فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: في وقتٍ تتزايد به الأهمية التي يكتسبها المحتوى العربي على شبكة الإنترنت عامة والمنصات الرقمية خاصة، ويتعقب فيه المُستخدم بالمجتمع العربي إلى ما يُروج له في مواقع التواصل الاجتماعي، نظم نادي الإعلام الاجتماعي بالشراكة مع PALM MEDIA، المؤتمر الرقمي "شيفرة المحتوى" في الرابع عشر من يوليو الجاري بفلسطين.
ونُفذ المؤتمر بشكل رقمي، ليتناسب مع طبيعة التطورات الأخيرة لفيروس كورونا، عبر تقنية البث المباشر لمجموعة من الصفحات الإلكترونية الفلسطينية، وسط استضافة نخبة من المختصين والعاملين في مجال مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب أصحاب الخبرة والتجربة في صناعة المحتوى على مستوى الوطن العربي.
بهدف خلق فرصة للشباب من كل الدول العربية، لمناقشة سبل الإبداع الممكنة وقصص النجاح الملهمة التي من شأنها المساهمة بخلق قفزة نوعية في إنتاج المحتوى العربي على جميع المستويات، والتي سيشكل إنتاجها ونشرها بطرق متخصصة دعمًا لثقافة ومعرفة المستخدم العربي.
وتضمنت الجلسات التي أدارتها بيسان عودة –مُيسرة المؤتمر- موضوعات مختلفة، ناقشت تجارب حقيقية، وحللت التحديات التي واجهت من هم في هذه الصناعة، إلى جانب عرض أبرز المشكلات التي حدت من انتشار المحتوى العربي، وأثرت بدورها على مستهلكيه عبر الإنترنت، وفق محاور رئيسية حول محددات كتابة المحتوى اللازمة للإنتاج الرقمي، إنتاج برامج ناجحة على مواقع التواصل الاجتماعي، معرفة أهم أساليب التسويق الرقمي وكتابة المحتوى للمنصات الرقمية، وطرق تقصي الأخبار الكاذبة لمُحاربتها.
وفي إطار النقاشات بين النقد البناء والطرح الواقعي لوضع صناعة المحتوى العربي وحقيقة رؤية العاملين في هذا القطاع، أكد مكرم كلاش – منتج أول للمحتوى في شبكة الجزيرة الإخبارية- أن "تأثير المحتوى يكمن في عمره الطويل، أي بقاءه متاحًا للرجوع إليه في أي وقت لاحق." موضحًا أن المحتوى التعليمي العام والغير مرتبط بحدث معين، يصعد بشكل كبير في برامج رقمية يروج لها صُناع المحتوى اليوم، ويرى بدوره أن المستقبل الرقمي سيكون لهذا النوع من المحتوى، خاصة في وقت تم التوجه فيه للعمل والتعليم عن بعد.
وقال شريف الزعبي – معد ومقدم برامج في شبكة رؤيا الأردنية- أن "الاتجاه إلى المحتوى الفكاهي أتى كرد فعل من الشعوب العربية في ظل حاجتها للضحك وسط مشهد سياسي صعب جدًا." وأضاف أن العائد الربحي من المنصة الرقمية هو الذي يفرض تواجدها في بلد دون الأخر في الوطن العربي، وليس المحتوى المقدم أو نوعية الجمهور المستهدف. مؤكدًا أن الدخل من منصات التواصل الاجتماعي يختلف من دولة إلى أخرى، وهو ليس رقمًا ثابتًا في كل البلدان العربية.
فيما أشار عبدالله صالح – مسؤول التسويق الإلكتروني في شركة Paltel- أن استغلال الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي في تحقيق الانتشار ليس بالأمر الصعب، ولكنه يحتاج إلى إرادة قوية وتصميم على تحقيق ذلك الهدف، من خلال الاستثمار في النفس وتطويرها، والتخطيط وتحديد الفكرة الأساسية التي سيُعمل عليها. وأوضح أن "الأسلوب البسيط للتعامل مع طبقات مختلفة، ومستويات تعليمية متباينة، واهتمامات متفاوتة، هي ما يتيح الوصول إلى كافة الشرائح المجتمعية في عدة منصات رقمية."
ولفت محمد الشيخ يوسف – مدير تحرير موقع مسبار- إلى أهمية تعزيز مهارات القراءة النقدية بعين المحايد للمواد التي تنشر ويتم تداولها، وليس بعين المنحاز، لتخدم الموقف الشخصي برأي حقيقي. وتابع "مراعاة أهمية تنويع المصادر ستمكنك من رؤية الحدث بعدة زوايا وبطريقة شمولية أكثر." مبينًا أن تلقي المعلومة من أكثر من جهة مختلفة ومتنوعة هي التي تبنى عليه المواقف الناضجة، وختم محوره بأن الأخبار الكاذبة هدفها تغليب رأي على إضعاف آخر مضاد له.
ورافق المؤتمر مجموعة من الجلسات عرضت تجارب شبابية من غزة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج لأفكارهم وأعمالهم وصولاً لنجاحهم في تحويلها لمصدر دخل لهم، بمشاركة كل من المصورة شروق جبر، والفنان محمور زعيتر، والناشطة زهر النجار.