رُوي أن عمربن الخطاب رضي الله عنه رأى إبلاً قد فشا فيها الجرب، فسأل صاحبها عن إهماله لعلاجها، فقال : عندنا عجوز تدعو لها بالشفاء فقال له: هلا جعلت مع الدعاء شيئاً من القطران؟
في المسلسل الشهير التغريبة الفلسطينية تطرق المسلسل إلى انتهاء الثورة الفلسطينية الكبرى التي انطلقت عام 1936 ومن ثم بداية الحرب العالمية الثانية وما رافق ذلك من آمال عربية بانتصار الألمان النازيين أعداء اليهود بعد أن استنفذوا كل آمالهم من بريطانيا ووعودها إبان الحرب العالمية الأولى.
يجلس أبو صالح في نقاشٍ حول مآلات الحرب العالمية الثانية مع أبو أكرم السويدي مستعرضين أثر انتصار أي طرف على القضية الفلسطينية تماماً كالنقاشات التي تجري اليوم إزاء كل حدث يجري في هذا العالم.
يقول "أبو صالح" في خلاصة النقاش حول مدى الفائدة التي يمكن أن تقدمها أي دولة في حالة خرجت من الحرب منتصرة : "إذا بده يطلعلنا شي ما بيطلع غير مِنَّا، وبإيدينا"
وهذا في عالم موازين القوى وقيام الدول والسنن الكونية صحيح تماماً "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم" بأيديكم، بأيديكم، بأيديكم!
لو كانت الانتصارات تُقدم للنائمين على طبقٍ من ذهب إذن لماذا كانت بدر؟ ولماذا أُحُد؟ ولماذا ربط الحبيب حجراً على بطنه في الخندق؟ لماذا حفر الخندق أساساً؟
لو كانت الدُول تبنى جراء صراعات قوى أخرى تهلك بعضها بعضاً فيستيقظ النائم من سباته ليجد نفسه بطل الرواية لاستجاب الحبيب "صلى الله عليه وسلم" لطلب خباب بن الأرت عندما طلب منه الدعاء في سدر الكعبة وانتهت الحكاية دون استشهاد حمزة! دون تقطيع أطراف جعفر الطيار! ولماذا يخرج عمرو بن الجموح بعرجته مجاهداً؟!
لو كانت الحضارات تُبنى دون "القطران" لجلس عُمر في المدينة دون تحريك جيوش للشام والقدس والفُرس وانتظر حتى يصلهم مرضٌ يقضي عليهم فيفتح البلاد دون خسائر مادية وبشرية؟ لكن عُمر الذي يعرف كيف تتشكل موازين القوة وكيف تنتصر الدُول حركّ الجيوش وأقام نظاماً جعله مستعداً تمام الاستعداد لاستقبال فايروس كورونا "طاعون عمواس" فأقام الحجر الصحي ولم تنهدم دولته حينها على الرغم من مقتل الآلاف لأن الله نظر إلى قلوبهم فوجدها صادقة ثم نظر إلى عملهم فوجدها مطابقة تماماً لسننه في كونه فاستحقوا النصر واستحقوا أن يفرشوا الأرض عدلاً من أقصاهاً إلى أقصاها.
وما زال العربي يتأمل، يتأ ... يت... ي.... ألا يموت الأمل ويحيا العمل؟!