شبكة قدس الإخبارية

في ذكرى زواجهما الثانية.. الأسير أديب يشعل فتيل "إضرابه" للقيا آية

إباء أبوطه

فلسطين المحتلة - خاص قدس الإخبارية: "كنت أدندن بأن حبّك سكّر، في معركتي هذه أقول: "حبُّك ملح يعقُّم غربتي، ويفتح إليك كل نوافذ النصر"..

كلما تَجدد حكم الإداري تُجدد حبَّها كما لو أنه إيمان؛ ليوقظ فيها الصبر نحو لقيا تقطعت أوصالها منذ قرابة السنة والنصف، ليعكر الاعتقال الإداري صفو تجديد الوثاق بينهما في ذكرى زواجهما الأولى والثانية، يغيب فيها الزوج أديب، تاركاً فراغاً تطرق فيه الزوجة آية خزان الحب فتقول: 17 شهراً تذيب القلب.

ولد الأسير أديب مفارجة في قرية بيت لقيا قضاء رام الله، واعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 10/12/2014، ويجدد الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله كل ستة شهور، ليصل مجموع ما قضاه مفارجة بالاعتقال الإداري لـ17 شهراً، يخنق فيها أنفاس اللقاء، وتغدو لحظة الإفراج شبحاً بالتمديد، ليطفو الحزن على قلب الزوجة.

وفي حديث لـ قُدس الإخبارية، تقول آية: "تزوجنا في العاشر من نيسان عام 2014، ليعتقله الاحتلال بعد ثمانية أشهر فقط من زواجنا، وليس هناك تهمة يدافع عنها المحامي، كل ما نحتاجه لبصيص أمل، عندما يمدد الاحتلال لزوجي أمرُّ بأسابيع من الاكتئاب، أهيئ نفسي وتغمرني الفرحة، لكن التمديد يقتلني".

وتتابع الزوجة "بلغ مجموع سجنات زوجي أديب الثماني سنوات، ومعظمها كان تحت الاعتقال الإداري، فقد كانت أولى اعتقالاته وهو ابن السبعة عشر ربيعاً، مما دفعه ليتقدم لامتحان الثانوية العامة في السجن، ليخرج بعدها ويلتحق بكلية الحقوق في جامعة بيرزيت".

وتلفت الزوجة قائلة: "إحدى عشرة سنة قضى زوجي في كلية الحوق، حتى اللحظة لم يتخرج!، كلما اقترب موعد الامتحانات النهائية، كان الاحتلال يعتقله، لتبدأ معاناته مع الإداري، وتذهب سنوات عمره هباءً". وتضيف على لسان أهل زوجها: " قليل ما نرى أديب بيننا، نحن لا نعرفه، فقد كان في السجن معظم وقته".

اعتقالٌ عكّر الخطوبة والزواج

"لم أكن أعرف أن هناك ما يسمى بالاعتقال الإداري، لم يخطر في ذهني يوماً أن زوجي سيواجه أسراً وقسوة سجان، كنا نبحث عن حياة طبيعية في بداية حياتنا"، هذا ما عبرت عنه الزوجة آية في معرض حديثها عن لحظات اعتقال أديب، والتي عايشت أولاها في مرحلة الخطوبة عام 2011، حيث قضى الاحتلال عليه بالحكم سنةً ونصف، تستكشف فيها آية نصفها الآخر، ليس كباقي العشاق والمحبين، بل من خلال بعض المكالمات الهاتفية القصيرة، التي لا يتجاوز فيها حديث طمأنة النفوس والدعوة للتصبر والثبات، ليكون الوجه الآخر للحب شامخاً أمام معضلات الأسر، حيث يخرج بعدها أديب ويعلن مراسيم الزواج بعد ثلاثة شهور.

ظنت الزوجة آية بأن هذا الاعتقال سيكون ذيل الأحزان وآخرها، إلا أن صدمةً أخرى اعترتها بعد ثمانية أشهر من الزواج، فلم تتوقع أن تقضي نصف سنة فقط مع زوجها، حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزلهما فجر الليلة المذكورة، واعتقلت أديب، مما ترك حزناً غائراً في فؤادها، لم يزل يجاورها حتى اللحظة.

وتتابع آية حديثها: "كنت حاملاً في شهري الثالث، يوم اعتقال أديب تعرضت لصدمة وحزن شديدين، مما تسبب بإجهاض طفلي".

وحول زيارة زوجها أديب، أشارت إلى حصولها على تصريح زيارة كل ستة أشهر، وفي إحدى مرات الزيارة، احتجزتها قوات الاحتلال في إحدى قاعات سجن النقب لأكثر من 3 ساعات، ليتم إبلاغها فيما بعد بمنعها من لقاء زوجها بدعوى أمنية ومنذ ذلك الحين تمنع أية من لقاء زوجها أديب، لتعيش صدمة الاعتقال من جهة وعدم رؤيتها لزوجها من جهةٍ أخرى؛ لتمضي معظم وقتها في انتظار مكالمة عابرة منه.

معركة الأضراب

حول إضراب الأسير أديب مفارجة، أشارت الزوجة بأن قرار إضراب زوجها جاء رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التي لم تزل تحرمه من تنسم الحرية حتى اللحظة، والتي هي مطلب إنساني عادل في الوقت الذي يُجدد فيه الاحتلال اعتقال زوجها.

ولفتت إلى أن زوجها يخوض إضراباً عن الطعام لليوم السابع على التوالي، على إثره قامت سلطات الاحتلال بنقله من سجن النقب إلى العزل الانفرادي في سجن بئر السبع. وتقول: "نحن لسنا عشاق جوع ولا موت، سنحتمل حتى يفرجها الله علينا، ويخرج أديب ويكون بيننا".

وأشارت الزوجة، بأن آخر تواصل مع زوجها كان قبل أسبوع، حيث معنوياته العالية، ومطالبه الواضحة والصريحة، وإصراره على خوض الإضراب والتحمل مهما كلف الأمر.

وتابعت: "ليس زوجي الوحيد الذي يخوض إضراباً عن الطعام لليوم السابع، بل أيضاً هناك الأسير فؤاد عاصي وأتمنى من وسائل الاعلام أن تساند زوجي وصديقه في إضرابهما، دونها لن تصل قضيتهما لأحد، ولن يسمع صوتهما أي شخص".