رام الله – خاص قدس الإخبارية: على عتبات قرية صفا غرب رام الله، تهاوت الأقدام لترتقي معلنة عرس الانتفاضة، عرسا تقليديا عمره ١١ عاما، وكما يقول أهالي القرية إن عرسها سيبقى أبديا ما حيي أبناؤها.
ففي (٢٣-٢٤) أيلول تجمع شباب صفا، أطفالها وشيوخها، مجددين عهد المحافظة على إرثهم الثقافي الوطني ضمن تجدديهم لعهد المقاومة المستمرة للمحتل، فأرض صفا عليه حرام كانت وما زالت، فعلى وقع كلمات وألحان أغاني الانتفاضة الفلسطينية الأولى، أحيت فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية مهرجان عرس الانتفاضة، مذكرة بتاريخ النضال المستمر، لترى أطفالا تجاوزوا كل الحاضرين واستحدثوا لأنفسهم صفا أولا جديدا أمام المسرح مباشرة، موظفين كافة حواسهم التي لم تغفل لحظة طيلة العرض.
نضال نصر أحد أعضاء اللجنة التنفيذية في مركز حنظلة، قال لـ"قدس الإخبارية": "إن مهرجان عرض الانتفاضة هو امتداد لمهرجانات سابقة أقيمت لإحياء ذكرى الفنان الفلسطيني، الشهيد ناجي العلي".
"الهدف من المهرجان واضح وصريح، وهو الحفاظ على الجبهة الفلسطينية الثقافية كونها آخر معاقلنا، فأي اختراق لهذه الجبهة فسيكون نهايتنا الوطنية".
مركز حنظلة ومنذ ١١ عاما وهو يحمل على أكتافه مسؤولية إحياء مهرجان عرس الانتفاضة، من إيمانه بأنه جزء من الحفاظ على الجبهة الثقافية، "هو هم وطني كبير، وشكل من أشكال المقاومة المستمرة بوجه المحتل .. نسعى أن يتبناه الجميع ويحميه لأنه رصيدنا للبقاء".
بعيدا عن عدسات وسائل الإعلام، تتحدى قرية صفا انتهاكات الاحتلال واعتداءاته، فيما يقف شبانها متصدين لاقتحامات جيش الاحتلال المستمرة، ما أدى لارتفاع عدد الأسرى في سجون الاحتلال، كما المصابين.
يقول نصر، "صفا في خط المواجهة الأول دائما، تتميز بعطاء مستمر غير آني ومتقطع وموسمي .. لدينا إصرار واستعداد للاستمرار بمقاومتنا للأبد" مشيرا إلى أن قرية صفا تعيش الهم الوطني العام يوميا، والأهالي يتمسكون بإحياء المهرجان ضمن تمسكهم بمقاومة الاحتلال.
مهرجان عرس الانتفاضة، يتضمن عروض فنية للدبكة الشعبية رسالتها أن الفن مقاومة، وهو شكل من أشكال البقاء لا يمكن طمسه وسرقته كما يحاول الاحتلال، حسبما يقول نصر.
"المقاومة هي أيضا حفاظ على إرث ليس شعبيا فقط، بل إرث شهداء وأسرى ونضال مستمر".