خانيونس- قُدس الإخبارية: أثارت قضية الاعتداء بالضرب على طفلٍ بخانيونس، تضاربًا في الروايات بعدما نشر "تلفزيون فلسطين" تقريرًا عنه، فيما ردّت الشرطة الفلسطينية في غزة، بروايةٍ أخرى.
وكان تلفزيون فلسطين، نشر تقريرًا أمس الثلاثاء، تحت عنوان "عناصر من حماس يختطفون طفلًا ويعتدون عليه بشكلٍ وحشي"، قالت فيه إن "حماس" اعتدت على الطفل محمد أبو عنزة (13 عامًا) من بلدة عبسان شرق خان يونس ما أدى إلى إصابته برضوض وكدمات شديدة في أنحاء متفرقة من جسمة، مضيفة "أن عناصر حماس اختطفوا الطفل أبو عنزة واحتجزوه في أحد المساجد قبل أن يعذبوه ويعتدوا عليه بالضرب بشكل همجي".
ونقل التقرير عن الطفل أبو عنزة، قوله إنّه اختطف واحتجز في غرفة وتعرض للضرب، من قبل ستة أشخاص تناوبوا على ضربه، فيما ندد والده بعملية الاختطاف وبالوحشية والهمجية التي تم التعامل بها مع نجله، وخاصة تكبيله وضربه بشدة في المسجد بالعصي.
وأورد تقرير تلفزيون فلسطين شهادة والدي الطفل أبو عنزة، حيث قال والده إنه تلقى تهديدات سابقة من حماس بقتل ابنه، متطرقًا إلى حالة الرعب التي يعيشها نتيجة التهديدات المستمرة، مناشدًا كافة المؤسسات الوقوف إلى جانبه، فيما وصفت والدته، المعتدين عليه بأنهم "مرتزقة" واعتدوا على نجلها لوجود خلاف بينه وبين ابن أحد قادة حماس، وأن من يتعامل كذلك مع الأطفال ليس له صلة بالإنسانية مطلقًا، مشيرة إلى أنهم يعيشون الذل والإهانة التي يجب أن لا يعيشها الأطفال"، بحسب قولها الذي نقله التقرير المصوّر.
الشرطة ترد
من جهتها، أصدرت الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الأربعاء، بيانًا توضيحيًا اليوم الأربعاء بشأن قضية الفتى "أبو عنزة"، أنكرت فيه الرواية التي أوردها "التلفزيون الرسمي" وتعهدت باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه من قام "بالتلفيق وإساءة استخدام الحادثة".
وقال الشرطة في بيانها، إنها "تلقت أول أمس الاثنين 20 آب، اتصالاً بوقوع محاولة اعتداء على طفلٍ في مرحاض أحد المساجد شرق خانيونس، وأنه تم التحفظ على المعتدَي والمعتدَى عليه لحين وصول الشرطة".
وأضافت، على الفور توجهت قوة من الشرطة إلى المكان، ونقلت الفتى المعتدِي (14 عاماً) والطفل المعتدَى عليه (م، ع 8 أعوام) إلى مركز الشرطة لفتح تحقيق في الحادثة، كما استدعت والد كل منهما.
وتابعت، بعد أخذ الإفادات، وللحفاظ على سمعة العائلة التي ينتمي إليها الطرفان، تنازل الطرف المعتدى عليه عن القضية، وطلبت العائلة من الشرطة إغلاق ملف القضية، وقد تم ذلك وأفرجت عنهما.
وبحسب البيان، فإنه لاحقًا اشتكى الفتى المعتدِي من قيام المصلين في المسجد بضربه بعد اكتشاف الواقعة، فطلبت الشرطة منه تقديم شكوى رسمية وإحضار التقرير الطبي؛ من أجل فتح تحقيق ومتابعة القضية، وهو ما يجري حالياً.
واستهجنت الشرطة بغزة، "محاولات استغلال الحادثة لأغراض سياسية وتحريف مجرياتها من قبل تلفزيون فلسطين، والتشهير بعائلة المعتدي والتغرير بها واستخدام سمعتها كمواد للدعاية والتحريض الرخيص"، متعهدة بأخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق من قام "بالتلفيق والإساءة"، وفقًا للبيان.