القدس المحتلة - قدس الإخبارية: اقتحم أكثر من ألف و300 مستوطن باحات المسجد الأقصى المبارك خلال جولتي الاقتحامات الصباحية والمسائية، بحماية عناصر شرطة الاحتلال في يوم عرفة الذي تصادف مع احتفال المستوطنين بذكرى ما يسمونه بـ”خراب الهيكل”.
وشهد المسجد الأقصى أجواء من التوتّر والمناوشات مع شرطة الاحتلال التي أمّنت الحماية للمستوطنين خلال صلواتهم في باحات المسجد، وتأدية طقوسهم التلمودية، ورفعهم علم الاحتلال في االمنطقة الشرقية، إلى جانب اعتقال خمسة شبان وأحد حراس الأقصى الذي أفرجت عنه شرط الإبعاد لمدة إسبوع عن مكان عمله.
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله علي الفايز، في بيان له، أن ما جرى اليوم تصرف عبثي غير مسؤول ومرفوض يمثل استفزازاً لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وانتهاكاً سافراً لالتزامات “إسرائيل” بصفتها القوة القائمة بالاحتلال وفقاً للقانون الدولي.
وحذر من مغبة استمرار هذه الانتهاكات مطالبًا بوقفها وباحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني، مشدداً على أن المسجد الأقصى المبارك هو مسجد خالص للمسلمين بكامل مساحته البالغة 144 دونما وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى الأردنية هي السلطة الحصرية المسؤولة عنه وعن تنظيم الدخول إليه والإشراف على شؤونه.
وطالب المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته والتحرك للضغط على دولة الاحتلال لوقف الانتهاكات المخالفة للوضع القائم والقانون الدولي.
وبين أن الوزارة وجهت اليوم مذكرة احتجاج رسمية عبر القنوات الدبلوماسية، وطالبت إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال باحترام حرمة المسجد ومشاعر المصلين والكف عن الاستفزازات والانتهاكات.
وفي بيان له، أكد مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس إن رفضه المطلق لكافة إجراءات الاحتلال التعسفية بحجة الأعياد اليهودية، معتبرًا بأن هذا التصعيد الممنهج حلقة في سلسلة متصلة من الانتهاكات الهادفة إلى زعزة الوضع التاريخي والقانوني والديني القائم في المسجد الأقصى.
وأوضح أن ما حصل يستدعي دق نواقيس الخطر ورص الصفوف على مستوى حكومات وشعوب العالم الإسلامي، لأن المسجد الأقصى أمانة في عنق كل مسلم.
وجّدد تأكيده أن المسجد الأقصى ملك خالص للمسلمين وحدهم ولن يقبل القسمة ولا الشراكة بمساحته البالغة 144 دونمًا، داعيًا لشد الرحال إلى المسجد الأقصى لأداء الصلوات فيه في كل الأوقات.
من جهتها، قالت حركة حماس إن المستوطنين باتوا يكثفون اقتحاماتهم وتدنيسهم للمسجد الأقصى، في محاولة لاستفزاز عمّاره ومحبيه، وكل هذه العربدة ترعاها حكومة الاحتلال ويباركها سياسيوها من المتطرفين العنصريين الذين ما فتئوا يخططون لتقسيم المسجد الأقصى.
وحذرت الاحتلال من مغبة الاستمرار في مخططاته المشؤومة لتدنيس الأقصى وتهويده والسطو على أجزاء منه ليدعيها جزءًا من “هيكله” المزعوم، فباب الرحمة والمصلى المرواني ومصلى عمر ومسجد البراق وحائط البراق كلها أجزاء أصيلة من مسجدنا الحبيب.
ودعت منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية إلى الوقوف أمام مسؤولياتهما، وعدم ترك المسجد الأقصى والقدس، وكذلك المقدسيين يواجهون وحدهم إعصار التهويد الذي يزحف يوميا نحو القدس.
أما حركة المجاهدين قالت إن المسجد الاقصى جزء من عقيدتنا وآية في قرآننا ولن نتنازل عن ذرة من ترابه المقدس، وواجب الدفاع عنه هو واجب كل المسلمين فهو قبلة المسلمين الأولى ومسرى نبيهم محمد عليه السلام.
ودعت شعبنا في الضفة والقدس والداخل المحتل للنفير العام وتصعيد المقاومة دفاعاً عن المسجد الأقصى من الاقتحامات المتكررة، كما دعت الكل الفلسطيني للتوحد والالتفاف حول خيار المقاومة لدحر هذا المحتل المفسد عن كافة أراضينا المحتلة.
وقالت إن ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى من اقتحامات ومحاولات تهويد لم يكن ليتم لولا تهاون الأمة عن الدفاع عن مقدساتها ولهث بعض الأنظمة العربية وراء التطبيع مع الاحتلال.
ولاقى ما حصل من انتهاك داخل المسجد الأقصى غضبًا فلسطينيًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي إثر رفع علم الاحتلال واقتحام المستوطنين وصلواتهم في باحات الأقصى.