فلسطين المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: 22 يوماً من التحقيق القاسي، خاضتها الأسيرة سماح جرادات، في مركز "المسكوبية" بمدينة القدس المحتلة، تنوعت فيها أساليب مخابرات الاحتلال للضغط عليها والتنكيل بها.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت سماح، في السابع من شهر سبتمبر الماضي، عقب اقتحام منزل عائلتها، بمدينة البيرة.
يقول والدها "لقُدس الإخبارية"، عن ليلة اقتحام المنزل واعتقال سماح: "كانت الساعة 3 فجراً، عندما بدأ جنود الاحتلال بدق الباب، وكنت وقتها مستيقظاً وبعد أن فتحت لهم دخلوا وبدأ أحد الضباط يسألني: إنت ربيت ولادك منيح؟ وأجبته" طبعاً أحسن تربية".
وأضاف: "بعد اقتحام المنزل أخذت مجندتين سماح إلى الغرفة لوحدها، وبدأ التحقيق معها، وبعد أن رفض فتح هاتفها لضباط الاحتلال، أحضروني كي تفتحه لهم، وخلال النقاش أعاد الضابط سؤاله لي حول تربية أبنائي: فأجبته أنني ربيت أبنائي بطريقة وطنية تختلف عما تفكر به".
ويبين جردات: "خلال الاقتحام حاول ضابط مخابرات الاحتلال أن يسلم على نجلي سامي، فرفض ذلك، فعاد الضابط بالصراخ وتوجيه الأسئلة لي عن تربيتي لأبنائي، فأعدت التأكيد له أني ربيتهم على هذه الصورة بالشكل الصحيح".
"بعد اعتقالها قيَد جنود الاحتلال يدي سماح وغطوا على عيونها واحتجزوها داخل معسكر للجيش قبل أن ينقلوها لمركز تحقيق المسكوبية"، يقول والدها.
في المسكوبية.. تعذيب وضغوط نفسية
ويضيف: "في بداية التحقيق بالمسكوبية، أجبر السجانون سماح على التفتيش العاري، واحتجزوها في غرفة لمدة 5 ساعات متواصلة دون أن يحضر للتحقيق معها أي أحد".
وركزت مخابرات الاحتلال خلال فترة التحقيق مع سماح، يبين والدها، على التعذيب النفسي والعزل والشبح، ومنعها من لقاء محاميها لأكثر من 22 يوماً.
ويؤكد جرادات "لقُدس الإخبارية"، أن "ضباط مخابرات الاحتلال كانوا يحققون مع سماح، لساعات طويلة متواصلة، تمتد منذ الساعة 9 صباحاً حتى 5 عصر ثاني يوم، بهدف إرهاقها وإجبارها على الاعتراف.
ويبين أن "التحقيق مع سماح كان في البداية على مزاعم بمشاركتها، في عملية تفجير العبوة بعين بوبين، ومن ثم إلى نشاطات طلابية في جامعة بيرزيت".
وتخلل التحقيق مع سماح، ضغوط نفسية وعاطفية وتهديدات من ضباط الاحتلال باعتقال والدها وأفراد عائلتها، وأن تبقى في السجن طوال عمرها، كما يؤكد والدها.
وكشف جرادات أن أحد الأساليب التي استخدمتها مخابرات الاحتلال في التضييق على سماح، "كانت باحتجازها في غرفة داخلها سماعات تبث صراخ أسرى وأسيرات خلال تعذيبهم والتحقيق معهم".
ويضيف والدها: "في احدى جولات التحقيق، قامت الضابطات بعمل ما يشبه حفلة عيد ميلاد لها، وبدأن بالرقص، بهدف الضغط عليها نفسياً وإرهاقها وتذكيرها أنها معتقلة وبعيدة عن العائلة".
في قسم "العصافير"
وقد اتجهت مخابرات الاحتلال بعد أيام من التحقيق معها، يقول والدها، إلى نقلها لقسم "العصافير" في سجن الرملة، بهدف إيقاعها وأخذ معلومات تزعم المخابرات أنها تمتلكها.
وأضاف جرادات: "في سجن الرملة حضر أحد العملاء الذي حاول تمثيل دور مسؤول الأسرى، وأخبرها أنه طلب من الاحتلال فتح قسم لها مع بقية الأسيرات في المعتقل ، وطلب منها أن تخبره بكل التفاصيل، لكن سماح عرفت حقيقة أنه عميل يريد الإيقاع بها".
معنويات عالية
يحتجز الاحتلال سماح حالياً في معتقل "الدامون، وحددت محكمة الاحتلال تاريخ 14 من الشهر الحالي، للنظر في قضيتها.
ويؤكد والدها أن "معنوياتها عالية، وتشارك الأسيرات في نشاطاتهن وهمومهن، وتحب القراءة والمطالعة كثيراً".
ويضيف: "سماح صاحبة شخصية قوية، وتحمل الهم الوطني، وتحب عائلتها كثيراً، وهي صفات تجعلنا نفتخر بها دائماً، وأملنا أن نراها حرة قريباً".
رسالة للعائلة: لقد كنت قوية
وكانت سماح قد قالت في رسالة لعائلتها: "أرسل لكم هذه الرسالة من سجن الدامون القابع على جبل الكرمل، أنا بخير وأموري كلها تمام، مشتاقلكم كتير كتير".
وقالت: "في فترة التحقيق، كنتم دائمًا معي في كل لحظة، لقد كنت قوية بقوتكم، لذلك كونوا أقوياء دائمًا، أحبكم جدًا وأتمنى أن تكونوا بخير. أبي العزيز انتبه على صحتك، أمي الحنونة دائمًا وأبدًا، أتمنى أن تكوني بخير وشعرك كان كثير حلو لما شفتك. وإلى سمر وسامر وسلوى وسامي وسلمى، أحبكم كثيرًا".
يُشار إلى قوات الاحتلال اعتقلت سماح، بعد تخرجها بأيام فقط، من تخصص علم الاجتماع في جامعة بيرزيت.