أكد مختصان في الشأن الفلسطيني أن حسابات الفصائل الفلسطينية الخاصة، تحول دون تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني التواق إلى التواصل والترابط؛ وهو ما حققته الرياضة التي تخوض معركة مع الاحتلال الإسرائيلي، لم يتم إنجازها سياسيا حتى اللحظة.
رسالة محرجة
أوضح المحلل السياسي طلال عوكل، أن "الترحيب الشديد" الذي عبرت عنه الجماهير الفلسطينية خلال اللقاء الرياضي الخميس الماضي، والذي جمع بين فريقي "اتحاد الشجاعية" بطل كأس فلسطين لأندية محافظات قطاع غزة، و"أهلي الخليل" بطل كأس فلسطين لأندية محافظات الضفة المحتلة، "يعكس مدى شوق المجتمع الفلسطيني للوحدة".
وقال لـ"عربي21": "من المفترض أن تكون هذه المناسبة الرياضية؛ رسالة محرجة للقيادات السياسية الفلسطينية"، مستبعدا أن "تكون قد وضعت في إطار الحسابات والدراسات الإيجابية بالنسبة لتك القيادات".
وأردف: "رسالة هذه المناسبة الرياضية لن تصل، وإن وصلت فهم غير مهتمين بها"، مرجعا ذلك إلى كون "المسؤولين السياسيين مرتهنين لأجندات وحسابات فصائلية خاصة بهم".
وأكد عوكل، أن القيادات السياسية الفلسطينية، "تدرك أن الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده متمسك بالوحدة ومشتاق إلى استكمالها، لكنهم يسمعون فقط أصوات أنفسهم"، موضحا أن هناك "تهميش للمجتمع والمواطن الفلسطيني عند حركتي فتح وحماس"، كما قال.
وأضاف: "على ما يبدو أن الاهتمام بالناس هو آخر ما يهم السياسيين"، مؤكدا أن جزءا مما "يحدث من أزمات في غزة والضفة الغربية المحتلة؛ يعود إلى تلاعب السياسيين بالمجتمع الفلسطيني".
نخوض معركة
وفي سياق متصل، يرى المحلل السياسي، أن "ميدان الرياضة يمثل ساحة صراع مع الاحتلال"، منوها أن صراعنا مع الاحتلال "شامل؛ والرياضة ركن أساسي منه".
وقال: "نحن نخوض معركة مع الاحتلال على جبهة الرياضة". وتابع: "الرياضة الفلسطينية وصلت للدولية من خلال انضمامها لمنظمة الفيفا، وهذا يشكل ضغطا على الاحتلال الإسرائيلي كي يسمح بانتقال الفرق الرياضية ما بين الضفة المحتلة وقطاع غزة"، حيث وافق الاحتلال على دخول فريق أهلي الخليل بطل كأس فلسطين في الضفة الغربية المحتلة إلى غزة.
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، أن هذا الحدث الرياضي "يشكل رسالة للسياسيين الفلسطينيين؛ لأنه جسد حقيقة الشعب الفلسطيني التواق إلى التواصل والترابط"، محملا الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية المباشرة عن قطع أوصال المجتمع الفلسطيني بين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر".
وأكد لـ"عربي21" أن هذا "اللقاء الوطني والذي جاء بعد عناء كبير وطول انتظار، شكل تلاقيا وجدانيا للشعب الفلسطيني الممزق، بين سياستين مختلفتين في الضفة وغزة"، متوقعا أن يبقى السياسيون "مختلفين في الوقت الذي يمثل هذا اللقاء عمقا وطنيا وحدويا".
حالة التشرذم
وأضاف: "من المفترض أن يبعث هذا اللقاء في القيادات الفلسطينية السياسية أهمية الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني، دون تمزيقه أو الالتفاف للأغراض التنظيمية الخاصة"، بحسب قوله.
وهذا اللقاء الذي نجح في جمع الفلسطينيين، لا شك أنه يمثل استفزازا للسياسيين الفلسطينيين، بحسب الكاتب، الذي أكد أن "الشرخ القائم بين منهجين سياسيين مختلفين؛ كل منهما يرى في نفسه أنه هو الخيار الوحيد في الساحة، سيحول دون هذا التلاقي الوحدوي".
وبين أبو شمالة أن "هذا اللقاء الرياضي بمضمونه هو رسالة إلى الشعب الفلسطيني أولا بمفهومه الوحدوي والوطني"، معربا عن أمله أن "يشكل حافزا لبقية التنظيمات الفلسطينية كي تتحرك في هذه الفرحة الفلسطينية، التي تحققت بلقاء رياضي، فلتتحقق بلقاء سياسي فلسطيني ينهي حالة التشرذم، التي انعكست سلبا على مجمل القضية الفلسطينية".
وبين أبو شمالة أن "هذا اللقاء الرياضي بمضمونه هو رسالة أيضا إلى الشعب الفلسطيني أولا بمفهومه الوحدوي والوطني"، معربا عن أمله في أن "يشكل حافزا لبقية التنظيمات الفلسطينية (غير فتح وحماس) كي تتحرك لتحقق الفرحة الفلسطينية بلقاء سياسي ينهي حالة التشرذم، كما تحققت الوحدة بهذا اللقاء الرياضي.
إعداد: أحمد صقر