صيغة للخروج من هذا الواقع، فتوجهت إلى التوافق على الانتخابات، ولدينا استثناء هو حركة الجهاد الإسلامي، لكنها جزء من المسار، لأن لديها اهتماما بانتخابات المجلس الوطني.

وتابع: أنا من أنصار أن لا نستمر بالانتظار في الوصول للصيغة المثالية التي أخفقنا في تحقيقها كل هذا الزمن، وخاصة إذا ما أدركنا أن الانتظار لا يعمل لصالح القضية، الاحتلال يستمر في فرض الوقائع على الأرض وتعزيز موقفه السياسي عبر حملة التطبيع الأخيرة، اعتقد هناك حالة ركود في المشهد السياسي الفلسطيني وبكل بساطة أشبهها "بالمستنقع".

واعتبر أن الانتخابات تعني أن الشعب الفلسطيني سيعود لقول كلمته، وأن الفصائل مضطرة أن تقدم أفضل ما عندها للشعب، وتعني شكلاً من التوافقات سواء قبل الانتخابات أو بعدها، لأن من إيجابيات النظام النسبي أنه لن يمكن فصيلاً واحداً من الفوز بالانتخابات، وستكون صيغة تحالفية، وتشكل فرصة لحراك سياسي جدي سيحدث تغييراً في النخبة والسلطة الحاكمة، وسيضع حداً لتفرد الرئيس الذي أصبح أقرب "لسلطان أو أمير".
 

رؤية مختلفة

وفي رؤية مختلفة، تقول عضو "المسار البديل"، خالدية أبو بكر، إن من حق شعبنا أن ينتخب ولكن "الانتخابات المرتقبة هي طلب أمريكي إسرائيلي عربي، لشرعنة السلطة لأنهم يريدون من يوقع على صفقة القرن أو ما يريده الرئيس بايدن"، حسب وصفها.

وأضافت: دعونا نسأل لماذا يريد العالم وأمريكا الانتخابات حالياً، لماذا الدعم المالي الأوروبي والأمريكي للسلطة حالياً رغم قطع المساعدات عن "الأونروا"؟ من له حق التصويت؟ نحن في الشتات نمثل أكثر من نصف الشعب ليس لنا أي تمثيل، وفي المستقبل إذا حصل توقيع اتفاقيات فستكون باسم الشعب الفلسطيني، لذلك نطالب شعبنا أن لا يكون شريكاً في شرعنة هذا السلوك، حملتنا تطالب بمقاطعة انتخابات "الكنيست" والحكم الذاتي معاً.

وقالت: كل المحاولات التي حصلت خلال اجتماعات الفصائل لإنهاء الانقسام، تراجعت عنها السلطة، لدينا شعب في غزة السلطة تشارك في حصاره، وتتخلى عن شعبنا في المخيمات، في هذه الفترة بالذات توصلت الفصائل لاتفاق مع السلطة، لماذا الآن؟ هل احترمت نتائج انتخابات 2006؟ من يضمن لنا ذلك؟ أو يضمن إنهاء التنسيق الأمني والتراجع عن القرارات التي اتخذها الرئيس؟

وحول لماذا لا ننتخب مجلسا وطنيا ونستعيد منظمة التحرير وأن يتم تمثيل كل الفلسطينيين فيه؟،  وأوضحت: في الاجتماعات لم يتحدثوا عن انتخابات للمجلس الوطني، بل تشكيل مجلس وطني، بمعنى تقسيم المقاعد وفقاً لمبدأ "المحاصصة".

 

هل هي انتخابات داخل "الشرط الاحتلالي"؟

ويرى الباحث عرفات الحاج أن الذي يجب أن يطرح هو "ما هو سؤال الانتخابات منذ اتفاقية أوسلو؟" وقال: أجرى الاحتلال انتخابات شارك فيها الفلسطينيون بمرحلة السبعينات، وكانت المشاركة فيها فعلاً وطنياً، لذلك ليس الاعتبار تحت الاحتلال أو خارجه، بل هل هي داخل "الشرط الاحتلالي" أم خارجه.

