غزة- خاص قُدس الاخبارية: " المفتاح" كلمة السر بين المناضلين ووسيلة اتصال في الانتفاضة الأولى"، العمليات النضالية تنوعت باختلاف المجموعات التي نشأت لأجلها، ومن بين أفراد المجموعات النضالية صلاح الباز (50عاماً) كان مطارداً لمدة عام على خلفية عمله النضالي في الانتفاضة الأولى ومن ثم خرج من غزة هارباً من أيدي الاحتلال.
حيث روى تجربته لـ"قدس الاخبارية": "كنت في بداية العشرينات من عمري وانتميت الى اللجان الشعبية لمقاومة الاحتلال، وفي ذلك الوقت تم جمع الأصدقاء والجيران داخل مجموعات عديدة، وعملنا التنظيمي يكمن نشاطه في المسيرات المنددة لإجراءات الاحتلال ضد شعبنا، وكانت الأحداث تتصاعد خلال المسيرة تؤدي الى اشتباك مع الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، كما وكنا نكتب الشعارات على الجدران للإعلان عن أيام الغضب وهذا ما كان يثير استفزاز المحتل ضدنا".
وتابع قائلاً:" في البداية كان العمل يقتصر على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ومن ثم انتشر وشمل كافة محافظات الوطن، وفي كل منطقة يوجد ما يقارب 20 مجموعة نضالية، كما وكان هناك تزايد في الأعداد التي تنضم للعمل للنضالي، كان الأمر مهم في توسعة العمل النضالي فعندما يسجن أحداً منا نكون مطمئنين أنه يوجد في الخارج من يكمل عملنا".
أما عن فترة مطاردته من قبل الاحتلال قال: "بعد أن كشف الاحتلال عملي النضالي أصبحت مطلوباً لهم، وكانوا يلاحقوني في كل وقت ويداهموا المنازل للبحث عني، فكانت فترة صعبة جداً، وانشغل تفكيري بكيفية الهرب منهم والاختفاء في منازل اكثر أمناً".
وأضاف: "وبعد عام من مطاردتي خرجت من الحدود المصرية وتم ترحيلي من مصر الى ليبيا، لم أكن لوحدي هناك بل كان معي 50 مناضلاً نعيش في منطقة واحدة، وكنا نتابع العمل النضالي ونحن في الخارج مع الجماعات التي شكلناها في غزة من خلال التواصل المستمر من قبل أشخاص معروفين لنا، الى أن تم عودتنا عام1994م مع عودة السلطة الى الأراضي الفلسطينية".
هذا وأوضح الباز لـ "قدس الاخبارية" طريقة تواصل المجموعات النضالية داخل الوطن خلال الانتفاضة يقول " أفراد المجموعة النضالية الواحدة لا يجتمعون في مكان واحد طيلة الأحداث فكل شخصين يكونان معاً، ويتم تبادل المعلومات مع بعض من خلال أشخاص أحرار نطلق عليهم اسم "مفتاح" وعندما نريد الالتقاء بشخص من المجموعة نختار مكاناً بعيداً عن مكان اقامتنا وتنتهي المهمة بعودتنا الى منازلنا".
"العائلات في كل بيت كانت تشجعنا على العمل النضالي وترفع من معنوياتنا للمواصلة فيه، عيونهم دائما تراقب الشوارع لحمايتنا من الجنود" بهذه الكلمات اختصر الباز الدعم الذي قدمته العائلات الفلسطينية للمناضلين والمطاردين في منازلها في ذلك الوقت.
خالد قبلان من أسرة مناضلة وانضم الى الكتلة الطلابية في الجامعة الاسلامية، حيث أخبر "قدس الاخبارية" ذلك: "في بداية العشرينات من عمري انتميت الى الحركة الطلابية والتي كان لها دور بارز في العمل النضالي، وتشجعت على الخوض في هذا العمل لتاريخ عائلتي النضالي والتي قدمت ثلاثة شهداء وعدد من الأسرى، لهذا كان لدي انتماء شديد للمجموعات الشبابية النضالية".
ويسترسل: "الحركة الطلابية كانت لها نشاطات عدة مع المواطنين في مناسباتهم السنوية، ولكن بعد اندلاع الانتفاضة الأولى توجهنا الى العمل نضالي من خلال المشاركة في مسيرات واحياء المناسبات الوطنية والتي خلالها كانت تندلع مواجهات مع الاحتلال".
وأشار الى أن العمل النضالي انقسم الى أعمال وطنية سرية وأخرى علنية والتي تم ذكرها مثل المسيرات وأيام الغضب والاضراب، أما الأعمال الوطنية السرية التي كانت تتمثل بتصفية العملاء وقتل الجنود بترتيبات مشددة وسرية.
كما واعتقل قبلان قبل الانتفاضة بثلاثة أعوام على خلفية العملية التي نفذها ابن عمه جمال قبلان عام 1984 بمشاركة ثلاثة آخرين وسط قطاع غزة أدت الى احتجاز باص به جنود اسرائيليين وتم قتل مجندة خلال العملية، وأضاف:" حُكمت بها أربعة سنوات وخرجت خلال الانتفاضة، وعندما خرجت وقعت على اقرار بالإبعاد عن غزة لمدة ثلاثة سنوات، وحينها سافرت من أجل اكمال التعليم الذي كان صعباً في أيام الانتفاضة لكثرة تعليق الدوام الدراسي في الجامعة والمدارس، حيث كانت تعلق الدراسة لمدة عام كامل في الجامعة الاسلامية كونها مكان انطلاق المجموعات النضالية".
ويردف: "عدت الى غزة في نهاية الانتفاضة عام 1991م وشاركت اخواني وأصدقائي في النضال فلم أتوقف عن هذا العمل أبدا، حيث كان لي أخاً مطارداً من قبل الاحتلال واستشهد خلالها". كما وأكد على أن طريق النضال صعب ومن يختاره يكون على علم أن النهاية اما الشهادة أو الأسر، لهذا لا يمكن التراجع عن قرار النضال.