شبكة قدس الإخبارية

سلوان.. يرونها جوهرة التاج ويريدونها بأي ثمن

هيئة التحرير

القدس المحتلة – قُدس الإخبارية: استيقظت عائلة ابو سنينة الفلسطينية في حي سلوان قرب البلدة القديمة في القدس قبل ايام لتجد أنها تعيش مع مستوطنين انتقلوا ليلا الى المبنى الذي تسكنه ورفعوا عليه علم "اسرائيل".

ويمثل استيلاء المستوطنين على مبنى اخر في الحي الفلسطيني الشعبي المكتظ خطوة جديدة في المساعي المستمرة لتهويد سلوان والمنطقة الشرقية من القدس، التي يعتبرها القانون الدولي أرضا محتلة، فيما يدعي المستوطنون أن هذه المناطق حق تاريخي لهم لا يخفون نواياهم بالسيطرة عليه بزعم استعادته.

ويستوطن مئات الاسرائيليين وسط 55 الف فلسطيني في حي سلون الذي يشهد اشتباكات متكررة، ولكنهم لا ينوون التوقف عند هذا الحد، فالمبنى الذي احتلوه وسيعيشون فيه مع عائلة ابو سنينة هو السادس الذي يستولون عليه، حيث يثير وجودهم توترا شديدا في الحي، ولهذا ينتقلون مساء تحت حراسة مشددة.

وهذه المباني كلها قريبة من بعضها وتشكل جيبا يخضع لمراقبة وحراسة مشددة مع طرق معبدة حديثا وحاويات جديدة للنفايات بينما تنعدم الخدمات العامة في الشارع الفلسطيني المقابل.

ويقول رئيس لجنة الدفاع عن حي سلوان فخري ابو دياب، إنه راى المستوطنين يصلون في الثانية بعد منتصف الليل، وبعد خمس دقائق كانوا قد وضعوا أعلاما إسرائيلية على السطح. لكن العمل استمر عدة أيام بعد ذلك، حيث نصب المستوطنون عشرات كاميرات المراقبة على الجدران.

ووفقا لوكالة فرانس برس العالمية، فإن  دانييل لوريا من جمعية عطيرت كوهانيم الاستيطانية التي تسهل استيلاء المستوطنين على العقارات الفلسطينية بالقدس، يقول إنه سيتم استغلال الشقق التي تم شراؤها لاسكان خمس عائلات مستوطنين واعداد مهجع للطلاب الذين يدرسون الدين اليهودي، مضيفا، أن لديه لوائح كاملة بعائلات تنتظر القدوم للعيش في القدس.

ويصف لوريا بلدة سلوان بـ "جوهرة التاج"، مشيرا إلى أنها لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن الحي اليهودي وحائط البراق والمسجد الأقصى، كما يوجد فيها موقع أثري يطلق عليه اليهود "مدينة داود"، ويزعمون أنه المكان الذي أسس فيه الملك داود عاصمته.

وتضيف فرانس برس في تقريرها، "يقول لوريا بلكنة استرالية ثقيلة: لا ارغب في ان اعطي وطني لشعب لم يكن موجودا من قبل (..) هناك بلدان عربية كثيرة يمكنهم الذهاب للعيش فيها".

وللاستيلاء على املاك الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة تلجأ المنظمات الاستيطانية اما الى قانون املاك الغائبين او الى سماسرة.

وبموجب قانون املاك الغائبين الذي اقرته اسرائيل عام 1950، صادر الاحتلال املاك الفلسطينيين والعرب الذين كانوا غائبين في 1/أيلول/1948 عن الاراضي الواقعة تحت سيادة "دولة اسرائيل" الناشئة حديثا.

وفي حالة المبنى الذي تم احتلاله قبل ايام، قررت محكمة اسرائيلية اعادته الى مالكيه القدامى وهم يهود من اليمن عاشوا فيه في عام 1880.

اما جواد ابو سنينة الذي يستأجر شقة في المبنى منذ سبع سنوات فقد منح مهلة حتى نهاية العام لايجاد مسكن جديد لزوجته واطفاله التسعة، فيما قطع المستوطنون الماء عن شقته عند انتقالهم للمبنى.