وأضاف: لا بد من العودة إلى نقطة أساسية لا يمكن الحديث عن إرادة فلسطينية منفصلة عن الدولة، لأن هناك طرفاً فلسطينياً يتصرف منذ تأسيس السلطة كممثل للحالة الدولية وحتى كشريك لما تريد الحالة الدولية من الفلسطينيين، وبالمناسبة لم يحظَ على ثقة الجماهير بصناديق الاقتراع أقصد الرئيس تحديداً، لأن صناديق الاقتراع لم تمنح الثقة لأحد منذ 16 عاماً، ولكن حاز على الثقة بموجب الدعم والتمويل الدولي الأمريكي. 

واعتبر أن "الحقيقة أنه هناك جندي ودبابة وطائرة وسلطة فلسطينية لديها آلاف المنتسبين الأمنيين المتسلطين على شعبنا، لصالح برنامج الرؤية الاستعمارية المهيمنة على الوضع الفلسطيني".

وأوضح: سؤال الانتخابات هذه المرة ليس من سيختار الفلسطيني لقيادته، ولكن هل أدب الحصار الفلسطينيين في غزة؟ جعلت حركات المقاومة في الضفة نموذجاً من نماذج العقاب، نعود لحملات القمع التي سبقت الانتخابات، كم من جمعية مغلقة حتى الآن كانت توفر مساعدات وأنماط تنموية لمئات العائلات؟ والاعتقال السياسي الذي لم ينقطع، ولم يمر يوم في الضفة دون اعتقال، ولم يمر يوم على غزة دون غارة أو حصار.

وقال: "الولايات المتحدة تدفع مليون دولار للأجهزة الأمنية من خارج ميزانية السلطة، تصرف لمنظومة قمع الفلسطينيين".

وأضاف: لا أستطيع أن أقول لفلسطيني عليك أن لا تشارك في الانتخابات، قد يكون من الملائم أن تترك مساحة جدية لحركة المقاطعة، لكن حركات المقاومة هي جزء من القيادة، وهي جزء من الشعب الذي ابتز بالحصار في غزة واعتقال أبنائها في الضفة، السؤال ليس لماذا اختارت حماس المشاركة بل لماذا اختار العالم أن يفعل بالفلسطيني هذا؟ وكيف سنواجه مجتمعين؟

وعاد للسؤال: "لماذا هناك فريق سياسي فلسطيني يراهن على الإسرائيلي وعلى الخارج؟ أدرك حاجات اللباقة السياسية للفصائل والمتحدثين، لكن علينا أن ندرك أن رصيدنا ليس فرصة الشراكة التي أعلن عنها محمود عباس بمقاسه والتي حرم منها الشعب الفلسطيني"، وأضاف: "المجال السياسي الحقيقي لشعبنا هو ممارسة المقاومة للاحتلال، واستعادة شبكته الوطنية المؤلفة من آلاف المناضلين في السجون والضفة وغزة والشتات".

 

هل خضعت الفصائل لشروط فتح؟

ورداً على سؤال هل خضعت الفصائل لشروط السلطة وفتح، قال الباحث ساري عرابي: لا شك أن هذه الانتخابات مفصلة على مقاس الرئيس الفلسطيني محمود عباس من عدة جوانب، أولها قضية التوالي وليس التزامن الذي كانت تطالب فيه لفترات طويلة، وثانياً أنها بقائمة نسبية كاملة لأن فتح تدرك أنها متقاربة مع حماس في القائمة النسبية، كانت حماس تراهن على الدخول في قائمة مشتركة، لأن الحركة تعاني في الضفة بشكل كبير وقدرتها اللوجستية ضعيفة للغاية، وفي حال أرادت الدخول بقائمة خاصة بها، فالوقت ضيق جدا لإعادة بناء نفسها واستنهاض كوادرها الذين ذاقوا تجربة مريرة جداً بعد الانقسام.

