لم يكن جدي يعلم وهو يرعى البقر قبل عشرات السنين في "دير علا" غرب قريتي رنتيس (شمال غرب رام الله) وفي السهول الممتدة حتى مشارف اللد والرملة أن هذه الأراضي ستذهب يوماً من بين أيدينا. أما أنا فقد ولدتُ وقد مضى على احتلالها عقود، إلا أني لم أكن أتوقع أن أرى برجاً لاستخراج النفط على بعد أمتار من كروم التين والزيتون في قريتي.
منذ عام 2009 تغيرت ملامح المنطقة بشكل كبير فقد بنيت فيها عدة معسكرات لجيش الاحتلال الاسرائيلي وقاعدة ضخمة مشتركة مع الجيش الامريكي، بالاضافة لمحطة لاستخراج النفط، بدأ استخراج النفط والغاز الطبيعي منها بكميات كبيرة، وهناك محطة أخرى قيد الإنشاء.
رنتيس بلا أرض ولا حياة برية
لا يخفى على أحد حجم الضرر البيئي الذي تلحقه كل تلك المعسكرات والمحطات على البيئة والانسان، فالكثير من الحيوانات البرية كالغزلان والأرانب البريّة اختفت من المنطقة بسبب الحفريات والتفجيرات الناتجة عن التدريبات العسكرية الدائمة والحرائق التي تتسبب بها، إضافة لذلك فإن ما ينتج عن تلك المحطات من غازات وأصوات مزعجة تلحق الضرر بشكل مباشر بسكان قرية رنتيس وحتى القرى المجاورة بسبب قرب المسافة.
وهنا نتساءل، أين دور الجهات الرسمية والوزارات المعنية من كل تلك الانتهاكات؟ وما هو الدعم الذي تقدّمه للقرى الحدودية التي يهددها الاستيطان وسرقة الأرض والموارد، ودورها في تفعيل قضايا الاحتلال على المستوى الدولي خاصة أن الشركة المنفذة لأعمال بناء المحطة الجديدة هي شركة "Dafora" الرومانية، وأن التنقيب في معظمه يجري في أراضي داخل حدود الضفة الغربية.