شبكة قدس الإخبارية

"انتخابات بيرزيت" رسائل سياسية في صناديق الطلبة

٢١٣

 

هيئة التحرير

رام الله- خاص قُدس الإخبارية: للعام الثاني على التوالي، حصدت كتلة الوفاء الإسلامية التابعة لحركة حماس في جامعة بيرزيت فوزها، في انتخابات مجلس الطلبة، متقدمةً على الشبيبة الفتحاوية بفارق 4 مقاعد، مع احتفاظٍ نسبيٍ لباقي الكتل على أصواتها في الانتخابات، وإزاء هذه النتائج يمكن اعتبار الصناديق التي حملت آراء طلبة الجامعة بمثابة ساحةٍ لتبادل الرسائل السياسية بين مختلف الأطراف المشاركة في العملية الديموقراطية.

وفي قراءة نتائج الانتخابات، يرى المحلل السياسي هاني المصري، أن تراجع الشبيبة الفتحاوية في انتخابات بيرزيت يمثل انعكاسًا لنقد الطلبة كشريحةً من شرائح الشعب الفلسطيني للسياسات التي تتبعها القيادة الفلسطينية ممثلةً بالرئيس محمود عباس.

وأرجع المصري، نتائج الانتخابات إلى الإخفاق السياسي والخطاب الموجه للمجتمع الإسرائيلي والاستمرار بالتزامات أوسلو، والعديد من الإجراءات التي تؤكد الحكم الفردي لعباس كالمحكمة الدستورية وقانون الضمان الاجتماعي والتعامل مع المعلمين"، مضيفًا أنها مثلت جميعها عوامل ساهمت في تراجع الشبيبة في هذه الانتخابات.

ويضيف المصري لـ قُدس الاخبارية، أن انتخابات بيرزيت تحمل عدة رسائل منها أن هذه الانتخابات يجب أن تعمم على جامعات الوطن في الضفة وغزة، يردف قائلًا "إن لم نستطع إجراء انتخابات عامّة فنحن نستطيع أن نجري انتخابات الجامعات والبلديات والنقابات لأنها شكل من أشكال مشاركة الشعب وتمكينه من المساءلة والمحاسبة".

من ناحيته، يقول محمد فقهاء ممثل كتلة الوفاء الإسلامية في جامعة بيرزيت لـ قُدس الإخبارية، إن فوز كتلته في الانتخابات يعد التفاتًا من طلبة الجامعة حول خيار المقاومة، وتأكيدٌ بأن فوزها لم يأتِ من صدفة وإنما جاء بعد نجاحها في إدارة مجلس الطلاب خلال العام الماضي وتقديمها مختلف الخدمات للطلاب.

ويعتبر فقهاء أن فوز كتلته في الدورة الجديدة لمجلس الطلبة رسالةٌ بأن كل محاولات إسقاط راية الكتلة الإسلامية باءت بالفشل، مضيفًا "نحن قادرون على تحمل مسؤولياتنا لأننا نتاجٌ مقاوم للشعب الفلسطيني، وطلبة جامعة بيرزيت إذ يعبرون اليوم عن رأي شعبٌ كامل يؤيد خيار المقاومة وانتفاضته الشعبية"

وإذ يبارك ممثل الشبيبة الفتحاوية في جامعة بيرزيت يوسف نور، فوز خصومه في انتخابات اليوم، فإنه يشيد بما أسماه "العرس الديموقراطي"، متمنيًا أن تسود الوحدة الوطنية والأجواء الديموقراطية وأن تغرس ثقافة الكل الوحدوية في المجتمع الفلسطيني.

ويأمل نور في حديثه لـ قدس الإخبارية، أن تحذو جامعات الوطن خاصةً في غزة حذو جامعة بيرزيت، وأن ينعم الطلبة في القطاع بممارسة حقهم الطبيعي في الاقتراع واختيار ممثليهم بحريةٍ كاملة.

وجهٌ آخر من الرسائل التي حملتها الانتخابات، يحملها النائب عن حركة فتح سفيان ابو زايدة والذي كتب على صفحته عبر الفيسبوك مباركاً للكتلة الاسلامية بالفوز، وعزا أبو زايدة الهزيمة بأنها ليست للشبيبة إنما لمن يُصر على أن "يُجلس فتح على خازوق من أخمص القدم حتى جلدة الرأس" حسب قوله، متسائلاً "كم هزيمة متبقية لكي تنتفض فتح على ذاتها".

فيما رأى القيادي بحركة فتح عبد الله كميل بأن نتائج بيرزيت وحدها لا تشكل مقياسًا، بل يجب في نظره اعتماد نتائج الجامعات كافة حيث فازت فتح في بقيتها، "وهذا مؤشر على على شعبية حركة فتح"، على حد قوله.

وبين هذه الرسائل وتلك تبقى صناديق الاقتراع وإن ضاقت حلقتها ساحةً فضفاضةً ليس لتبادل الرسائل السياسية بين الفصائل فحسب، بل من شرائح الشعب المختلفة إلى صنّاع القرار في تلك الفصائل.