شبكة قدس الإخبارية

بالصور | نشاطات مصرية تدمر المياه برفح وتجعلها غير قابلة للسكن

هيئة التحرير

رفح - قُدس الإخبارية: في جنوب قطاع غزة، يتحدث الجميع عن أنابيب تحت الارض تستخدمها مصر لاغراق الحدود مع قطاع غزة بمياه البحر، ما يزيد من معاناة القطاع المحاصر، ويرتب اضرارا بيئية واقتصادية بالغة على السكان.

وقالت وكالة "فرانس برس" في تقرير لها حول القضية نشرته أمس الخميس، إنه لا يوجد شهود على وجود مثل هذه المنشآت، وإن مصر ترفض تأكيد هذا الاجراء، لكن رغم ذلك فإنه ليس لدى الفلسطينيين أدنى شك بأن سبب انهيار الاراضي والتجاويف الكبيرة التي ظهرت في الاشهر الاخيرة في المنطقة شبه الصحراوية، أعمال حفر وضخ مياه تقوم بها مصر من البحر المتوسط في المنطقة العازلة مع قطاع غزة.

وتهدف مصر من مثل هذه المنشآت إلى تدمير شبكة الأنفاق التي بناها سكان القطاع المحاصر منذ 10 سنوات تحت الحدود، بهدف تهريب المواد الغذائية ومستلزمات الحياة في ظل إغلاق جميع المعابر المحيطة بالقطاع، فيما تزعم السلطات المصرية أن هذه الأنفاق تستخدم لتهريب مقاتلين من غزة لمصر للقتال مع "جماعات متطرفة". وتتحدث الوكالة الفرنسية في تقريرها عن مشاهدتها عمالا يحاولون إفراغ حفر مياه تشكلت بالقرب من أحد الأنفاق. وتنقل عن أحدهم قوله وهو يشير إلى الطين وقد غرق فيه حتى ركبتيه: "يوجد طين في كل مكان".

Screen Shot 2016-05-06 at 3.00.42 PM

وأضاف العامل الذي رفض الكشف عن اسمه، "في السابق، كان مئة شخص يعملون هنا كل يوم، ولكن كل هذا انتهى الان".

وكان هدف النفق الوحيد، حسب العمال، تهريب البضائع من مصر الى القطاع الذي يعاني منذ عشر سنوات من حصار اسرائيلي خانق، اضيف اليه منذ ثلاث سنوات إغلاق معبر رفح من الجانب المصري، ما عزله عن العالم.

Screen Shot 2016-05-06 at 3.01.11 PM

وتشير فرانس برس إلى أن مصر بدأت منذ صيف عام 2013 في تدمير مئات الأنفاق الواصلة بين أراضيها وقطاع غزة، ثم شرعت منذ أشهر بإغراق ماتبقى من هذه الأنفاق بالمياه، موضحة أن ذلك تسبب بانهيار الانفاق، ما أدى منذ كانون الثاني الماضي إلى سقوط قتلى في الجانب الفلسطيني.

Screen Shot 2016-05-06 at 3.01.39 PM

وترفض القاهرة التعليق على ما يقوم به جيشها على طول الحدود، ولكنها تقول انها لا تهدف لإلحاق الضرر بالفلسطينيين. فيما يؤكد المدافعون عن حقوق الانسان انه تم على الجانب المصري طرد اكثر من ثلاثة الاف عائلة بالقوة، وتم تدمير الاف المساكن من اجل انشاء المنطقة العازلة.

ولا يؤدي الصمت المصري الا لتعزيز الشكوك والشائعات على الجانب الفلسطيني، وفقا لفرانس برس التي تنقل عن مسؤول الصحة والبيئة في بلدية رفح المهندس اسامة ابو نقيرة، قوله إن تأثير المنطقة العازلة ليس عسكريا او اقتصاديا فحسب، مضيفا، "هذه ليست سوى بداية الكارثة".

ويستعرض ابو نقيرة صورا، قال التقرير إنه لا يمكن التأكد من صحتها، تظهر الانابيب التي يصل قطرها الى متر وتمتد على ما يبدو على طول 11,8 كيلومترا و20 الى 25 مترا تحت الارض.

وتحذر السلطات الفلسطينية من امكانية ان تصبح المياه الجوفية الملوثة بالفعل بنسبة 97% والتي تعد خطرة للاستهلاك، غير قابلة للاستخدام هذا العام، بينما يعد الحصول على مياه الشرب مشكلة كبرى في مجال الصحة العامة.

Screen Shot 2016-05-06 at 2.58.59 PM

ويقع ثلثا احتياطي المياه في محافظة رفح، ويتواجد احتياطها الزراعي وبنيتها التحتية قرب الحدود. ويحذر ابو نقيرة من امكانية انهيار شبكة الكهرباء والطرق ومحطة معالجة المياه كبيت من ورق، مضيفا، "ستصبح محافظة رفح التي يعيش فيها 230 الف شخص غير صالحة للسكن". ويقول المزارع فاروق بريكة (73 عاما) بمرارة "قبل ذلك، كنا نشرب مياه الابار ونستخدمها للطبخ، والان، ليست صالحة حتى للزراعة"، مضيفا أن الأرض غرقت في الأشهر الماضية بالمياه المالحة، وتقلص إنتاج الخيار من ثمانية أطنان إلى ثلاثة.