فلسطين المحتلة - قدس الإخبارية: كشفت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها عن قيام شركات فلسطينية بالتحايل على مبرمجين فلسطينيين من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة للعمل معها ليجدوا أنفسهم مرتبطين بشركات إسرائيلية تساهم في خدمة المنظومة الأمنية الإسرائيلية.
وأوضحت الوكالة الفرنسية أن إحدى الشركات وتسمى "ميلانوكس" التكنولوجيّة العملاقة تُشغّل حاليا 10 مبرمجين في غزة، وتسعى إلى مضاعفة هذا العدد، بالإضافة إلى أكثر من 70 مبرمجا آخرا في الضفة الغربية المحتلة، بالتعاون مع شركة البرمجيات الفلسطينية "عسل للتكنولوجيا" ومقرها مدينة روابي- ضمن مشروع مشترك بدأ بالعام 2012، بحسب تقريرٍ نشرته رويترز العام الماضي.
وأشارت الوكالة إلى أن موظفي شركة "ميلانوكس" يتلقون رواتبهم عبر شركة فلسطينية"، وتنقل عن الرئيس التنفيذي للشركة، "إيال والدمان"، تأكيده على أن "تكاليف توظيف المُبرمج الإسرائيلي مع الضرائب تعادل 5 أضعاف نظيره في غزة".
وبينت الوكالة أن "والدمان"، هو جندي سابق في لواء النخبة بجيش الاحتلال "غولاني"، وباعترافه فقد أضفى عمله في اللواء سمات أساسية لطريقه المهني، لينتهي به المطاف جنديا في مجال آخر، يخدم المؤسسة العسكرية الصهيونية في الجانب الاستخباراتي، ويوظف عقول فلسطينية في مجال تقديم الحلول التكنلوجية الأمنية لتلك المؤسسة.
يبلغ عدد العاملين في مجال البرمجيات بقطاع غزة نحو 5 آلاف شخص، بحسب مبرمج بارز من غزة، لكن دراسة شملت 1061 مهندسا حديثي التخرج بالقطاع، أظهرت معدلا للبطالة قدره 36%. بحسب رويترز.
جدير بالذكر أن المُبرمجين الذين يعملون مع الشركة الإسرائيلية يرفضون الحديث لوسائل الإعلام، كما أنّ الشركة الفلسطينية من قطاع غزة والتي تتعامل معها "ميلانوكس" لم تفصح عن اسمها، وهذا يعود لأسباب تتعلّق بالرفض الفلسطيني الشعبي لكل ما يتعلّق بالتعاون مع كيان الاحتلال، إضافة لنُدرة المُوظّفين الغزيّين في المجال التكنولوجي الإسرائيلي، ما يجعلهم "عُرضةً للنقد والهجوم" لما لمجال عملهم من ارتباطاتٍ وثيقة بالجانب الأمني.
وقالت الوكالة: "قد تكون الشركة الفلسطينية المذكورة ليست وحدها التي تعمل مع شركات تكنولوجية إسرائيلية تخدم على منظومة الأمن الإسرائيلية، فمنذ العام 2015 تتعاون شركة "إينيتيل" الإسرائيلية، والتي توفر برامج لمراكز الاتصالات، مع شركة فلسطينية من غزة، مجهولة الهوية أيضا، لإنجاز أعمال تكنولوجيّة بقيمة 10 آلاف دولار شهريا".
كما يشير تقرير "الفرنسية" إلى أن "الشركة الفلسطينية في غزة، والتي تعمل مع "إينيتيل" بدأت بالفعل بالتوسع للعمل مع شركات إسرائيلية أخرى".
وتنقل الوكالة الفرنسية عن رئيس الشركة الفلسطينية، الذي لم تذكر هويته لأسباب أمنية -على حدّ تعبيرها-، قوله: "نشتري اللبن والوقود وبعض الفاكهة من إسرائيل،..، هل يقوم أحد بانتقاد هذا العمل؟ لا".
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن جهاز "الموساد" الإسرائيلي أعلن، نهاية يونيو الماضي، إنشاء صندوق "ليبرتاد" وهو أوّل صندوق يُخصص للاستثمار في هذا النوع من الشركات، والتي يشمل مجال عملها تطوير برمجيات وأجهزة وخدمات تُساعد "الموساد" في المجال الاستخباراتي.