الضفة – خاص قُدس الإخبارية: تزامنًا مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، انقطع التيار الكهربائي في مناطق مختلفة بالضفة، اليوم الأحد، ليزيد من معاناة السكان ويلحق أضرارًا جسيمة بعدد كبير منهم.
وترجع الخسائر من جانب إلى درجة الحرارة العالية، التي سببت حرائق في بعض المناطق، بالإضافة لنفوق طيور في مناطق أخرى، ففي نابلس قال المزارع فتحي ادكيدك لـ قُدس، إن درجة الحرارة وصلت في مزرعته الواقعة في منطقة معزولة إلى 42 درجة مئوية.
وأضاف، بأن المزرعة التي يربي فيها دجاجًا بياضًا مزودة بنظام تبريد خاص بالماء، لكن الطيور الموجودة فيها لم تحتمل الحرارة العالية، ما أدى لنفوق 870 دجاجة بياضة.
من جانب آخر، سبب انقطاع التيار الكهربائي وعودته بشكل مفاجئ وتكرر ذلك عدة مرات، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالأدوات الكهربائية على وجه التحديد، وهو ما دفع بعض السكان إلى التوجه لبلدية طولكم محتجين على ما حدث.
وأفاد مراسلنا، بأن حالة من الغضب سادت مدينة طولكرم بسبب الخسائر الكبيرة التي سببها تراوح التيار الكهربائي بين الانقطاع والعمل، مبينًا، أن توجه السكان إلى البلدية والتهجم عليها بسبب هذه الخسائر، دفع الشرطة الفلسطينية إلى تكليف دورية بالتواجد أمام مقر البلدية.
وأوضح مراسلنا، أن الانقطاع تركز في المدينة وأحيائها، حيث لم تتضرر القرى بنفس الحجم الذي تضررت فيه المدينة، مضيفًا، أن الكهرباء انقطعت على بعض الأحياء لعدة ساعات، وعند عودتها إلى حي معين تنقطع عن حي آخر.
وأرجعت بلدية طولكرم هذا الانقطاع إلى عطل فني في الخطوط الإسرائيلية داخل الأراضي المحتلة، وإلى زيادة الأحمال أيضًا، ما دفعها لتنظيم جدول لعمل الكهرباء، إلا أن ذلك وجد احتجاجات من الأهالي الذين أكدوا أن بعض المناطق لم تكن ضد برنامج القطع، إلا أن التيار الكهربائي انقطع عنها، معبرين عن خوفهم من وضعها على جدول القطع لاحقًا.
زيادة الأحمال
وإن كانت طولكرم المدينة الأكثر تسجيلاً لشكاوى حول خسائر سببها التيار الكهربائي، فإنها على كل حال ليست المدينة الوحيدة التي عانت من انقطاع التيار الكهربائي لساعات، فالوضع لم يكن أفضل حالاً في رام الله حيث تعمل شركة كهرباء القدس، ونابلس وجنين حيث تعمل شركة كهرباء الشمال، وقلقيلية حيث تدير البلدية الكهرباء القادمة من الشركة القطرية الإسرائيلية مباشرة.
وبحسب عبد الحافظ عبدالحافظ مسؤول العلاقات العامة ببلدية قلقيلية، فإن انقطاع التيار الكهربائي يرجع إلى زيادة الحمل في المدينة بسبب الطلب الكبير على الطاقة الكهربائية، مبينًا، أن الانقطاع يحدث من الجانب الإسرائيلي فور بلوغ الاستهلاك إلى الحمل المحدد وهو 13 ميغاواط.
وأكد عبدالحافظ لـ قُدس الإخبارية، أن هذا الحمل المحدد مناسب للمدينة شريطة عدم تشغيل مختلف الأدوات الكهربائية في وقت واحد، مبينًا، أن البلدية طالبت مرارًا الجانب الإسرائيلي برفع الأحمال، إلا أنها ادعت بأن المحولات التي توزع الكهرباء تحتاج لرفع قدرة، وهذا يتطلب وقتًا لتحقيقه.
ودعت بلدية قلقيلية السكان إلى ترشيد استهلاك الطاقة والمصانع إلى استخدام الطاقة البديلة، خاصة في الفترات التي تتراوح بين 7-9 صباحًا، و11-3 ظهرًا.
وتشكل الأحمال أيضًا سبب انقطاع الكهرباء في شمال الضفة، وفقًا لمدير شركة مكهرباء الشمال المهندس يوسف القرم، الذي بين لـ قُدس الإخبارية، أن مازاد الطين بلة اليوم هو وجود أعمال صيانة من الجانب الإسرائيلي على الخط الذي يزود المنطقة الشرقية بالكهرباء – خط حوارة-.
وبين القرم، أن الشركة وضعت برنامجًا لفصل الكهرباء مدة ساعة واحدة عن مجموعة من الأحياء في المدينة، ثم عودتها إلى هذه الأحياء وانقطاعها عن مجموعة قرى المنطقة الشرقية، ثم عودتها إليها وانقطاعها عن قرى المنطقة الغربية.
وأوضح، أن هذا البرنامج تم وضعه لتحقيق العدالة في توفر الكهرباء بين مختلف المناطق، بعد أن وصلت درجة الاستهلاك إلى الحمل الذي تقدمه الشركة الإسرائيلية، ما ينذر بقطع التيار من الجانب الإسرائيلي، وهذا يعني أن يصبح التحكم بعودتها وانقطاعها مرهونًا بقرار الجانب الإسرائيلي، وهي المرحلة التي تحاول الشركة عدم الوصول إليها، كما قال.
وأشار القرم، إلى ضرورة ترشيد استهلاك الكهرباء في المنازل والشركات، وعدم تشغيل مختلف الأجهزة الكهربائية في وقت واحد للتخفيف من هذه الأزمة، مبينًا، أن المكيفات هي أكثر ما يؤدي لاستهلاك الكهرباء في هذه الفترات.
تجدر الإشارة إلى أن جهات مختصة في الأرصاد الجوية أكدت بأن هذه الموجة من الحر لم تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ سنوات طويلة، حيث تصل الموجة إلى ذروتها اليوم الأحد وتبدأ بالانحسار غدًا الإثنين حتى الأربعاء المقبل.