شبكة قدس الإخبارية

تعقيبات فصائلية وشعبية على خطاب عباس: مكرور وإعلان لفشل سياسته

٢١٣

 

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة- قُدس الإخبارية: عقبت فصائل فلسطينية وجهات شعبية على خطاب الرئيس محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء اليوم، إذ وصفته بأنه "مكرر ومخيب للآمال وإعلان لفشل مسار سياسته".

من جهتها قالت حركة "حماس" إن ما تحدث به الرئيس محمود عباس من مضامين في خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك هو إعلان صريح لفشل سياسته، وعجز مسار التسوية، مضيفة أن "تساؤله عن حدود دولة الاحتلال كان أجدر أن يطرحه قبل تورط فريق أوسلو في رسالة الاعتراف بهذا الكيان".

ووصفت في بيان تعقيبي لها، الخطاب بـ"المكرور"  واعتبرته اعترافًا واضحًا بعجز مسار التسوية عن الوصول لأي حلول عادلة أو تحقيق أي إنجاز للشعب الفلسطيني، مضيفة "الخطاب كان في مجمله خطابًا مكرورًا يستعرض الحال التي أوصلتنا إليه سياساته ونتجت عن أخطائه في عدم توقع سلوك الأطراف المختلفة رغم تحذيرات كل الفصائل وأحرار شعبنا".

كما اعتبرت تجاهل عباس لمسيرات العودة وكسر الحصار والتضحيات الكبرى التي يقدمها شعبنا، واستثناء غزة وبطولاتها وأهلها من خطابه هو تجسيد وتكريس لحالة الانقسام، كما أن تأكيده الاستمرار في مسار المفاوضات بعد مئات المؤتمرات والجولات وتكرارها ما هو إلا استنساخ للفشل ومضيعة للوقت، مضيفة "يحدث ذلك والتنسيق الأمني مستمر، والمقاومة في الضفة مكبلة، والشعب مقيد في التعبير عن رفضه للتهويد والاستيطان حتى ولو بشكل شعبي وسلمي.

وحول حديثه عن المقاومة وغزة في خطابه، قالت حماس "إن وصف المقاومة من على منبر الأمم المتحدة بأنها "ميليشيا وإرهاب"، ورفضه لسلاحها هو طعنة نجلاء في خاصرة الشعب وتاريخه ومقاومته وشهدائه، وهدية مجانية للاحتلال"، معتبرة استخدامه هذا المنبر (الجمعية العامة) لإعلان الانفصال عن قطاع غزة، وتهديد أهله وسكانه بالمزيد من العقوبات يشكل خطرًا على النسيج الوطني الفلسطيني ومستقبل المصالحة، وهو تهديد لا ينسجم مع المساعي المصرية.

كما وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين خطاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأنه جاء دون ما كانت تراه وتنتظره جماهير شعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده كافة.

وأشارت الجبهة في بيان الخميس ان شعبنا كان يتوقع الشروع بتنفيذ قرارات المجلس المركزي والوطني، مضيفة أن "تمسك الرئيس عباس بما يسمى «مبادرة الرئيس» التي أعاد التأكيد عليها في الجمعية العامة، يخالف قرارات المجلس الوطني في دورته الـ23  التي طوى فيها صفحة المفاوضات الثنائية وصفحة أوسلو".

وأكدت الجبهة على فشل الرهان في الوصول إلى الحل الوطني عبر اعتماد المفاوضات الثنائية، وعبر الرهان على تراجع ترمب ونتنياهو عن سياساتهما، دور المرور بالمجابهة الميدانية، عبر تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي واستنهاض المقاومة والانتفاضة الشعبية الشاملة، على طريق التحول إلى العصيان الوطني، ونقل القضية الوطنية إلى المحافل الدولية لنزع الشرعية عن الاحتلال وعزل الكيان الإسرائيلي وسياسة ترمب الذي لا يتردد عن إعلانه تأييد إسرائيل و«وقوفه إلى جانبها 100%» على حد قوله.

وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن خطاب الرئيس محمود عباس مساء الخميس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة جاء باهتًا ومخيباً للآمال، ولم يكن بمستوى التحديات الجسيمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، مضيفة أنه استند في خطابه إلى ذات الأسس المكررة المرتكزة على برنامجه المعروف الذي يرى بالتسوية والمفاوضات وسيلة لحل الصراع مع العدو الصهيوني والذي أثبتت التجربة على مدار ربع قرن فشله.

