غزّة- خاص قُدس الإخبارية: استطاع مهندسان غزّيان تنفيذ مشروع "الحجر البلاستيكي"، والذي من شأنه إحداث تغيير جذريّ لأزمة ارتفاع تكلفة البناء، بعد سنوات مكثفة من الدراسة والبحث.
ودفعت أحوال قطاع غزة في الآونة الأخيرة المهندسين أيمن عاشور وأحمد الجدبة، لاختيار بحث تخرجهم لحل تلك مشكلاته، حيث يمرّ بمرحلة ازدياد سكاني هي الأكبر على الإطلاق، تجاوز عدد سكانه حاجز المليونين نسمة، وبالتالي تزداد أعداد الأبنية السكنية لاستيعاب عدد السكان الكبير، وسط حصار دام لأكثر من عشر سنوات، إضافة لانخفاض مستوى المعيشة في القطاع.
طبيعة المشروع
المهندسان عاشور والجدبة، عملا في مشروعهما على استبدال أحجار الرسب التقليدية المستخدمة في بناء أسقف المنازل، بأحجار بلاستيكية خفيفة الوزن وموفرة في السعر.
يقول المهندس أيمن، "عادةً يتم انتاج عدد ضخم من النفايات خلال اليوم الواحد، دفعنا ذلك للتفكير بإعادة صياغتها من جديد والحصول على أفضل منتج منها"، مضيفًا "استطعنا إعادة تدوير النفايات، وتحويلها إلى أحجار بلاستيكية لاستخدامها في بناء أسقف المنازل بدلا من الأحجار التقليدية المكلفة".
ولم يكن المال هو السبب الوحيد لتطبيق فكرة المشروع، حيث أقدم المهندسان للبدء بذلك المشروع الذي من شأنه التقليل من التلوث البيئي الناجم عن النفايات ومخلفات القطاع.
مميزاته
مميزات عديدة في الحجارة البلاستيكية سيكون لها أثر إيجابي كبير للبناء وللناس، فهو يقلل سعر البناء لنسبة تصل من 15 إلى 20 بالمئة مقارنة مع سقف المنزل الباطون.
ويوضح المهندس أحمد الجدبة مميزات تلك الحجارة البلاستيكية، بأن "استخدام الحجارة البلاستيكية في بناء سقف المنزل، يساعد في تقليل حجم المبنى بشكل كلي، وبالتالي تقليل حجم الباطون والحديد والرمل"، مضيفًا "ويتميز أيضًا بأنه خفيف الوزن وهو ما يسهل عمل البنّائين في النقل، اضافة إلى سهولة التركيب، فهو لا يحتاج إلى قياس أو ما شابة ذلك كما في حجر الباطون"
"مقاومة للزلازل وصديق للبيئة ويسهل نقله من مكان لآخر، إضافة إلى ضمان وصولهم لمكان البناء دون أي كسر، ويتفوق أيضاً على حجر الباطون بنسبة 20% في الجودة وعازل أفضل صوت من حجر الباطون المتداول" يقول المهندس الجدية عن مميزاتها.
وتُظهر فحوصات أُجريت على هذا الطوب تفوقه على الطوب التقليدي من حيث الانحناء، فقوته بلغت 720 نيوتن، مقابل 480 للحجري، في وقت حصل فيه على 2.1 نيوتن/ملم2 بفحص الضغط، وهو ما لا يقاس عادة لمنافسه.
لحظة انطلاقه
كانت نقطة الانطلاق الأولى للمهندسين هي إيجاد حل مناسب لتكلفة البناء المرتفع التي يعاني منها الشباب في قطاع غزة، اضافة إلى حجم النفايات التي من شأنها تلويث البيئة.
وقال المهندس أيمن "خلال دراستنا بحثنا مكثفا في المشروع، وجمعنا معلومات عن المشروع بنسبة 90% ، لكن تطبيق المشروع كان العائق الأكبر أمامنا ، فالبدء بصياغة مواد أولية لمشروع الحجارة البلاستيكية احتاجت لمبلغ 8ألاف دولار، وهو ما عجزنا على توفيره كخريجين ، فأجلنا مشروع الحجارة البلاستيكية لما بعد التخرج من الجامعة" .
لم يقف المهندسان مكتوفي الأيدي بعد تخرجهما، فقد حصلا على مبلغ "4000$" من مشروع "مبادرون"، بعد عرض المشروع للجهات المختصة.
وأوضح المهندس أيمن، "مشروع مبادرون هي نقطة الانطلاق الحقيقية في مشروعنا، حيث استطعنا بعد الحصول على المال البدء بصناعة أول قالب يصنع حجارتنا البلاستيكية، حتى تمكنا من جلب العديد من المواد اللازمة لصناعتها".
تحديات!
بعد أن تم تنفيذ المشروع، وتمت صناعة الحجارة البلاستيكية بأفضل صورة ممكنة، بدأ المهندسان بالترويج لحجارتهما البلاستيكية وهي ما لاقت ردود فعل غير متوقعة.
يقول المهندسان "جميع الردود حول الحجارة كانت سلبية والجميع تنبأ بفشل المشروع"، مضيفان أن تلك الردود السلبية كانت بمثابة طاقة ايجابية لنا، وبالفعل استطعنا أن نبدل الردود السلبية لإيجابية، بشهادة الجميع".
تمكن المهندسان من اثبات أفضلية المشروع كأحدث منافسة تجارية على مستوى القطاع في الوقت الحالي، حيث تم اختيار مشروع الحجارة البلاستيكية كأفضل أربعون مشروعا على مستوى فلسطين ضمن مسابقة لمؤسسة "التعاون" وقد وصل المشروع للمراحل النهائية، بانتظار الإعلان عن الفائز.
ليس فقط على مستوى فلسطين، فقد تم اختيار المشروع ضمن أفضل ألفي مشروع في مسابقة فنون العلوم الذي يعرض على قناة الـ(mbc) لكن لم يتكن المهندسان من الخروج لدولة قطر والبدء بفعاليات المسابقة بحك إغلاق معبر رفح البري المنفذ الوحيد لقطاع غزة.