وأضاف: في سياق آخر هناك مراسيم متعددة متعلقة بالمنظومة القضائية وبنية المجلس التشريعي القادم، واعتبر أن "هناك نوعاً من التماهي" بمعنى أن حماس لا تقدم خطاباً قوياً للاعتراض على هذه القرارات. وتابع: ربما هناك أطراف في حماس لا تريد إفشال المسار وترى أنه أفضل الممكن، رغم أن هذه القضايا مهمة لإجراء عملية انتخابية معقولة، لأن إجراء انتخابات متكافئة في الضفة غير متوفرة، حتى لو أن السلطة أرادت إجراء الانتخابات في أجواء شفافة، فإن الاحتلال لديه قدرة كبيرة على التخريب والتدخل.

وأضاف: شعار الانتخابات مرفوع لدى الرئيس منذ 2006، الدعوة للانتخابات ليس دعوة لإنهاء الانقسام، الرئيس يرى أن النظام السياسي يجب أن يكون مرجعية للجميع، وهذه إشكالية جوهرية لأن الخلاف بين حماس وفتح على جوهر النظام الفلسطيني الذي تأسس على التزامات أمنية وإرادة دولية لتصفية القضية.

وأكد أن انتخابات 2006 تأسست على شعار "شركاء في الدم شركاء في القرار"، لأن الجميع كان خارجاً من انتفاضة الأقصى، ولم نكن قد عانينا من الانقسام المؤسساتي والاجتماعي الحالي، ورغم ذلك مورس ضغط على حماس لتقديم تنازلات سياسية، وكانت هناك حملة دولية لإفشال التجربة وانخرطت فيها فتح، ولو رفضت الانخراط فيها لفشلت الحملة.

وأوضح أنه في إعلان القاهرة "جرى التعامل مع الرئيس على أنه فوق الانقسام، ومرجعية كل الفصائل، وفي قضايا جوهرية جرى رفع توصيات له، وهذا نوع من التنازل الذي قدمته حماس".

واعتبر أن "فتح ورطت الفصائل في السلطة"، وتريد حماس التعامل بشكل واقعي من خلال التوفيق بين خيارات الحفاظ على برنامجها والخروج من الانقسام وعدم الصدام مع السلطة، فتح عندما أسست السلطة قمعت حماس والجهاد وفصائل المقاومة.

وتابع: حماس بعد 1994 دخلت في حيرة كيف تتعامل مع السلطة، وكانت هناك سجالات وتباين في وجهات النظر في تلك الفترة، بعد 2006 رأت حماس أن لديها موازين قوى توفر لها فرصة للدخول في السلطة بعد ضعفها خلال الانتفاضة ومراكمة الحركة القوة، والمشكلة في الحقيقة ليست لدى حماس، بل الفاعل الأساسي الذي يملك المفاتيح الأهم بما يتعلق القضية يريد أن يجر الجميع لمربعه، بينما لا يريد الجميع التصادم مع فتح بل التوافق معها.

 

"بين ما هو مطلوب وما هو متاح"

بدوره، لفت د.أحمد عطاونة إلى "أننا لم نتمكن حتى الآن من الخروج الكلي من أوسلو، لكن هذا لا يعني عدم بذل جهود من الفصائل للخروج من تبعات الاتفاقية، الفلسطيني دون سند إقليمي أو دولي، والمقاومة ليس لديها القدرة على تغيير كل المعادلات السياسية القائمة في الإقليم والعالم، يوجد فرق بين الرغبة في الصيغ المثالية وبين قيادات ليس أمامها سوى البحث في الواقع بما هو متاح، وعن مخارج من الواقع السيء وهذا الذي قاد للتوافق على الانتخابات".

وتابع: تصوير أن الولايات المتحدة تدير كل شؤون الدنيا بدقة ليس دقيقاً، وبالتالي أعتقد أن الجهود المبذولة من الفصائل تأتي ضمن "المستطاع والممكن" وليس مرتبطاً بالإرادة الأمريكية، خاصة وهنا لا أدافع عن السلطة والتي قد تتوفر لها الظروف قد تذهب باتجاهات أخرى، لكن قراءة الأوضاع الإقليمية تشير إلى أنه منذ سنوات لم يقدم شيء للفلسطينيين، هذا المسار بدأ في عهد ترامب وليس بعد قدوم بايدن.