واعتبرت الجبهة في بيان لها أن عباس لم يحسم خطابه أي قضية وعلى رأسها عملية التسوية والمفاوضات والتي كان من المفترض أن يعلن تخليه عنها التزامًا بموقف الإجماع الوطني وقرارات المجلس المركزي، مؤكدة أن استخدام أسلوب التعويم في المصطلحات والتحذير اللفظي دون القطع التام مع تجربة أوسلو المدمرة والتأسيس لمرحلة جديدة يعكس عدم وجود نية حقيقية باستخلاص العبر من أخطاء التجربة الماضية، والتسلح بنفس المنطق التقليدي في التمسك والتعويل على أوهام السلام والمفاوضات العبثية.

وحول ما جاء في خطاب عباس بخصوص غزة، أعلنت الشعبية رفضها لحديثه، قائلة إنه  لا يساهم إطلاقًا في الدفع بعجلة المصالحة بل يزيد من حالة الشرذمة ومعاناة أهالي القطاع، وشددت على أن إطلاق التهديدات بفرض عقوبات جديدة على القطاع المنهك والمحاصر يساهم عمليًا في مشروع فصل غزة.

كما أكدت الجبهة أن توصيفات عباس في خطابه حول المقاومة ودور السلطة في مواجهتها تشكّل إساءة للتضحيات الجسام الكبيرة التي قدّمها شعبنا، مشددة على أن غياب حق العودة بشكل واضح في الخطاب ساهم في اضعافه أكثر خاصة أمام جماهير شعبنا وأمتنا لما يشكله هذا الحق من هدف وحق ثابت، وهو جوهر للصراع وأساس الحل التاريخي في فلسطين.

واعتبرت حركة المجاهدين الفلسطينية أن خطاب رئيس السلطة في الأمم المتحدة هو خطاب باهت يحمل الاستجداء المتكرر ويتجاهل تضحيات شعبنا ونقاط قوته.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة مؤمن عزيز "من العيب أن يعطي من يصف حاله رئيس الشعب آفاقا مفتوحة للتفاوض مع المحتل ويعطي فرصة أخيرة لأهل غزة المحاصرة شراكة منه ومن الاحتلال"، مؤكدًا أن الخطابات الدولية لم ولن تهب حقوقا لشعبنا، وأن تضحيات شعبنا المتواصلة والمستمرة في مسيرات العودة لا يليق بها هذا الخطاب الضعيف.

وأضاف عزيز أن ما جرى من تسويق لخطاب رئيس السلطة هو لهث وراء السراب وتغطية لمسيرة ربع قرن من الفشل، مشددًا أنه آن الأوان أن تتوحد فصائل شعبنا الرافضة لنهج الاستسلام وتتجاوز مختطفي القرار الفلسطيني.

من جهته، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، إن "خطاب الرئيس محمود عباس تجاوز لكل المحرمات حيث يحمل إعلاناً ضمنياً عن استعداده للعودة إلى المفاوضات مع الاحتلال".

وهدد عباس خلال خطابه القطاع، مبينًا أن الأيام القليلة القادمة ستكون آخر جولات المصالحة، و"بعد ذلك سيكون لنا شأن آخر ولن نقبل إلا بسلاح واحد وليس دولة ميليشيات".

بماذا عقّب الناس؟

وفور انتهاء الرئيس محمود عباس، من خطابه في الأمم المتحدة توالت ردّات الفعل الشعبية بالخروج إلى الشوارع وإشعال الإطارات في غزّة، ورفع اللافتات المنددة ببعض النقاط في خطابه حول غزة.

ورصدت "شبكة قدس الإخبارية"، عددًا من المنشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي أظهرت انتقادًا واسعًا لخطاب الرئيس عباس، الذي وصفوه بأنه هزيل وضعيف ومكرر، متساءلين "أين القنبلة!".

في المقابل خرجت أصوات موالية للرئيس، أيدت خطابه في الأمم المتحدة واعتبره تأكيدًا على الحق الفلسطيني، فيما خرجت جماهير داعمة في بعض محافظات الضفة.