شبكة قدس الإخبارية

ذاكرة نورا العصية على التهويد!

سماح دويك

القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: على كل زاوية من المنزل، كان لنورا غيث قصة سعيدة أو حزينة تأخذ حيزا من ذاكرتها العريقة في هذا المكان، هنا ولدت وكبرت وترعرعت وعاشت، ومنه خرجت لبيت الزوجية لتعود إليه وأولادها الخمسة مرة أخرى تخوض معركة إثبات حقها في ملكيتها للمنزل الذي ورثته عن عائلتها.

على بعد 15 مترا فقط من المسجد الأقصى، في عقبة الخالدية داخل أسوار البلدة القديمة في القدس، تملك نورا غيث منزلا يخوض المستوطنون معركة منظمة بهدف الاستيلاء عليه منذ سنوات طويلة، فيما تواصل نورا صمودها متمسكة بحقها في المنزل الذي لا يغيب من ذاكرتها مشهد وداع أمها الأخير فيه، حيث أصرت أن ترتدي هي وأخوتها الأطفال ملابس العيد في ليلة 27/رمضان قبل رحيلها.

تقول نورا لـ قُدس الإخبارية، إن العائلة تعيش منذ عام 2010 حالة انتظار يومية لا جفن يهدأ فيها ولا عين تنام، بعد أن أعلنت العائلة الرباط في المنزل الذي لم يعد من الممكن تركه منذ أن بدأت جمعيات استيطانية محاولاتها للاستيلاء عليه.

وتوضح نورا، أن عام 2010 يعتبر فارقا في هذا الصراع، حيث قرر ما يسمى حارس الأملاك العامة في دولة الاحتلال تحويل العقار من وصايته وتسليمه لجمعية استيطانية لترفع قضية اخلاء استمرت حتى شهر تشرين أول من عام 2014، حيث قررت محكمة الاحتلال العليا إخلاء العائلة خلال 45 يوما وتغريمها 10 آلاف شيكل.

وكانت محاولة الإخلاء الأولى من قبل المستوطنين في شهر كانون أول الماضي، عندما كسر مستوطنون باب المخزن التابع للمنزل، وقد تزامن ذلك مع فرحة نورا بولادة أول حفيدة لها، ليختلط يومها الأمل بالألم والحزن بالفرح.

وتصف نورا الأشهر الأخيرة حتى الآن بأنها أيام مفصلية، تودع فيها كل قصة عاشتها في بيتها، تصورها وتستذكر ما حصل فيها، وتقول، "في كل زاوية وحجر نَفَسُ أمي واخوتي وأولادي وحياتي وطفولتي وصباي".

لكن نورا رغم ذلك مازالت متمسكة ببصيص أمل في سقوط المخطط الإسرائيلي، فتقول، "أملي في الله كبير جداً ومناي أن أبقى في هذا البيت ولا أودعه فهو ما تبقى من رائحة أمي وأخوتي وعائلتي"، مضيفة "ربما كانت هذه تفاصيل صغيرة لكنها محفورة في القلب ولن تنسى، فمن الصعب أن ينتزع البيت مني فهو كالروح في الجسد".

تجدر الإشارة إلى أن قصة نورا ومنزلها لقيت تفاعلا كبيرا على الصعيد الدولي من قبل قنصليات ونشطاء أجانب ومؤسسات حقوقية، مايزيد من ثبات العائلة في منزلها وتمسكها بحقها في عدم إخلائها منه، وهو ما رصدته شبكة قدس الإخبارية في تقرير سابق.