نابلس- قُدس الإخبارية: لم يبلغ ابراهيم الخامسة عشر من عمره بعد، لكن كانت أقداره أكبر من سنواته القليلة التي عاشها، وآخرها إصابته برصاص قوات الاحتلال في الكتف ورضوض في يديه، يرقد على اثرها بمشفى "هداسا عين كارم" بالقدس المحتلة.
الثالثة من عصر السبت الماضي (13/شباط)، أقلعت سيارة تقّل ابراهيم ميادمة برفقة عمه بلال ميادمة الذي يعمل في البلاط والأرضيات منذ (13 عامًا) من نابلس إلى القدس المحتلة، بعد اقناع العم بلال لابن أخيه بمرافقته وتدريبه على العمل في المجال ذاته.
فداء حمامي والدة الطفل ابراهيم تقول، "بينما كنت اتصل على الهاتف المحمول للاطمئنان عليه ولا يرد رأيت السيارة والحادث على شاشة التلفاز، لكن الأخبار كانت تتحدث ثلاثة شبان واصابات فلم أكن أستطيع ربط الأمور، إلا أن احساسي بالخوف عليهم كان حقيقيًا وقويًا".
وتضيف لـ قُدس الإخبارية، "حتى عشاء السبت وأنا لا أعلم عنه شيئًا كما لا يستقبل أحد على الجهة الأخرى اتصالاتي، حتى اتصل بي رقم من القدس وقال المتحدث: ابنكم ابراهيم في مستشفى عين كارم وسيدخل غرفة العمليات وأخذنا رقمكم منه لإخباركم، فلا تحاولوا الرجوع لهذا الرقم مرة أخرى"، ليتبين فيما بعد أن الاتصال من المستشفى نفسه.
وتوضح فداء، أنها بقيت تنتظر حتى مساء الأحد دون معرفة تفاصيل الحدث، وحاولت التواصل مع أقاربها في القدس لطمأنتها عليه بالذهاب إلى المستشفى ومعرفة وضعه بالتفصيل، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل، حتى أن احداهن بقيت لساعات وهي تسأل عنه ويمنعها الاحتلال من الوصول إليه.
أخيرًا، جاء صوت ابراهيم عبر سماعة الهاتف، "اه يما أنا الحمد لله طلعت من العمليات مصاب بايدي وكتفي، وايدي التانية فيها جروح كتير"، وشرح لهم تفاصيل ما حدث خلال الحادث وكيف أطلقت شرطة الاحتلال النار صوبهم.
وتنقل أم إبراهيم عن طفلها قوله، "كنا نسير بالسيارة مع السائق المقدسي فلحقتنا سيارة شرطة أو حرس حدود وبقيت تلاحقنا حتى صدمتنا عمدًا، أصيبت يدي بجروح وشعرت بارتجاج من قوة الحادث، ولحظة خروجي من السيارة وجّه أحد الجنود سلاحه تجاهي وأطلق الرصاص نحوي حتى اخترق الرصاص كتفي ونقلتُ إلى هداسا".
وتوضح فداء، أن نجلها "الطيب الحنون" لم ينتظم بدوامه المدرسي لعدم رغبته بالدراسة نظرًا لصعوبات واجهته في التعلم، وقرر العمل مع عمه في البلاط، وعليه وافقت العائلة على ارساله برفقته بعد تطمينات عن التنقل وسهولة الأمر، مبينة، "أن هذه ليست المرة الأولى التي يذهب بها مع عمه للعمل في القدس".
وأشارت إلى أنها لا تعلم تفاصيل وافية عنه بعد، بينما أبلغها المحامي المطلع على ملفه لدى الاحتلال أنه لا توجد اتهامات موجهة ضده، فيما اعتقلت قوات الاحتلال عمه بلال في اليوم التالي للحادث رغم اصابته برضوض.
وتلقت والدة ابراهيم اتصالا من المستشفى مساء الإثنين، أُبلغت خلال أنه أصدر لها تصريحًا لزيارة المستشفى بالقدس غدًا الأربعاء، وهي ممنوعة من السفر سابقًا، لكن الإجراء ضروري للتوقيع على موافقة لاجراء عملية لنجلها تتطلب موافقة ضرورية لعائلته.