شبكة قدس الإخبارية

العنف والكراهية في "إسرائيل" غالبان

هيئة التحرير

الضفة – ترجمة قُدس الإخبارية: فور إعلان نبأ استشهاد الرضيع علي دوابشة حرقًا، وإصابة والديه وشقيقيه بحروق خطيرة، بعد أن أحرق مستوطنون منزلهم الجمعة الماضية وكتبوا شعارات عدائية، سارع كبار المسؤولين في "إسرائيل" إلى الزعم بتأثرهم من الجريمة ورفضهم لها، محاولين التهرب من مسؤوليتهم عن هذه الجرائم.

رفض الجريمة وانتقاد جرائم المستوطنين في الضفة والقدس، وإن كانت ظاهرية فقط، إلا أنها وجدت غضبًا عارمًا لدى المستوطنين الذين ردوا بانتقاد هؤلاء المسؤولين والاعتداء على ممتلكاتهم أيضًا، وفقًا لما نقل موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، اليوم الإثنين.

وتظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس "وتل أبيب" ضد جرائم المستوطنين، وألقوا اللوم على الحكومة بسبب فشلها في كبح جماهر من قالوا إنهم "المتطرفين من المستوطنين في المجتمع الإسرائيلي"، كما ذهبوا إلى حد اتهام الحكومة بتشجيع سلوكهم.

رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قال إن هذا عمل مستهجن ومروع، وادعى بأنه مصدوم منه، فيما رد نظيره الفلسطيني رامي الحمدلله قائلاً، "لا نقبل إدانة نتنياهو، فالمسؤولية تقع على عاتق حكومته والمستوطنين فيها".

ويقول الموقع البريطاني، إن رئيس دولة الاحتلال من جانبه وقف في "ساحة صهيون" في القدس، وأقر بأن الأدانات ليست كافية لمنع وقوع هجمات مماثلة في المستقبل، وأضاف، "نحن بحاجة إلى أن نسأل ما هو نوع من الجو العام الذي يسمح لهذه العناصر الفاسدة لتنمو وتزدهر هنا".

وتابع ريفلين مزاعم حزنه على حسابه الشخصي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكتب باللغتين العربية والعبرية إنه يشعر بالعار أكثر مما يشعر بالألم، بسبب مقتل الطفل الصغير، وبسبب اختيار شعبه لطريق الإرهاب وفقدان إنسانيتهم، وفق تعبيره.

وأوضح "ميدل ايست آي"، أن أكثر من ألفي رد على هذا المنشور كانت سلبية وتضمنت إساءات وشتائم لريفلين واتهامات بالخيانة، وتهديدات بأن تكون نهايته أسوأ من نهاية رئيس الوزراء السابق أرئيل شارون.

ويبين الموقع، أن دافيد تسور رئيس بلدية "كريات يام" شمال حيفا، أدان من جانبه جريمة حرق الطفل دوابشة وعائلته، فكان نصيبه إحراق سيارته ليلة السبت الماضي، ما سبب أضرار جسيمة فيها دون إصابات في الأرواح، وقد نصحت الشرطة البلدية بتوفير حارس شخصي لرئيس البلدية.

وفي وقت مبكر من صباح أمس الأحد، تعرض عماد أبو شرخ (56 عامًا) وهو فلسطيني من أراضي 48، إلى الضرب المبرح من قبل ثلاثة إسرائيليين عند مدخل منزله في اللد، وقد اشتكى أبو شرخ للشرطة مؤكدًا أنه ليس على خلاف مع أحد، وأنه تعرض للهجوم لكونه فلسطينيًا.

ويشير الموقع، إلى أن الاعتداءات الأخيرة دفعت الجمهور الإسرائيلي وتحديدًا الصحفيين والمنظمات الحقوقية إلى الحديث عن "ثقافة الإفلات من العقاب" في "إسرائيل"، فمنظمة "بتسيلم" أكدت أن الهجوم على منزل عائلة دوابشة هو الثامن من نوعه منذ عام 2012.

واعتبرت المنظمة أن ذلك يرجع لسياسة سلطات الاحتلال تجنب تطبيق القانون على الإسرائيليين الذين يضرون بالفلسطينيين وممتلكاتهم، مؤكدة، أن هذه السياسة تخلق الإفلات من العقاب على جرائم الكراهية، وتشجع المعتدين على الاستمرار.

وأبرزت الصحفية سوزان أبو الهوى جانبًا من جرائم المستوطنين، حيث تقدر هذه الجرائم بجريمة واحدة يوميًا، كما نفذ المستوطنون 399 اعتداءً في عام 2014 وحده، وقتل الجنود الإسرائيليون وعنف المستوطنين 1895 طفلاً فلسطينيًا منذ عام 2000 حتى الآن.

ويشير تقرير الموقع البريطاني، إلى تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم، حول تنفيذ قتلة الرضيع علي لعمليات أخرى ضد مساكن ودور عبادة، مبينة، أن هذه المجموعة تهدف لإنهاء الدولة الإسرائيلية وإقامة دولة على أساس الشريعة اليهودية.

ويعتقد "الشاباك"، أن مئير ايتنغر حفيد الحاخام الميت مئير كاهانا هو زعيم هذه المجموعة، لكن الأخير نفى علاقته بالأمر واعتبرها أكاذيب من "الشاباك"، حيث أن لديه أمر تقييدي يمنعه من التواجد في القدس والضفة.

يشار إلى أن جهات حقوقية وأعلامية إسرائيلية كشفت في تقارير منفصلة نشرتها، أمس الأحد عن تهاون جهاز الشرطة في التحقيق بجرائم المستوطنين، وتهاون الجهاز القضائي في التعامل معهم، وكذلك تستر وزارة المالية على جمعيات تمولهم.