الخليل - خاص قدس الإخبارية: "ما بنعيش معك في نفس البلد" قالت مخابرات الاحتلال لرزق رجوب (58) عاما، وقد عرضت عليه صفقة لإبعاده الفوري عن فلسطين أو تصفيته، إلا أن رجوب لا يملك بجعبته إلا ردا واحدا، "ما بخاف منكم ومن تهديداتكم (..) ولا أملك ما أقدمه لكم لأنال رضاكم".
رزق رجوب أبرز قيادات حركة حماس في الخليل، اعتقل عام 1996 مع القيادي في كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس الأسير حسن سلامة وسط مدينة الخليل.
قضى رجوب ما مجموعه (23) عاما في سجون الاحتلال على فترات متفاوتة، تحرر في المرة الأخيرة في 28تشرين ثاني ٢٠١٦ بعد قضاء (29) شهرا في الاعتقال الإداري.
إلا أنه ومنذ الإفراج الأخير عن رجوب، عاودت قوات الاحتلال اعتقاله ونجله مرتين، واقتحمت منزله أربع مرات كان آخرها اليوم الأربعاء، إذ تمركزت قوات الاحتلال ما يقارب تسع ساعات داخل منزله، نفذت خلالها عملية هدم داخلية وتخريب لجدرانه، إضافة إلى تفتيش وتخريب واسع لمحتوياته، كما وأخضعت النساء للتفتيش الجسدي.
يروي رجوب لـ قدس الإخبارية، أن ضباط من مخابرات الاحتلال أخضعوه للتحقيق مرتين خلال اقتحام منزله تخلله توجيه أسئلة على قضايا تم محاكمته عليها في سجون الاحتلال، قضى إثرها (10)سنوات، "ما يبحثون عنه قضية حاكموني عليها وانتهت قبل (10)سنوات إلا أنهم لا يملكون سواها ويحاولون إدانتي مجددا بملفات قديمة انتهت".
ضباط مخابرات الاحتلال لم يتوقفوا عن توجيه التهديدات لرجوب مهددينه بالاغتيال، يعلق رجوب، "تهديداتهم ذاتها التي مللت منها، أني في آخر لحظة بحياتي وأنه موضوعي لديهم انتهى، وأنهم ينتظرون مني غلطة صغيرة لتصفيتي"، ويكرر ضباط الاحتلال لرجوب، "كان لا بد من قتلك".
ويضيف رجوب أن مخابرات الاحتلال عرضت عليه الإبعاد، وستباشر فورا بالإجراءات اللازمة، "قالوا لي اختار البلد التي تريد ونحن سنسهل لك بأسرع وقت".
الأسبوع الماضي، كانت قوات الاحتلال داهمت منزل رجوب بذات الطريق واعتقلته حتى ساعات المساء ثم أفرجت عنه، وعاودت اعتقاله مجددا لثلاثة أيام بعد أن رافق نجله إلى مركز التحقيق، " منزلنا تم اقتحامه ما يقارب (40) مرة، إلا أنه يوجد أي جهة رسمية تمثلنا وتدافع عنا وتوفر لنا الحماية".
وعن التخوف من تهديدات الاحتلال، يقول رجوب، "لم تخوفني تهديدات الاحتلال يوما، ولا أحسب لها حساب (..) لا أملك شيء بالبلد لأتنازل عنه لأصبح مواطن صالح بنظرهم (..) أنا لا أخاف من تهديداتهم ولا أخاف منهم وهم يعلمون تماما هذا الكلام".
وطالب رجوب المؤسسات الحقوقية متابعة ما يجري معه وعائلته وتوثيق ما يرتكبه الاحتلال بحقهم من انتهاكات واعتداءات يومية، "ندائي للمؤسسات الحقوقية فقط، أما مؤسسات السلطة الفلسطينية فأنا أعرف أنه لا يمكنها فعل أي شيء، وتمنياتي الوحيدة أن لا تكون تقاريرهم الأمنية جزء مما أتعرض له".