شبكة قدس الإخبارية

هآرتس: شركة تجسس إماراتية تشتري جنودًا إسرائيليين للعمل لديها برواتب فلكية

15

أبو ظبي- قدس الإخبارية: ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن شركة أمنية إماراتية، استدرجت ضباطًا وجنودًا إسرائيليين عملوا في وحدة استخبارات الاحتلال الإسرائيلي سابقًا، للعمل لديها برواتب ضخمة تصل إلى مليون دولار سنويًا.

وأضافت أن التحقيقات كشفت أن شركة "دارك ماتر" تعمل لصالح المخابرات الإماراتية، في ملاحقة الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان الغربيين.

وكانت وكالة "رويترز" نشرت تحقيقًا بالخصوص مطلع العام الجاري، كشفت فيه عن تجسّس الإمارات على منظمات وصحافيين وناشطين حقوقيين عرب وغربيّين، عبر شركة "دارك ماتر/ DarkMatter" التي تأسست في أبو ظبي عام 2015 خصّيصًا لهذا الغرض.

وأضافت "هآرتس" في تحقيقها، فإن الشركة الإماراتية تشغّل مكتبًا في قبرص، وهناك يعمل مطوّرو شبكات إسرائيليون، بعضهم عمل في وحدة 8200 المسؤولة عن التجسس الإلكتروني في جيش الاحتلال، مقابل رواتب قد تصل إلى مليون دولار سنويًّا.

ونقلت عن مصدرٍ في قطاع استخبارات الأمن الإلكتروني التابع للاحتلال، اشترط عدم كشف اسمه-، قوله إن مهمّة هؤلاء تتمثل في العثور على نقاط الضعف في البرامج والشبكات من أجل اختراقها، مقابل أن شركة "دارك ماتر" تدفع أكثر مما يمكن أن يحصل عليه أصحاب المهارات العالية -التي يكتسبونها أثناء خدمتهم العسكرية في وحدات النخبة- من العمل في قطاع "الهاي تك" الإسرائيلي.

وعدّ المصدر ما تفعله الشركة الإماراتية، تهريبًا فعليًّا لما أسماه "الملكية الفكرية الإسرائيلية"، من دون إشراف من وزارة  أمن الاحتلال"، متابعًا بالقول: "إنهم يأخذون هؤلاء الشباب إلى قبرص، ويشترونهم برواتب ضخمة".

وبحسب الصحيفة، فإن وزارة جيش الاحتلال، لم تقدم إجابة واضحة حول ما إذا كان هؤلاء يحصلون منها على التصاريح المطلوبة للعمل في الشركات الإماراتية.

وقالت الوزارة في مطلع ردها على سؤال "هآرتس"، "لا نعلق على حالات محددة تتعلق بسياسات التصدير الدفاعية، ولهذا السبب لن تعلق الوزارة على تراخيص محددة، أو من هم المدرجون على سجل التصدير. أما في ما يتعلق بالإسرائيليين الذين يطلبون نقل ملكية فكرية أمنية خاضعة للإشراف لكيان أجنبي؛ فهذا نشاط يقتضي القانون أن يتمّ إنجازه بموجب رخصة مبيعات وتصدير".

الصحيفة كشفت عن ملكية شركة "دارك ماتر"، حيث أسست على يد رجل الأعمال الإماراتي فيصل البناي، الذي يتولّى إدارتها أيضًا، وهو المؤسس كذلك لشركة "أكسيوم تيليكوم"، إحدى أكبر شركات الهواتف النقالة في الخليج، ووالده جنرال في الجيش الإماراتي.

تحقيق "رويتز" في بداية العام، كشف البناي "مؤسس الشركة" زار إسرائيل عدّة مرّات، لأهداف تجارية، وأيضًا للقاء مسؤولي أمن سيبراني إسرائيليين. وآخر زيارة للبناي كانت على الأغلب في الصيف الماضي، وحظي بمرافقة من مسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، كان قد أبلغهم مسبقًا أسماء شركات الأمن الإلكتروني الإسرائيلية التي يودّ الالتقاء بمسؤوليها. لكنه عندها لم يحصل على الموافقة للقائهم جميعًا، لكن في بعض الحالات تم ترتيب مقابلات لاحقة في بلد ثالث"، وفقًا لمصدر نقلت عنه الصحف الإسرائيلية أيضًا.

في إطار متصل، كشفت "رويترز" أن الإمارات جنّدت فريقاً من العملاء السابقين في وكالات استخبارية أميركية، لأغراض التجسس على خصومها، مفصّلة أن أعضاء الفريق السرّي المتعاقدون في "مشروع الغراب" Raven Project تمركزوا داخل فيلا في أبوظبي، وتقاضوا رواتبهم عبر شركة "دارك ماتر" DarkMatter أيضًا.

 وعمل فريق التجسس على الهواتف وأجهزة الكمبيوتر لمصلحة الإمارات، معتمدين على تقنيات تعلموها خلال فترة خدمتهم في "وكالة الأمن القومي" (إن إس إيه)، وفق ما كشفت العميلة السابقة في المشروع، الأميركية لوري ستراود للوكالة، وقد طالت التجسس على شخصيات سياسية وإعلامية وخبراء.