رصد مركز معلومات وادي حلوة- سلوان الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسيين في المدينة خلال شهر نيسان الماضي، والتي تنوعت بين الاعتقال والاعتداء والهدم والمصادرة.وشمل الرصد انتهاك حرية العبادة، وحملات الاعتقالات والمداهمات شبه اليومية في أحياء مدينة القدس، وانتهاك حرية التنقل والتعبير عن الرأي، وهدم المنازل، وتحرير مخالفات مرورية تعسفية، اضافة الى تصاعد اعتداءات المستوطنين المتطرفين على المواطنين المقدسيين.
اعتقال 100 مقدسي.. بينهم 25 طفلا و3 نساء
ورصد مركز المعلومات اعتقل حوالي 100 مقدسي، وتركزت الاعتقالات في أحياء العيسوية والقدس القديمة وسلوان وصور باهر والطور، ومن بينهم حوالي 25 طفلاً، أصغرهم لأطفال بلغوا من العمر 13 عاماً من العيسوية، وتم تمديد توقيفهم رغم الاعتقالات الغير قانونية لهم –حسب القوانين الاسرائيلية والدولية-، حيث اعتقلوا فجرا من منازلها، دون السماح لأحد من والديهم بمرافقتهم بسيارة الشرطة، كما تم تقييد أيديهم.
ومن بين المعتقلين ثلاث نساء وهن انعام قلمبو ولا تزال موقوفة في سجن الرملة وتم الاعتداء عليها وضربها خلال الاعتقال، والسيدة عايدة الصيداوي احتجازت لساعات اثناء محاولتها دخول الاقصى، والسيدة هبة الطويل تم ايقافها في المسكوبية لمدة 24 ساعة بتهمة "اثارة المشاكل في الأقصى."
الهدم...
وشهدت الأيام الأخيرة من شهر نيسان تصعيدا اسرائيليا في عملية هدم المنازل والمنشآت التجارية، حيث تم هدم 4 منازل سكنية لعائلة غيث في حي "خلة العين" ببلدة الطور، وتشريد 25 فرداً بينهم مرضى وأطفال، وهدم 7 منازل أخرى قيد الانشاء في حي الطور و3 محلات تجارية لعائلات حمدان وابو اسبيتان وجرادات، إضافة الى هدم شرفة منزل في حي الثوري لعائلة ابو اسنينة.
في حين قامت عائلة ابو الهوى بهدم غرفة من منزلها في حي الصوانة، تفاديا لدفع غرامة مالية عالية والسجن.
كما هدمت قوات الاحتلال معملا للطوب والحجارة في حزما يعود لعائلة الاشهب.
اعتداءات المستوطنين
وفي شهر نيسان الماضي نفذ المستوطنون عدة الاعتداءات بحق المقدسيين وممتلكاتهم، خاصة خلال احتفالاتهم بما يسمى "عيد الشعلة"، حيث تعمدوا احراق النيران بملاصقة منازل وممتلكات للمقدسيين، مما ادى الى احتراق سيارة لعائلة المغربي في حي الشيخ جراح، و3 حدائق لعائلات المغربي والخطيب والجاعوني بالحي، اضافة الى اصابة السكان بحالات اختناق، وفي حي جبل المكبر اشتعلت 9 سيارات تابعة للامم المتحدة أثناء توقفها في مرآب مقر المندوب السامي، منها احترق بشكل كامل، وجزء آخر لحقت به اضرار، كما اشعل مستوطنو سلوان النيران في ارض تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في حي وادي حلوة، في وقت أظهروا فيه وحراسهم الأسلحة في محاولة لإرهاب الأهالي.
وفي ما يسمى "عيد الاستقلال" قامت مجموعة من المستوطنات اللواتي ارتدين قمصانا كتب عليها "الموت للعرب" بالاعتداء على عدد من اهالي البلدة القديمة خلال مرورهن من سوق القطانين باتجاه حائط البراق، حيث قاموا برش غاز الفلفل عليهم وضربهم وساعدهم خلال ذلك مجموعة من الشبان المستوطنين، مما ادى الى اصابة العديد من الاهالي بحالات اختناق وهلع.