 

ما هو البديل؟

توضح أبو بكر أن من حق الناس أن تنتخب ولكن نحن نطلب منهم المقاطعة، لأن لدينا قناعة أن هذا المسار لن يصل لشيء، وعكس قناعة الناس أن الانتخابات قد تعالج الفساد وتوقف القمع وملاحقة القمع، ومن التجارب التي حصلت سابقاً ومن التغييرات التي أحدثها الرئيس في القضاء وغيره، أن الآمال لن تتحقق، وعدم مشاركة نصف الشعب في الانتخابات غير منطقي أو صحيح.
وأضافت: من حقنا أن ننتخب لكن الظروف والتأثيرات لن تخرج نتائج حقيقية وشفافة، والانتخابات تحت سقف أوسلو والاحتلال ستكون بنفس النتائج، نحن مع انتخابات المجلس الوطني ومواجهة الفساد وأن لا يكون للنخبة الموجودة حالياً أي وجود في المستقبل.

وقالت: "البديل الذي نطرحه أننا نريد تغييرا جوهريا وجذريا لكل ما هو قائم، نريد مشاركة كل فلسطيني بأي قرار يتخذ بخصوص القضية".

 

"الانتخابات لن تغير مصيرنا"

من جانبه، يرى عرفات الحاج أن "الإشكال هو في تخيلنا أن انتخابات أي جسم من الأجسام القائمة ستكفل للفلسطينيين إملاء إرادتهم السياسية على القيادة الانتخابية"، وتابع: لكن الحقيقة أن القيادة لأي من هذه الأجسام هي جزء من الشرط الدولي والاستعماري، وقد يكون عتبنا على الفصائل ليس مشاركتها في الانتخابات، بل تسويقها أن الانتخابات هي مخرج من الأزمة الحالية، الحقيقة أن المخرج هو إزاحة قهر الاحتلال سواء بشكل مباشر أو عبر النفوذ الدولي أو سلب السلطة لإرادة الناس.

وقال: استعادة الناس لإرادتهم وفعلهم السياسي في حي صغير بالضفة، أو نابلس، أو القدس، أو أم الفحم، هي أكثر قيمة للفلسطينيين من إيصال 100 مندوب وطني للمجلس تشريعي، الحقيقة أن نواب المجلس ذهبوا للسجون ومن تسلط على المجلس هو من اختاره المجتمع الدولي كمندوب سامي على الفلسطينيين.

وأضاف: بوسعنا أن نقول للناس أن الانتخابات لن تغير مصيركم، الحقيقة أن ما صنعته المقاومة في غزة جاء بدماء مئات المعتقلين ومجزرة مسجد فلسطين التي كانت بداية دفاع المجتمع في غزة عن مقاومته، ما نتمنى في الضفة والداخل مشابهة هذه العملية ليس بشكل الحكم في غزة بعد 2006، بل المشاركة المجتمعية في الإزاحة التدريجية لهذه المنظومة.

واعتبر أن صمود الأطر الطلابية في الضفة يستحق الاهتمام أكثر من صندوق الاقتراع القادم بشروط محددة، صمود أهل غزة والفعل الرافض للحصار عليهم يستحق الاهتمام أكثر، والرهان على الحراك في أم الفحم والداخل يستحق أكثر، وحتى انتخابات المجلس الوطني لن تكفل لنا السلطة على قرارانا، بل ردع رجل الأمن الذي يقف باب بيوتنا ويمنعنا من إطلاق النار أو الحجارة على جنود الاحتلال.

 

هل يجب انتظار ظروف أفضل؟

وعاد عطاونة وأكد أن "على الفصائل الفلسطينية أن تعمل على كل الأصعدة لمواجهة الكيان وتغيير الواقع الفلسطيني، وأحد هذه الوسائل هو صندوق الانتخابات، المقاومة حصلت على شرعية شعبية بمعنى أنها مستندة للاختيار الشعبي، والانتخابات جزء من محاولة لإحداث تغيير في الواقع الفلسطيني السيء الذي أفسد حياتنا في كل المجالات، بما فيها المقاومة.

