شبكة قدس الإخبارية

هل تنفجر التهدئة بغزة أمام اختلاف تفسيراتها؟

هيئة التحرير

غزة - خاص قدس الإخبارية: على الرغم من الإعلان عن تهدئة جديدة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن اختلاف التفسيرات بين الأطراف يجعل منها هشة ومختلفة عن سابقاتها، ففي الوقت الذي ترى فيه فصائل المقاومة أن التهدئة تعني الهدوء مقابل الهدوء، يرى الاحتلال أن التهدئة يجب أن تشمل وقف إطلاق الطائرات الورقية الحارقة والبالونات المشتعلة بشكل كامل من غزة.

وأسهم الإعلان الإسرائيلي عن وجود قرار لدى المجلس الوزاري المصغر لحكومة الاحتلال بالإيعاز للجيش بإيقاف هذه الظاهرة، عبر استخدام القوة العسكرية في طرح إنهيار التهدئة مجدداً واشتعال الأمور مع المقاومة الفلسطينية بشكل قد يتدحرج لمرحلة مواجهة شاملة.

ويجمع محللون ومراقبون على أن الواقع هذه المرة مختلفة كلياً، وأن حالة التهدئة في غزة تبدو مقلقة وهشة للغاية خصوصاً في ظل اختلاف التفسيرات لها وقرار الاحتلال باستهداف مطلقي الطائرات الورقية والبالونات المشتعلة المنطلقة تجاه الأراضي المحتلة عام 1948.

قلق للغاية

 الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف قال، إن الوضع قلق لدرجة كبيرة وحذر خاصة وأن العودة إلى تفاهمات 2014 لازال في بدايته وربما يتم خرقه والمقاومة لابد أن تكون جاهزة حتى لا تتفاجئ.

ويعتبر الصواف في حديثه لـ قدس الإخبارية أن الاحتلال وعبر قراراته الأخيرة الخاصة باستدعاء جنود احتياطه ونشر المزيد من القبب الحديدية  يحاول طمأنة جبهته الداخلية وتعزيز مفهوم الدفاع القومي، مشيراً إلى أن قطاع غزة لن يقف صامت أمام أي عدوان وسيواجه مهما كانت النتائج سواء قبل الجانب الإسرائيلي أم لم يقبل.

وتابع، أن ا"لمقاومة أثبتت معادلتها وعززتها المتمثلة في أن القصف يقابله القصف والهدوء يقابله الهدوء طالما التزم الاحتلال بذلك"، مشيراً إلى ضرورة أن تحافظ المقاومة على حكمتها وألا تنجر خلف الاحتلال الذي يسعى للتصعيد، لكن في حال أصر عليها أن تعود لذات المعادلة القصف بالقصف.

ورأى الصواف أن الوضع العام حذر، وحذر جداً في ظل تصاعد التهديد الإسرائيلي للقطاع والقرارات الأخيرة، مضيفاً: "من الصعب ملاحقة مطلقي الطائرات والبالونات الحارقة لكن إذا فكر الاحتلال بعملية محدودة فهو يستطيع أن يبدأ أي معركة أو مواجهة لكنه لن يستطيع تحديد موعد نهايتها".

وأضاف، "حالة الخلاف القائمة لدى المؤسسة ربما تعطل أي مواجهة جديد، فهناك مزاودة حزبية وتنيظيمة تلعب دور في هذا المجال وهناك موقف للمؤسسة الأمنية مختلف مع وزير الحرب أفيغدور ليبرمان ومختلف عن موقف رئيس الحكومة نتنياهو".

اختلاف التفسيرات

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو إن التهدئة التي أبرمت ونزعت فتيل التصعيد الأخير الذي شهده القطاع منذ فجر السبت، تواجه تفسيرات مختلفة فالتفسير الإسرائيلي لها يعتبر أن الطائرات الورقية مشمولة والمقاومة ترى أن الحراك الشعبي بما فيه الطائرات الورقية الحارقة هي جزء من أعمال شعبية لا علاقة لها بالصواريخ.

وأضاف عبدو لـ قدس الإخبارية، "هذا الخلاف بالتفسير واضح أنه يهدد التهدئة ويضعها في حالة خطر حيث يمكن وصفها بالهشة ويمكن أن تنهار في أي لحظة"، موضحاً أن كل المؤشرات تدلل على أن الاحتلال جهز عدواناً مسبقاً لبدء التصعيد وانتظر حتى انتهاء العام الدراسي لديه".

ولفت إلى أن الاحتلال استفاد خلال الفترة الماضية وعمل على تسويق البالونات الحارقة على أنه سلاحاً يستوجب الرد ووفقاً للتصريحات الإسرائيلية الأخيرة فهو يحاول استدراج المقاومة للذهاب نحو المزيد من التوتر والتصعيد أملاً في استعادة معادلة الردع المفقودة.

ويؤكد على أن ما يقوم به الاحتلال في الآونة الأخيرة من تشديد للحصار واستمرار في خرق التهدئة هو أكبر وصفة لانفجار القطاع ، منوهاً إلى أن المقاومة تملك إمكانية الرد وقادرة على تعطيل الحياة اليومية في كل المدن الإسرائيلية وقادرة على ذلك بأقل قدر وأعدت نفسها لمعركة بطيئة وطويلة المدى.

واستكمل، "الاحتلال اعتاد على المعارك السريعة وفي النهاية لن يجد الاحتلال طريقاً للحل مع القطاع إلا عبر مسارين هما تسوية أو اتفاق خدنة شامل مهما بلغ التصعيد من قوة وحدة فلماذا لا يوفر الاحتلال الوقت ويذهب نحو إنهاء هذا الحصار".

ويؤكد عبدو على أن غلاف غزة ووفقاً للأرقام فقد حقق أعلى معدلات التنمية ولديه ما يخسره بينما غزة بفعل الحصار الإسرائيلي فقد قضي على كل القطاعات الانتاجية  ويعيش على المساعدات الخارجية.