غزة – قُدس الإخبارية: يستخدم مشروع جديد عدداً من النصوص والصور والفيديوهات المفجعة التي تحكي قصصا لعائلات فلسطينية فقدت أكثر من ثلاثة أعضاء في حرب غزة عام 2014، مركزا على إبراز قصص حياتهم ووفاتهم ووضع من بقي على الحياة وراءهم.
لا يوجد أي نقص في الأرقام والإحصاءات المتعلقة بالحرب، وغالباً ما تأتي أوقات معينة لا ينظر الناس إلى الحرب إلا عبر الأرقام التي تمثلها، من أعداد القتلى والنازحين وأعداد المنازل التي دمرت أو تضررت، أو حتى عدد القنابل التي أسقطت وغيرها من الأرقام.
غني عن القول إن البشر ليسوا أرقاماً، وواحد من المشاريع الكتابية المبتكرة والمؤثرة في غرة حمل اسم "نحن لسنا أرقاماً"، ويهدف إلى جر تلك الأرقام إلى سرديات أخرى بعيدة عن يوميات الصراع، والتركيز على السرد الإنساني الذي تمثله هذه الأرقام في وجهة نظر العالم.
وخلال عملهم في المشروع، اهتم المصوران الصحفيان آن باق وعلاء قنديل يرقم واحد حول حرب غزة الأخيرة، وهو 142 الذي يمثل عدد الأسر التي فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر خلال العدوان، وتعرضت للطمس بشكل أو بآخر إثر ذلك.
والتقت آن باق وعلاء قنديل بقرابة 50 عائلة "مطموسة"، وبعد عدد من هذه المقابلات قرر الشريكان إطلاق مشروع باستخدام الوسائط المتعددة والصور والنصوص العميقة والرسوم البيانية وأشرطة الفيديو القصيرة وعناصر التصميم بهدف سرد قصص هذه العائلات.
فعائلة الكيلاني على سبيل المثال من بيت لاهيا، فقدت 11 فرداً من أعضائها في 21/تموز/2014. إبراهيم الكيلاني عمل كمهندس معماري وعاش في ألمانيا لأكثر من 20 عاما قبل أن ينتقل إلى غزة، وهناك يستشهد مع زوجته وخمسة أطفال في قصف لبرج السلام السكني في مدينة غزة.
يحمل إبراهيم وأولاده الجنسية الألمانية، ويملك أيضاً طفلين آخرين من زواج سابق ما زالا يعيشان في برلين.
ويشمل المشروع سرداً لقصة عائلة الكيلاني، حيث يجمع الصورة والفيديو والنصوص ليحكي قصة إبراهيم وعائلته، بدءًا بحكايات ألعاب الطفولة والاختباء في البساتين من الطائرات الحربية الإسرائيلية في الستينات، وصولاً إلى مشاركة ابنه رمسيس في المظاهرات المؤيدة لفلسطين في برلين.
ومن خلال أنواع مختلفة من وسائل الإعلام، يتابع القارئ في الصورة والقصة المشحونة عاطفياً بالإضافة إلى الفيديوهات المفجعة لما حل بممتلكات العائلات وذكرياتها، وما يأتي بعدها من إحصائيات مروعة.
ومع انطلاق الموقع يوم أمس الجمعة، بات أمام القارئ ما يصل إلى خمس قصص مفجعة، ومن المقرر أن ينشر خلال الأيام المقبلة تاريخ طمس الأسر وما تبقى بها من الفصول.
وسيشهد الموقع أيضاً عدداً من الرسوم البيانية وأقسام المكتبات ومعرض للصور والمقابلات وغيرها من الميزات.
المصدر: موقع 972 - ترجمة: هيثم فيضي