القدس المحتلة- قُدس الإخبارية: تحل الذكرى الثامنة عشر لهبة القدس والأقصى، التي ارتقى فيها 13 شهيدًا من الفلسطينيين بالداخل المحتل، برصاص شرطة الاحتلال، عقب مواجهات دامية في مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000 عقب اقتحام أريئيل شارون باحات المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة.

وتعود أحداث هبة القدس والأقصى لأكتوبر عام 2000 حيث انطلقت سلسلة مظاهرات واسعة قام بها فلسطينيو الداخل، استنفارًا لدخول أرئيل شارون إلى المسجد الأقصى، الأمر الذي سبب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، كما خرج الفلسطينيون في أراضي الـ48 احتجاجاً على وضع أوضاعهم وانتهاكات الاحتلال بحقهم.

أحداث مفصلية

بالعودة إلى أحداث هبة القدس والأقصى، فقد انطلقت شرارتها اقتحام زعيم المعارضة اليمينية الإسرائيلية في حينه، أريئيل شارون المسجد الأقصى المبارك في 28/09/2000، أعقبها مظاهرات في القدس والضفة الغربية، سرعان ما امتدت للبلدات العربية في الجليل والمثلث والنقب والساحل، قمعتها شرطة الاحتلال وأجهزته الأمنية بالرصاص الحي.

واستمرت المواجهات حتى العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر، ارتقى فيها 13 شهيدا من الداخل الفلسطيني، هم: محمد جبارين، 23 عامًا (أم الفحم)، أحمد صيام جبارين، 18 عامًا (معاوية)، رامي غرة، 21 عامًا (جت)، إياد لوابنة، 26 عامًا (الناصرة)، علاء نصار، 18 عامًا (عرابة)، أسيل عاصلة، 17 عامًا (عرابة)، عماد غنايم، 25 عامًا (سخنين)، وليد أبو صالح، 21 عامًا (سخنين)، مصلح أبو جراد، 19 عامًا (دير البلح)، رامز بشناق، 24 عامًا (كفر مندا)، محمد خمايسي، 19 عامًا (كفر كنا)، عمر عكاوي، 42 عامًا (الناصرة)، وسام يزبك، 25 عامًا (الناصرة).

في الأول من أكتوبر، أعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية إضرابًا شاملًا احتجاجًا على الأحداث الأولية في الانتفاضة، وانطلقت مظاهرات سلمية في البداية لكنها تطورت في مختلف البلدات إلى هبّات غضب وإغلاق بعض الشوارع وإلقاء الحجارة. وهو ما قابلته شرطة الاحتلال باستعمال الرصاص المطاطي بشكل غير منضبط وفي بعض الأحيان استعمال الرصاص الحي، مما أدى إلى استشهاد 3 فلسطينيين.

كان اليوم الثاني للمظاهرات، 2 أكتوبر، هو الأكثر دموية. هبت الجماهير العربية غضبًا على استشهاد الشبان الثلاث في اليوم الأول وانتشرت المظاهرات العنيفة والمواجهات، وأغلقت طرق رئيسية أمام سفر المركبات. وقابلت قوات الاحتلال المواجهات بالنار، مما أدى إلى سقوط 7 شهداء في اليوم الثاني.

استمرت المظاهرات في اليوم الثالث، وأسفرت عن مقتل 2 من جنود الاحتلال، وساد الهدوء لثلاثة أيام قبل رجوع المظاهرات من جديد بسبب شحن الأجواء بعد اختطاف حزب الله لثلاثة جنود إسرائيليين في السابع من أكتوبر. هدأت الأجواء بعد الثامن من أكتوبر وتوقفت المظاهرات عمليًا في العاشر من أكتوبر.

وتعتبر هبة أكتوبر من أهم الأحداث في تاريخ فلسطينيي الداخل الإسرائيلي بحيث أثرت بشكل كبير على علاقتهم مع “اسرائيل” والاسرائيليين في أراضيهم.

وأسفرت المظاهرات عن سقوط 13 شهيدًا فلسطينيًا برصاص شرطة الاحتلال التي أطلقت الرصاص بشكل عشوائي على المتظاهرين، وتخلد الجماهير ذكرى الشهداء سنويًا.