قال تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" الآية 60 من سورة الأنفال.
بالأمس وفي الرياض اجتمع ما سُمي بمجلس وزراء دفاع التحالف الإسلامي العسكري والذي يضم أكثر من أربعين دولة إسلامية بهدف "معلن" محاربة الإرهاب "وهدف مخفي لا نعلمه"، تجمع جميل وعنوان منمق لإرضاء السيد الأمريكي والعالم الغربي وحتى العالم أجمع، ليكون هذا التجمع الثاني في فترة متقاربة "أقل من ثلاث سنوات" حيث اجتمعوا في المرة الأولى في الرياض أيضا فكانت النتيجة وخلاصة القرارات الحرب على اليمن وأطفاله لتصل هذه الحرب إلى قرابة المليون حالة إصابة مثبتة بالكوليرا ومليون حالة أخرى تصنف كاشتباه في الإصابة عدى عن آلاف الشهداء والجرحى والأسرى والمكلومين في صفوف الشعب اليمني.
اجتمعوا للمرة الثانية فاحتوت الجلسة الافتتاحية على فيديو اشتباك مسلح لمقاومين فلسطينيين يشتبكون مع قوات العدو الصهيوني بالقرب من مغتصبة "جيلو" والمقامة على الأراضي المسروقة من جنوب القدس ويعود تاريخ الصورة إلى العام 2001 تقريبا، بالنسبة لي ليس غريبا عرض المقاومة الفلسطينية على أنها "إرهاب"، وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها السعودية حاضنة "المجلس" بالتحديد ومسؤوليها بالهجوم على المقاومة الفلسطينية وتجريمها وتصريحاتهم في السابق خير دليل على ذلك، هذا ليس غريبا على كيانات أقيمت من خلال اتفاقية سايكس – بيكو، وتحكمها أنظمة تابعة للسيد الأمريكي ومستعبدة للكيان الصهيوني أن تهاجم مقاومتنا، فهذه وظيفتها الأساسية التي وجدت من أجلها.
ولكن الغريب في الحقيقة كان وجود قائد قوات الأمن الوطني اللواء نضال أبو دخان، والأكثر غرابة صمته على وصف هذه الصورة والتهمة التي ألحقوها بنا، الصورة التي تصف العديد من أبناء الأمن الوطني من اللذين كانوا ضمن صفوف المقاومة الفلسطينية قبل انضمامهم إلى أجهزة السلطة الفلسطينية،
فكيف قبلت يا سيادة اللواء أن يهان أبناء جهازك العسكري على مرأى من عينيك وتبقى صامتا؟ كيف لك أن تقبل الإهانة لأبناء شعبك الذي تدعي أنك تدافع عنه؟.
ولكن من اعتاد الهوان يصعب عليه أن يشعر بالعزة لمرة واحدة في حياته وأن يشعر بالغيرة والحمية على شرفه العسكري وتاريخه الوطني لذلك لا ألومك.
استرشدت في بداية مقالي بآية من القرآن الكريم فيها فصل الخطاب وأصل البلاغة وملخص الكلام وأتت لتفسر لنا ما حدث باجتماعهم لعلنا نعقل ذلك، فلقد كشف الله لنا الصديق من العدو باجتماعهم هذا، وبين لنا غاياتهم من اجتماعهم، فلذلك هم يرهبوننا وبالطبيعي يتهموننا بالإرهاب، خوفا منا وإرضاء لمن يعبدونهم من دون الله، يخافون قوة الفلسطيني المتشبث بأرضه، ويخشون لعنة دماء الشهداء، ويرتجفون لدى سماعهم آهات الأسرى والجرحى والمكلومين.
يدَّعون أنهم مسلمون، ولكنهم عن كتابه وآياته غافلون، فهذا لا يعنينا، ولكن يكفينا قوله تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ"، فهذا قول الله الذي لا قول بعده، فنحن ظُلمنا، وقُتلنا، وشُردنا، ونمارس حقنا الطبيعي في مقاومتنا المشروعة، فليقولوا ما شاؤا، وليرضوا السيد الامريكي كما أرادوا، وليعبدوا نتنياهو ويحجوا إلى الكنيست كلما استطاعوا ذلك، فنحن لازلنا نعد العدة حتى تحرير آخر حبة تراب من أرضنا، وسنسحق الكيان الزائل وأذنابه مهما طال الزمن أو قصر.
ولكن في النهاية، همسة في آذانهم جميعا:
"إن الإرهابي الحقيقي هو من يتعاون مع السارق ضد المسروق ومع الظالم ضد المظلوم ومع الكيان الصهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني، واليمن وجراحة شاهدة على إرهابكم فلا حاجة لنا في دعمكم".