شبكة قدس الإخبارية

"يديعوت": "إسرائيل" تاريخيًا ترفض صفقات التبادل وتنفذها

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة – ترجمة قُدس الإخبارية: استعرض موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، اليوم السبت، صفقات تبادل الأسرى التي أبرمتها "إسرائيل" مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية على مدى عقود مضت، متسائلاً ما إذا كانت "إسرائيل" ستلتزم بموقفها الرافض حتى الآن الإفراج عن أسرى لاستعادة جنودها المأسورين في غزة.

ويقول الموقع، إن التاريخ يخالف تصريحات "إسرائيل" الرسمية في هذا الإطار، حيث أفرجت "إسرائيل" عن 7500 أسير فلسطيني وعربي في صفقات مع الفلسطينيين وحزب الله مقابل استعادة 14 جنديًا على قيد الحياة وست جثث.

ويتسابق المسؤولون الإسرائيليون إلى التأكيد أن "إسرائيل" لن تعقد صفقات تبادل مع حماس لاستعادة جنودها الذين أسرتهم الحركة، وقد كان آخر هذه التصريحات لوزير الجيش موشيه يعلون بخصوص الجندي الأثيوبي وشخص بدوي يحمل الجنسية الإسرائيلية.

ويضيف موقع "يديعوت"، أن شيئًا واحدًا اختلف الآن عن السابق وهو القانون الذي أقره الكنيست وينص على منع إطلاق سراح أي سجين أدين بتهمة القتل العمد في سياق صفقات سياسية، وأن لا تبحث لجنة إطلاق سراح الأسرى الأمنيين والجنائيين قبل مرور 15 عامًا منذ بداية تنفيذ عقوبة الأسير، وأن لا توصي هذه اللجنة بتخفيض عقوبته بما يقل عن 40 عامًا.

واستعرضت "يديعوت" على موقعها، صفقات نفذت بين المقاومة والاحتلال محاولاً الإجابة عن تساؤله من خلال التاريخ، وكان أول هذه الصفقات صفقة الجبهة الشعبية بقيادة أحمد جبريل التي أبرمت بتاريخ 21/أيار/1985، بعد مفاوضات طويلة في "جنيف" أعقبت إخفاء الجبهة للأسرى الثلاث لفترة طويلة، وقد أدت المفاوضات في النهاية لإطلاق سراح ثلاثة جنود إسرائيليين مقابل تحرير 1150 أسيرًا.

وكان من بين السجناء المفرج عنهم، القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب، والشهيد أحمد ياسين، بالإضافة لمقاتلين شهيرين هما محمد الشوبكي الذي نفذ عملية في بيت جبرين عام 1979 أدت لمقتل هداسا وأوريل باراك، وأحمد الأبرص الذي نفذ في العام ذاته عملية في نهاريا أدت لمقتل شرطي وعدة مستوطنين.

الصفقة الثانية التي تناولها موقع "يديعوت" كانت بعد 18 عامًا من صفقة الجبهة الشعبية، وقد أبرمها الاحتلال مع حزب الله اللبناني، حيث اختطف الحزب في شهر تشرين أول من عام 2000 ثلاثة جنود إثر عملية نفذها في مزارع شبعا، وأعلن بعد أسبوع من ذلك رئيس الحزب حسن نصر الله أسر الجنرال احتياط ألحنان تننباوم.

ويبين الموقع، أن جيش الاحتلال أعلن بعد عام من العملية أن الجنود الثلاثة قتلوا خلال العملية، وفي العام 2004 أثمرت المفاوضات الطويلة عن إطلاق سراح تننباوم والجثامين الثلاث، مقابل إعادة جثامين 60 شهيدًا لبنانيًا وتحرير أربعة أسرى لبنانيين بالإضافة لـ 401 أسيرًا فلسطينيًا، كان منهم الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني.

بعد هذه الصفقة بعامين فقط، نفذ حزب الله عملية جديدة أدت لأسر جنديين، وقد أعلن رئيس وزراء الاحتلال إيهود أولمرت إثر ذلك عزمه على استعادة الجنديين عبر الحرب ودون إبرام صفقة تبادل، لتندلع حرب بين جيش الاحتلال وحزب الله عرفت باسم حرب لبنان الثانية.

لكن وبعد عامين من العملية وتحديدًا بتاريخ 16/تموز/2008 رضخ الاحتلال وأبرم صفقة جديدة تضمنت تحرير خمسة أسرى بينهم الأسير المحكوم بالسجن المؤبد سمير القنطار، بالإضافة، لجثامين 190 شهيدًا لبنانيًا وفلسطينيًا بينهم جثمان الشهيدة دلال المغربي.

كما تناول الموقع صفقة "وفاء الأحرار" التي تمت عام 2011، بعد خمس سنوات من أسر المقاومة الفلسطينية للجندي جلعاد شاليط، وقد نصت الصفقة على تحرير 1027 أسيرًا فلسطينيًا من الضفة وعزة والقدس وأراضي 48، بينهم فلسطينيون متهمون بعمليات قتل، وقد كانت هذه أول صفقة تبادل تحرر أسرى من الداخل والقدس.

وأشار الموقع إلى أن معارضين للصفقة أعربوا عن تخوفهم من أن يعود بعض محرريها إلى تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، مضيفًا، أن هذا التخوف تحقق بالفعل عندما قتل المحرر زياد عوض قائد الشرطة باروخ مزراحي.

تجدر الإشارة إلى أن الموقع تجاهل عدة صفقات تبادل أسرى أجبر الاحتلال على توقيعها مع المقاومة الفلسطينية، وأبرزها الصفقة التي أدت لإطلاق سراح 4700 أسير فلسطيني مقابل ستة جنود كانت المقاومة قد أسرتهم في عملية نفذتها بجبال الشوف اللبنانية عام 1983.