وتابع: قد يقول قائل ليس بالتأكيد أن الانتخابات ستقود لذلك، لكن هل البديل أن ننتظر ونضع صيغا ليس لدينا قدرة على تنفيذها؟ إذا كان الزمن لا يلعب لصالح الفلسطينيين، فإن محاولة التغيير ولو عبر الانتخابات أو آلية قد توفر فرصة 30% للإزاحة، المنطق برأيي أن تتقدم في هذه المساحة.

وقال: إذا كان ليس لدينا القدرة على إحداث تغيير في الواقع الفلسطيني بالشتات، أشبع الموضوع بحثاً والنتيجة أن الشعب الفلسطيني في الشتات مهمش ولم يعد إلى موقعه في الحركة الوطنية الفلسطينية، لدينا فرصة حتى لو كانت محدودة يجب أن تستثمر لإعادة دور الشتات وبناء المجلس الوطني الفلسطيني، وممارسة الضغط للوصول إلى هذه المحطة، أفضل من الانتظار.

ويعتقد أن "السلطة لو كانت في أسوأ أحوالها فإن الإرادة الدولية ستبقي عليها، وستبقى تنهك الوضع الفلسطيني، ولعل الانتخابات تشكل فرصة لإحداث تغيير إيجابي في السلطة، الدول العربية التي تحررت بعد الحربين العالميتين التغيير لم يكن جذرياً في نفس اللحظة، بنيت دول موالية للاحتلال واستمر هذا لعقود وتخلصوا منها لاحقاً".

وأضاف: الانتخابات تشكل فرصة جدية لإحداث تغيير ولو نسبي في الصيغة الفلسطينية القائمة، ستولد مجلس تشريعي وهو أفضل من عدم وجود مجلس.

 

ما هي النتائج المتوقعة للانتخابات؟ وهل ستجري؟

ويعتقد ساري عرابي أن "الملاحظات على الانتخابات ليست متعلقة بسؤال ماذا؟"، وقال: إذا كنا نتحدث عن حماس الفصيل المقاوم والوازن بالتأكيد سيذهب إلى الانتخابات من أجل محاولة فتح ثغرة في الجدار، لكن السؤال الذي لا نجد إجابة واضحة مباشرة عليه هو: كيف؟ هل ستتحول فتح إلى حركة ديمقراطية؟ كيف سنحدث التغيير؟

وأضاف: مشكلتنا الأساسية ليست مع الأمريكان بل مع فتح والسلطة: ماذا تريد من الانتخابات؟ الواقع الحالي أسوأ من مرحلة أوسلو، السلطة حدثت عليها تغييرات كبيرة بعد الانقسام.

وتابع: سؤال هل تجري الانتخابات يتعلق بحركة فتح بالدرجة الأولى وترتيباتها الداخلية، وأعتقد أن الرئيس عباس تحديداً بعد جولة الحوار الأخيرة كان جاداً في الانتخابات لاعتبارات مختلفة تتعلق بشخصه وفتح وتجديد الشرعيات، خاصة أن الأفق السياسي للسلطة منعدم، لذلك لا بد من انشغال سياسي بالانتخابات وتجديد للشرعية بالانتخابات.

وأردف قائلاً: الإشكاليات في داخل فتح لا ندري أين ستتوقف وهي عامل مؤثر، ولدينا العامل الإسرائيلي ولا ندري كيف سيتصرف الاحتلال بخصوص الانتخابات في القدس، وهل ستوافق حماس وفتح والفصائل على خيارات بديلة لإجراء الانتخابات في المدينة من شأنها تكرس رؤية اليمين الإسرائيلي بخصوص القدس بشكل وآخر.

واعتبر أنه إذا "تمكنت حماس من بناء كتلة وطنية في مواجهة فتح فستحقق نتائج جيدة، إذا تم ضمان أن لا تكون هناك تدخلات في النتائج، وإذا تمكنت الحركة من حل مشاكلها اللوجستية والإدارية في الضفة".

#انتخابات #الانتخابات #الانتخابات_الفلسطينية