غزة- قُدس الإخبارية: لم يكد ينتهِ المؤذن من رفع آذان الفجر حتى بدأ الصائمون يسألون مزحًا "متى سيؤذن المغرب وكم تبقى له" لكن من يبدو أكثر وجودًا في هذه الحالة هم من سألوا عن ماهية الافطار وليس عن توقيته فقط، متسائلين "شو بدكم تفطرونا؟"
لم يغب عن المهنئين تبادل الاتصالات مع أحبابهم وأصدقائهم، متبادلين عبارات التهنئة والمباركة بحلول الشهر الكريم، إلا أن السؤال عن إفطار اليوم بدا حاضرًا أيضًا، كما تناقل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي السؤال ذاته حول ماذا سيكون افطار الصائمين اليوم، وكأنهم سيقدمون جائزة إذا كانت الاغلبية على اجماع بنوع الطعام.
بمناسبة الحديث عن الاجماع على نوع طعام معين، فيبدو أن الصائمين قد اسّتنّوا سنّة مستحدثة لافطار يومهم الأول وفق عادات تقليدية وموروثات اجتماعية قديمة، أو بحسب ما هو شائع في الأحياء والمناطق.
"ليكن شهرًا أخضر" سهل ومعبّد بالخيرات، بهذا يبرر أولئك الذين أعدوا أطباق "الملوخية" لافطارهم، لتكن منافسة للمقلوبة فيما تتنازعان هاتين الوجبتين على مائدة الإفطار لليوم الأول في فلسطين في شطري الوطن.
الحاجة أم إياد جحا، تقول عن مائدة الافطار الأول، إن الملوخية هي سيدة السفرة، ويسميه البعض بالطبخة الملوكية، استناداً لمقولة كانت تزعم بأنها طبخة الملوك ، مضيفة " ورثت اعدادها باليوم الأول عن أمي التي كانت تقول "لازم أول يوم يكون ملوخية عشان باقي الايام تكون أيامنا خضرة" كناية عن الخير والبركة.
فيما ترى ميرفت السكني أن تربع "الملوخية على مائدة الإفطار الأول" تقليد رمضاني جميل وتبريراته تضفي نوعًا من السرور، ناهيك عن أسبابه الحقيقة الأخرى، حيث تعد الملوخية سهلة الهضم وخفيفة على المعدة مما يجعلها طبقًا صحيّا على سفرة اليوم الرمضاني الأول، فبالنسبة للصائم الذي امتنع عن تناول طعامه لساعات"
ويشار إلى أن من أسباب كون الملوخية عروس اليوم الأول، أنها تجنب ربّات البيوت عناء التفكير بالطبخة الأولى، كما أنها غنية بالحديد والكالسيوم، وبذلك تعوّض طاقة الصائم وقوّته، كما أنها غنية بفيتامن (A) والذي يحمي من الاصابة بفقر الدم وتخفض ضغط الدم وتقلل من امتصاص الدهون.
بدون أسباب وتبريرات سوى طيب طعمها، كانت "المقلوبة" هي الوجبة الرئيسية لأغلب البيوت الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية المحتلة، وهي وجبة تتميز بها الأراضي الفلسطينية ويسعد النساء الفلسطينيات باعدادها متباهيات بقدرتهن على الخروج بأطيب مقلوبة قد تتذوقها وبتحدٍ.
وتحتوي وجبة المقلوبة على العديد من أنواع الخضار منها البطاطس والباذنجان والقرنبيط والبصل والبندورة، إضافة إلى الأرز والدجاج أواللحم وهي بذلك وجبة غنية بكافة المواد الغذائية التي تعوّض الصائم عن صيامه لساعات، لكنها قد تبدو وجبة دسمة خاصة بعد غياب المعدة عن الطعام لساعات.
بين التقاليد هنا وهناك، تبقى لكل أسرة تقاليدها الخاصة ووجبتها الفريدة المختلفة، تتفاوت في مذاق فم أفراد الأسرة أو رغباتهم، فلا يكون التقليد الشائع واجبًا عليهم، إنما هي طقوس رمضانية شائعة تضفي جوًا خاصًا لرمضان في فلسطين.
https://www.facebook.com/shiraz.madi.5/posts/907461319377266 https://www.facebook.com/safia.omar.7/posts/10154190214615629 https://www.facebook.com/sameh.manasrah/posts/1353740114655538 https://www.facebook.com/mos3b.shawer/posts/640968879393114 https://www.facebook.com/Mahmoud.j.jouda/posts/10153592044077826 https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=592857960874680&id=100004514448034