شبكة قدس الإخبارية

رشاشك وكالة أنباء الثوار

السائح
رولا حسنين

يريدوننا خانعين مساومين متموضعين حول مفاهيم الحياد، لا منحازين لقضايا الشعب، ولا للقضية الفلسطينية التي يتذكرونها في الشعارات، وحتى تكون في نظرهم سويّاً، تستحق التقدير وأوسمة الصحافة البالية، فلا تكن إلا صحفياً بمقاس، وطالما غابت #نقابة_الصحفيين عن الصحفي الأسير والشهيد والمعتقل السياسي، أين سنجد النقابة؟ وفي ماذا؟ وما هو دورها المناط بها؟ ولماذا يوجد نقابة غائبة طوش؟

أمس، استشهد الأسير الصحفي المقاوم البطل #بسام_السايح، إثر أمراض السرطان الجسدية التي ألمّت به، وسرطان الاحتلال الذي يعاني منه كل الشعب الفلسطيني، ولكن بسام قرر مقاومة السرطان الأكبر "الاحتلال" وقرر أن يكون صحفياً شعبوياً لا صحفي صالونات التصوير والتملق مع المسؤولين، بسام علم أنه فلسطينياً قبل أي مسمى وظيفي.

ولمن لا يعرف عن بسام، فهو ابن مدينة نابلس جبل النار، ولد عام 1973، درس الصحافة في جامعة النجاح، وعمل مديراً لمكتب صحيفة الرسالة في الضفة الغربية المحتلة لأكثر من 10 أعوام، كما ودرس الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية من ذات الجامعة.

أما عن بسام الفلسطيني ابن الثورة، فقد أمضى سنوات عديدة في سجون الاحتلال الصهيوني، وكذلك معتقلاً سياسياً في سجون السلطة منذ قدومها الى فلسطين عام. حيث اعتقلته السلطة 7 مرات على سنوات متتالية، تتمثل في أعوام 1996، 1998، 2002، 2007، 2008، 2011، 2015. شهد مسلخ أريحا وسجن الجنيد على عذاباته وصموده أيضاً.

بسام زوج الأسيرة المحررة منى السايح، الصحفي الفلسطيني، كانت نقابة الصحفيين غائبة عن الدفاع الخجول أو المستميت عنه سواء خلال اعتقاله لدى الاحتلال واعتقاله لدى السلطة الأوسلوية، رغم ذلك واصل عمله النضالي رغم اصابته بالسرطان، وعام 2015، اعتقله الاحتلال بعد مشاركته في التخطيط لعملية "ايتمار" البطولية التي أعادت لنا شكيمتنا بعد تنفيذ المستوطنين وبدعم من جيش الاحتلال محرقة عائلة الدوابشة.

وعلى الرغم من كون بسام كان يعاني من مرض السرطان في الدم وكذلك في العظام إضافة الى قصور في عضلة القلب والتهاب مزمن في الرئتين، ورغم ذلك، لم تخرج نقابة الصحفيين بأي بيان تطالب فيه الاحتلال بالإفراج عنه طيلة مكوثه 4 أعوام في سجون الاحتلال مريضاً بالسرطان، ولم تحرك ملفه ساكناً، والأمر الذي يعيب النقابة أكثر أنها لم تتبنَ ولم تذكر بسام في بيان صحافي عقب استشهاده، فهل النقابة دكانة لها معاييرها في التبني؟ وهل النقابة تظن أنها أسمى من أن تنعى شخصاً صحفياً مقاوماً ثائراً مثل بسام؟ إذاً على النقابة أن تقيم مأتماً لها، فلا أظن أن صحفياً حراً مقاوماً سيقبل بها، ويكفي ما أقدمت عليه عام 2015 عندما نفذ الشهيد إياد العواودة عملية طعن في الخليل شاهدها الشعب الفلسطيني على البث المباشر وكان يرتدي اللباس الصحفي لتمويه العدوّ، وكان موقف النقابة أنها أعلنت براءتها من هذا الفعل وهاجمت الشهيد، الأمر الذي يرشدنا تأكيداً الى أنها دكانة لا نقابة، ولا معايير منطقية وشعبوية وثورية تحكمها، إنما الأهواء والمادة.

 

وأختم بما قاله مظفر النواب أبرز الكافرين بمنظومة السلطوية التي نعيشها في العالم العربي الخانع للاستعمار الخارجي والداخلي "رشاشك كان وكالة أنباء الثوار إذا كذبت فيك وكالات الأنباء".