أنصح كل الطلاب الذين اجتازوا امتحانات الثانوية العامة التوجيهي بالابتعاد عن عوائلهم وأماكن سكنهم، وأن يختاروا جامعات بعيدة، ويسافروا إن توفر ذلك، فهذه مرحلة جديدة من الحياة، لا يصلح معها أن تعودوا للبيت بعد انتهاء محاضرات كل يوم.
كذلك فإن من المهم أن يؤهلك المعدل لدراسة التخصص الذي تفكر فيه، وفي الجامعة التي تريدها، وكل ما يزيد عن ذلك من أرقام، لا قيمة لها.
ستتحدثون طويلا عن الطب والهندسة والمستقبل المضمون، يا أحباء، قد تقضي شهرا في مدينة مثل رام الله تبحث عن موسيرجي وستدفع له عدة كشفيات وأنت تضحك، ستسأل نفسك من الدكتور حينها!.
الوظيفة قيد، أسر طويل مرير، ولو في أحسن مؤسسة وموقع. وربما تشكر نفسك بعد حين على معدل لم يؤهلك للمرور في المسار الحتمي لآلاف الطلاب الآخرين، بل جعلك في مواجهة خيارات ستكون هي طريق حريتك وسعادتك.
هنالك أهل يريدون تحقيق أحلامهم وما فاتهم من خلال أبنائهم وبناتهم، قبّلوا رؤوسهم وقولوا لهم: "آسفون نحن لن نلعب هذا الدور".
راكموا مهاراتكم المتعددة، لأنها تؤهلكم لخيارات متعددة، يقول أحدهم: "الجحيم هو انعدام الخيارات"، حتى لو كنت رائد فضاء، بدون أي مؤهل أو مهارة أخرى، ستشعر أن الكون ضيق.
اللغة الإنجليزية والحاسوب، فإن كنت ستشتغل بذهنك بدونها فأنت تختار طريقا وعرا ومحبطا، عليك بتنمية قدراتك فيهما.
في العشرينيات سيضغطك الناس، وستشعر بالأيام والساعات، وهذا كله وهم اجتماعي، ستكتشفه في الثلاثينيات، فلا تركض خلف أوهام المجتمع، خذ وقتك في كل شيء.
أحلامك شيء يخصك وأنت من يضعها ولا بد أن تسأل نفسك مرارا عنها وتنقدها وتفكر فيها كل يوم، لا تلاحق أحلام الآخرين، هذا غباء يعيش فيه قسط وافر من البشر.
كل يوم هو مناسبة لإعادة النظر في الطريق الذي اخترته، وكل يوم هو مناسبة لتغيير المسار، لا تنشغل بالوقت وما ضاع منه، ستعيش شيخوخة خاوية وتتمنى أنك تجرأت على اللعب وفحص الاحتمالات واختبارها.
وأخيرا... في الجامعات، وخارج الجامعات، هنالك شيء اسمه المكتبة، ادخلوه وستصبح الدنيا أوسع.