وفي أواخر شهر نيسان تعرض الشاب عبد الكريم شويكي للطعن اثناء عمله في حي "مئة شعاريم" بالقدس الغربية، ومن المتوقع ان يكون المستوطنون هم من نفذ الاعتداء.
قمع ومنع فعاليات مقدسية سلمية
وتعمدت سلطات الاحتلال قمع الفعاليات التضامنية في مدينة القدس، ومنعت اقامة فعاليات ثقافية في المدينة، حيث منعت اقامة اسبوع "ربيع القدس" بحجة تنظميه من قبل السلطة الفلسطينية، علما انه كان يتخلله عدة جولات ثقافية في الاسواق وداخل الحارات المقدسية، بالاضافة الى عمل تنزيلات كبري في البلدة القديمة بقيمة 30% من الاسعار بالتنسيق مع التجار، بالاضافة لعروض فنية ودبكه شعبية، وفعاليات ترفيهية للاطفال وشبابية، كما منعت تنظيم مهرجان للاسرى في الثوري.
كما تم قمع اعتصام سلمي في باب العامود نظم احتجاجا على استشهاد الاسير ميسرة ابو حمدية، واطلقت قوات الاحتلال خلاله القنابل الصوتية والاعيرة المطاطية، اضافة الى ضرب المارة دون استثناء والمشاركين في الاعتصام، مما ادى الى اصابة العديد منهم بجروح ورضوض، كما استهدف الاحتلال الصحفيين والمسعفين، مما ادى الى اصابة العديد منهم، واعتقل 13 مواطنا بينهم سيدة ومسعف.
وبمناسبة يوم الاسير الفلسطيني تم قمع اعتصام للاسرى اقيم في العيسوية، ومسيرة في باب العامود.
كما منعت في "يوم الاستقلال" المقدسيين من توزيع وتعليق اعلام فلسطينية على سياراتهم، واعتقلت 5 شبان كانوا يوزعون الاعلام، وحررت مخالفات مرورية لحوالي 10 سيارات بحجة تعطيل حركة السير.
وخلال شهر نيسان سجل عدة ملاحقات لناشطين وقيادات مقدسية، باستدعائهم للتحقيق عدة مرات، وفتح ملفات قديمة تعود لسنوات ماضية، اضافة الى منع عدد اخر من المشاركة في اعتصامات او مسيرات بالقدس.
كما منعت سلطات الاحتلال دخول الشبان الذين تقل اعمارهم عن 45 عاما للصلاة في الاقصى أربع جمع منها الجمعة الاولى من شهر نيسان.
مداهمات أحياء مقدسية واطلاق الرصاص الحي
وخلال الشهر الماضي داهمت قوات الاحتلال أحياء ومنازل في القدس، وبشكل خاص استهدفت قوات الاحتلال برفقة سلطة الطبيعة حي وادي الربابة في سلوان، حيث تمت مداهمته عدة مرات، واطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي باتجاه المنازل والممتلكات، وسلمت استدعاءات لشبانه، كما تم مداهمة حي الطور لتحرير مخالفات مرورية، ومداهمة حي باب حطة عدة مرات، وتفتيش عدد من منازله واطلاق الرصاص الحي بشكل عشوائي، مما شكل خطرا على السكان خاص ان منازل الحارة ملاصقة وشبابيكها قريبة على الشارع.
وفي العيسوية اطلقت وحدة المستعربين الرصاص الحي بشكل عشوائي، مما ادى الى اصابة شاب من النقب، كان متواجدا في القرية للمشاركة في حفل زفاف شقيقه.
وتم احتجاز 13 عاملا في حي الشيخ جراح لحوالي 3 ساعات واجبروا على خلع بناطيلهم وستراتهم، في وقت كان الجو باردا.