شبكة قدس الإخبارية

130 ألف طالب بمدارس الأونروا "بلا امتحانات"

رويدا عامر

غزّة- خاص قُدس الاخبارية: تباينت الآراء حول قرار الدائرة التعليمية للأونروا بوقف خضوع طلبة المرحلة الابتدائية الدنيا من الصف الأول إلى الرابع للامتحانات طوال العام، والاعتماد بشكل كلي على أوراق العمل تقيم أداء الطالب يومياً في الفصل، بين التأييد والاعتراض نظرًا لأسبابٍ متعددة.

المؤيدون للقرار انطلقوا من كون إلغاء الامتحانات قد يسبب راحة للأم من ضغط الاختبارات في نهاية كل شهر أو كل فصل، ولكن الشق الآخر رأى أن الاختبارات هي الطريقة الوحيدة لتقييم أداء الطالب بشكل مهني وصحيح.

أولياء أمور الطلبة أدلوا لـ"قُدس الإخبارية" بأرائهم، فأم محمد لديها طفلين في المدرسة أحدهما بالصف الأول والآخر بالصف الرابع قالت، "القرار جيد جداً على الأقل لم أعد أنشغل كثيراً مع أطفالي طيلة أسبوعين كاملين من أجل الاختبارات، وهي تتعب نفسيتي ونفسية الأطفال حيث يشعرون بضغط كبير خلال فترة قصيرة من أجل الدراسة".

أما وسام شرافي وهي موظفة تعمل بدوام كامل كان لها رأي آخر، حيث قالت إن إلغاء الاختبارات أمر جيد، ولكن المتابعة بشكل مستمر مع طفلي من أجل الإجابة على أوراق العمل يزيد العبء علي كوني أعمل ونصف يومي أقضيه في العمل لا أستطيع أن أقسم الوقت المتبقي على أطفالي الثلاثة الذين ينطبق عليهم هذا القرار لمتابعة أوراق العمل وحلها ومراجعة دروسهم، فهذا الأمر قد يكون متعب علي بعض الشيء، ولا يعطي التقييم الصحيح لمستواهم".

أما بالنسبة للمعلمات فالكثير منهن رأوا أن الأمر يزيد العبء عليهن، ويحتاج لبذل مجهود مع الأطفال خاصة من هم بالصف الأول والثاني، حيث قالت إحداهن "نحن لا نترك الطلاب في الأيام العادية بل نتابع معهم باستمرار،  ولكن أن تكون مع الطالب طوال دوامه الدراسي وتحضير أوراق عمل لكافة المواد بشكل مكثف من أجل إعطاء كل واحد منهم درجة تقييم على درسه اليومي يحتاج مجهود كبير جداً، خاصة وأن أطفال الصف الأول لا يستطيعون الاعتماد على نفسهم بالقراءة والكتابة، لذا يحتاج كل واحد منهم أن أكون بجانبه لقراءة الورقة وفهمها وتعليمه الكتابة وغيرها، قرار متعب جداً ولكن سوف نطبقه حسب تعليمات دائرة التعليم".

توضيح رسمي

بدوره، قال رئيس دائرة التربية والتعليم في الأونروا فريد أبو عاذرة، إن "القرار طرح علينا من قبل وزارة التربية والتعليم في العام السابق بوقت متأخر، ولكن تمت دراسته هذا العام وقررنا أن يعمم في المدارس لدى الصفوف الأولى الابتدائية، هذه الاستراتيجية تم دراستها على كل المستويات وبالتالي فمعظم النشاطات التي تعممها الوزارة هي على مستوى المدرسة".

وأضاف أبو عاذرة لـ"قُدس الإخبارية"، هذه السياسة مبنية على الثقة الكاملة بمدير المدرسة والمعلم وعلى قدرته، فهو يتعايش مع الطلاب بشكل أكبر، فمعظم المعلمين يدرسون نفس الطلبة من الأول إلى الرابع، وهذا المعلم يعيش مع الطالب فترة طويلة وفي كثير من الأحيان يعرف عنه أكثر من أهله، وبالتالي فان المعلم هو الأكثر قدرة على تقييم هذا الطالب، بحيث يكون التقييم مستمرًا من بداية العام إلى نهايته وليس  فقط في فترة الامتحانات".

كما وأبدى رأيه بالأسلوب القديم وهو التقييم باستخدام الامتحانات، قائلًا "الجميع في فترة الامتحانات يهتم بالطالب المعلم وولي الأمر في فترة قصيرة وتكون عملية تلقين وحل نماذج معينة وبالتالي يحصل الطالب على علامة وهي لا تعكس المستوى الحقيقي للطالب، إضافة إلى ذلك إذا طلبنا من طالب أن يقدم اختبار وحصل على علامة كاملة وبعد أسبوع قدم نفس الاختبار سوف يحصل على 70% من العلامة السابقة، وبالتالي القضية مرتبطة في التلقين والحفظ، وهذا ما لا نرغب به في المرحلة الابتدائية الدنيا".

أما عن آلية تنفيذ القرار، أوضح "بدأنا بتدريب المعلمين على عملية تقييم نوعي، وسوف نزود مدراء المدارس والمشرفين بكافة الأدوات والطرق اللازمة لتكون عملية التقييم عملية فعالة وذات كفاءة، سيتم الاعتماد بالكامل على أوراق عمل وأنشطة، والمنهج الفلسطيني الجديد الذي تم تطبيقه من السنة الماضية يتبع هذه الاستراتيجية وهذه الفلسفة، بأن يكون الطالب قادراً على الاكتشاف والاطلاع والبحث والتفكير الناقد ولديه كفايات محددة ويعمل المعلم على تنميتها، وكل هذه الأمور موجودة في المنهاج الفلسطيني".

تحضير أوراق عمل متتالية من الممكن أن يزيد العبء على المعلم هذا ما وضحه أبو عاذرة خلال حديثه، "في البداية سوف يكون هناك عبء على المعلم وعلى ولي الأمر، والآن لا يجوز أن ينقطع عن دراسة ابنه لعدم وجود اختبار، الدراسة مطلوبة والتقييم كل يوم، وعلى كل درس درجة ويوجد ورقة عمل للتقييم".

وأردف، أن رهبة الامتحانات وهاجس أسبوعي الامتحانات الذي يعيشه أهالي الطلبة والضغط لم يعد مقبولًا، كما أن المسألة الأخرى أن هناك طلبة يحصلون علامات ولكن لا يعرف القراءة ولا الكتابة، وهناك طلبة يحصلون على معدلات عالية ولكن في المراحل المتقدة تبدأ علاماتهم تقل لأن المعلم لن يساعده في المراحل المتقدمة، وهذا الأمر لا نريده بأن يقرأ الطالب من أجل النجاح في الاختبار، ولكن يجب أن يقرأ الطالب ويجتهد لكي يكون قادراً لجميع الكفايات".

وفي نهاية حديثه أكد على إعطائه الثقة للمدير والمعلم ولولي الأمر، للعمل على بناء الطالب في مراحله الدنيا، موضحًا أن هذه الاستراتيجية سوف تطبق طوال الأعوام المقبلة، مضيفًا "نحن لا نخفي بأنه في البداية سوف يكون هناك صعوبة، ولكن لدينا فريق من المشرفين يجري اجتماعاته لتطوير الأدوات اللازمة وعمل فريق لتدريب المعلمين ومدراء المدارس والمشرفين في المناطق وهم على استعداد الاستجابة على أي استفسار في هذا الشأن".