شبكة قدس الإخبارية

أزمة إنسانية تهدد مخيم اليرموك المحاصر بالقناصة والقذائف

فارس شين

مخيم اليرموك – خاص قُدس الإخبارية: تصدر مخيم اليرموك مجدداً المشهد في الذكرى الأول لاحتلاله من تنظيم "داعش" مدعوماً بجبهة النصرة، وذلك بعد اندلاع اشتباكات مسلحة بين التنظيمين اللذين وقعت بينهما خلافات شديدة مؤخرا، وقد وصلت هذه الاشتباكات ذروتها أمس السبت.

 واستطاع تنظيم "داعش" السيطرة على عدّة أماكن كانت تحت سيطرة "النصرة"، فيما لازالت الأخيرة تحافظ على مناطق أخرى منها، محور”ساحة الريجة“ في أقصى الشمال الغربي؛ والذي يعد نقط تماس مع قوات النظام السوري والفصائل الفلسطينية الداعمة لها.

كما تسيطر الجبهة على محور قريب من مجمع الخالصة وأجزاء من شارع (الـ15) الواقعيْن في الجنوب الغربي من المخيم، ومربعات في شارعي الجاعونة وصفد الواقعين في منتصف القسم الشرقي من المخيم. وتشهد غالبية المحاور اشتباكات عنيفة يتخللها انفجارات ناتجة في الغالب عن العبوات الناسفة و قذائف الآر بي جي.

نتائج هذه الاشتباكات وكما جرت العادة لم تقتصر على المسلحين المتصارعين، بل امتدت لتطال أيضا سكان المخيم ومنهم الأطفال، خاصة عن طريق القنص برصاص قناصة الجانبين، هذا إضافة لقصف القوات النظامية والفصائل الموالية لها المخيم بقذائف الهاون وبرشاشات من عيار 23، وصواريخ أرض – أرض، وذلك مساء السبت، وفقا لما أكدته مصادر محلية ونشطاء من داخل المخيم.

وكان المعبر الفاصل بين مخيم اليرموك ومنطقة يلدا (شرقي المخيم) والتي لجأ إليها الآلاف من أهالي المخيم السنة الماضية والذي يعتبر المعبر الوحيد إلى منطقة شبه آمنة، قد أُغلق من طرف قوات المعارضة نتيجة تردي الأوضاع في تلك المنطقة، ليعاد فتحه مرة أخرى يوم السبت، دون أن يحاول أحد من المدنيين التوجه إليه خوفاً من استهدافهم برصاص القناصة.

وحسب المصادر، فإن قوات النظام والفصائل الموالية لها تواصل إغلاق جميع مداخل ومخارج المخيم منذ منذ 1028 يوماً، مانعين أهالي المخيم من الخروج أو الدخول، أو إدخال أي بضائع أو مساعدات وكوادر طبية.

وبدأت ملامح أزمة إنسانية جديدة تلوح في الأفق، حيث لم يستطع الأهالي منذ يوم الخميس التزود بالمياه من الآبار الارتوازية التي يعتمدون عليها نتيجة قطع النظام السوري المياه بكافة أنواعها عن المخيم منذ أكثر من 550 يوماً.

كما سجل انخفاض في كميات المواد الغذائية والخضروات المحدودة أصلاً؛ بسبب الحصار المستمر في حين سجلت أسعارها أرقاماً قياسية، بينما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن تمكنه من إخلاء جثّة لفلسطيني كان قد توفي في منزله منذ عدّة الأيام وحالت الاشتباكات دون تمكنهم من الوصل إليه.

هذا وتناشد عائلات وقعت منازلها في مناطق الاشتباكات المسلحة بين التنظيمين؛ التدخل لتأمين الطريق لها من أجل الوصول إلى نقاط توزيع المياه للحصول عليها، بعد انتهاء المياه الصالحة للشرب من منازلهم حتى من الآبار الارتوازية التي كانوا يشترونها عبر الخزانات.

وتؤكد عائلات سرقة "مضخة الماء الغاطس" من حديقة فلسطين التي كانت تديرها لفترة قريبة عناصر تابعة لجبهة النصرة، كما يتحدث الأهالي عن سرقة "مضخة الماء الغاطس" من مدرسة الجرمق البديلة، والتي كانت هيئة فلسطين الخيرية قد ركبته حيث تم تأهيل بئر ماء فيها وتم توقف العمل فيه لسرقة المضخة.

بدوره طالب مدير مركز الإنقاذ الطبي في مخيم اليرموك، بضرورة تحييد المدنيين وفتح الطريق أمام جميع الجرحى دون استثناء. ودعا المنظمات الطبية والإغاثية إلى تحمل مسؤولياتها أمام تزايد عدد الجرحى المدنيين وصعوبة تأمين اللوازم الطبية التي يعاني المركز من فقدانها لإنقاذ حياة المدنيين.

ونددت صفحة "مخيم اليرموك نيوز" على موقع التواصل "فيسبوك" بحالة الصمت من قبل قيادة منظمة التحرير الفلسطينية وباقي الفصائل الفلسطينية، وقالت: "حالة صمت محزية وتنصل ولامبالة إزاء ما يتعرض له اللاجئون الفلسطينيون في مخيم اليرموك خصوصاً وفلسطينيو سوريا عموماً".

يذكر أن تحالفا بين جبهة النصرة وتنظيم "داعش" قد أفضى للهجوم على مقرات كتيبة أكناف بيت المقدس ذات الغالبية الفلسطينية في شهر نيسان الماضي وإنهاء وجودها بشكل كامل في المخيم، لتبدأ الخلافات بين طرفي الهجوم في وقت لاحق تحوّلت في عدّة أحيان إلى اشتباكات تراوحت في حدّتها، قبل أن يقرر "داعش" الأسبوع الماضي إنهاء وجودة "النصرة" داخل المخيم.