نابلس- قُدس الإخبارية: عقّبت جهات حقوقية وفصائلية، على اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية، للطالب والناشط بالكتلة الإسلامية موسى دويكات (23 عامًا)، وذلك من أمام جامعة النجاح بنابلس، أمس الأحد.
ووثق مقطع فيديو مصور، إضافة إلى شهود عيان، أن عناصر من المخابرات اعتقلوا الطالب دويكات بعد إشهار أسلحتهم بوجهه والاعتداء عليه بالضرب المبرح، على مرأى من طلبة الجامعة، ومن ثم نقلوه بمركبة تابعة للمخابرات.
من جهته، أدان تجمع المؤسسات الحقوقية (حرية) الاعتداء على الطالب موسى دويكات واختطافه من أمام حرم جامعة النجاح في نابلس، من قبل عناصر تابعة لجهاز المخابرات، مطالباً بوقف حالات الاختطاف من الشوارع والاعتقالات التعسفية.
وقال التجمّع في بيان الإثنين، نتابع بقلقٍ واستنكار بالغيْن استمرار وتصاعد حملات الاعتقال التي ينفذها عناصر الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة بحق المواطنين على خلفية توجهاتهم السياسيّة.
وأشار إلى ما يتعرّض له المعتقلون من عمليات تعذيب مُمنهجة حاطّة بالكرامة الانسانية، والتي كان آخرها اعتداء عناصر تابعة لجهاز المخابرات العامة على الناشط الطلّابي دويكات، عضو مجلس اتحاد الطلبة عن الكتلة الإسلامية بجامعة النجاح الوطنيّة، واختطافه بشكلٍ تعسفيّ من أمام حرم الجامعة بمدينة نابلس ظُهر أمس.
وقالت حركة حماس، تعقيبًا على اعتقال دويكات، إن "شعبنا وأبناءنا يواجهون عصابة غوغائية لا تحكمها الأخلاق ولا القوانين ولا القيم الوطنية".
وأضاف بيان الحركة أن "مشهد اختطاف الأجهزة الأمنية للناشط دويكات بطريقة همجية تشبه طرق المستعربين في اعتقال شبابنا"، واعتبرت أنه اعتقاله "يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التعسفية المتصاعدة التي تمارسها ميليشيات السلطة وحركة فتح والتي تستهدف الكتلة الإسلامية وكوادرها في الضفة، حيث سبقه اعتقال الطالب في جامعة النجاح إبراهيم شلهوب من قبل جهاز الأمن الوقائي، كما منعت جامعة القدس أبو ديس الكتلة الإسلامية من تقديم أوراقها للمشاركة في الانتخابات الطلابية، إضافة لمنع الكتلة من ممارسة نشاطها في جامعة النجاح، ما يدلل على مدى التضييق الذي يطال الحريات والعمل النقابي في الضفة".
وطالب البيان مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والإعلامية بـ"تسليط الضوء على هذه الإجراءات القمعية، والضغط على أجهزة السلطة الأمنية لتوقف مسلسل الاعتقال السياسي المخزي والمباشرة بالإفراج الفوري عن كافة المعتقلين السياسيين من سجونها، والسماح للكتلة الإسلامية بممارسة نشاطها في أجواء حقيقية من الحريات والديمقراطية والعمل النقابي الحر".
كما طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية بوقف التعامل مع الطلاب بعقلية "العصابة"، داعيةً للإفراج ن الطالب والتوقف الفوري عن التعامل مع الطلبة بعقلية "العصابة".
ودعت الجبهة السلطة إلى ضرورة التحقيق العاجل في خلفية الاعتداء على الطالب دويكات واختطافه ومساءلة المنفذين ومنع تكراره، مضيفة "إن استمرار هذا المسلسل الطويل من الاعتداءات على المواطنين وتعمد انتهاك القوانين التي تضمن حرية الرأي والتعبير وممارسة كل أشكال العمل النقابي والطلابي وحرمة الملاحقة والقمع سيدخل الوضع الداخلي في متاهات أكثر تعقيدًا تساهم في تعزيز حالة الشرذمة والاحتقان والانقسام".
وأكدت على ضرورة مواجهة كل أشكال الملاحقات والاعتقالات على خلفية سياسية، داعية "الكل الوطني لبذل الجهود لوقف العبث بالساحة الداخلية وتهيئة المناخات الإيجابية لإنهاء حالة الاحتقان، ومعالجة كل أشكال الخلاف بالطرق السلمية وعلى أرضية الوحدة، وضمان حرية العمل النقابي الطلابي داخل وخارج الجامعات، والتصدي لكل حالات التغول على الحريات من قبل الأجهزة الأمنية".
من جانبها، أدانت الجبهة الديمقراطية بنابلس عملية اعتقال الطالب موسى دويكات، واعتبرت أنه يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الأساسي الذي يضمن حرية الرأي والتعبير لجميع مكونات الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن الاعتقالات على خلفية سياسية أو على خلفية ممارسة الانشطة النقابية والطلابية في الضفة أو غزة مدانة.
وطالبت الجبهة الديمقراطية في نابلس بالإفراج الفوري عن الطالب دويكات، وفتح لجنة تحقيق لمحاسبة المتورطين في الحادثة، داعية القوى والمؤسسات للوقوف امام مسؤولياتها، والتدخل المباشر لضمان عدم تكرار مثل هذه الممارسات.
ووفقاً لما أظهره مقطع فيديو مصوّر؛ قام شخصين يرتديان لباساً مدنيّاً ويحمل أحدهما سلاحاً من نوع (مسدس)، بالتعرّض للطالب دويكات أثناء مروره أمام جامعة النجاح، ومن ثم قاما بالاعتداء عليه بالضرب المُبرح بالهراوات، قبل أن ينضم إليهما ثلاثة عناصر آخرِين يستقلّون مركبة (ميكروباص) من نوع (هونداي)، وقيدوه قبل اقتياده داخل السيارة إلى جهةٍ مجهولة.