شبكة قدس الإخبارية

ألعاب فلسطينية منزلية.. العودة إلى الجذور

هيئة التحرير

فلسطين المحتلة-قدس الإخبارية: معظم العائلات الفلسطينية نقلت معها تراث الفلسطينيين وعاداتهم وتقاليدهم، وجاؤوا بها إلى حيث نزحوا، إلى ما بات لاحقاً مخيمات اللجوء في الشتات، وإلى الأماكن الأخرى التي نزحوا إليها في بلاد الله الواسعة.

للحفاظ على الهوية الفلسطينية كان لا بدّ من أن ينتقل التراث من جيل إلى جيل. لأنّ الفلسطينيين يعتبرونها أمانة استلموها من الأجداد، ليسلّموها إلى الجيل الجديد. ولأن الأطفال هم من سيحملون هذه الأمانة، فقد قامت سيّدات فلسطينيات بصنع دمى ترتدي الزيّ الفلسطيني. هنّ اجتمعن في مركز "هَنا" داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، في مدينة صيدا.

تقول المشرفة على مركز "هَنا"، نوال محمود، في حديث لـ"العربي الجديد" إنّ الفكرة كانت في محاولة العودة إلى الجذور من خلال الدمى: "لأنّ أهلنا في فلسطين كانوا يخيطون الألعاب لأطفالهم، وكانت كل أم تخيط لعبة لابنتها في بيتها، من القماش الخام، وأحياناً من الملابس القديمة العائدة للطفلة نفسها. وبعد تجهيزها ترسم العينين على الوجه وترسم الفم لتظهر ملامحه جيداً، ثمّ من خيوط الصوف تصنع شعر اللعبة. وهذه كانت اللعبة المتعارف عليها قبل النكبة لأطفال فلسطين".

تضيف نوال أنّها تعتبر اللعبة "صحيّة من ناحية أنه لا يدخل في صناعتها أيّ مواد كيميائية. وتستطيع الطفلة، أو الطفل، اللعب بها من دون أيّ خوف. ويمكن غسلها بالماء كونها من القماش. وهذا أمر مهم بالنسبة إلينا". وتلفت إلى أنّ صناعة اللعبة في البيت تصنع رابطاً قوياً بين الطفلة وأمها، لأنّ الطفلة تقوم بمساعدة والدتها في ذلك، وتشاركها صناعة لعبتها بنفسها، وأحياناً تختار لونها المفضل، ما يعزز التواصل بينهما.

وأكملت: "صناعة الدمى في البيوت تساعد النساء الفلسطينيات على العمل، خصوصاً في ظلّ عدم توافر فرص عمل أو في ظلّ ظروف اجتماعية تمنع المرأة من الخروج إلى سوق العمل، فنقوم بتدريبهنّ على الخياطة والتطريز لصناعة الدمى، وهنا نحقق هدفين: التعريف بالتراث الفلسطيني، إضافة إلى تمكين المرأة الفلسطينية لمساعدتها في إيجاد عمل يناسبها، وبعدها نقوم بتسويق الدمى لتأمين تمويل المشاريع التدريبية للنساء".

ولأنّ اللعبة هي عودة إلى التراث وعودة إلى الأرض كان لا بدّ أن ترجع نوال بالذاكرة إلى الزيّ التقليدي لأهل فلسطين: "جسّدناه بالدمى التي أردناها أن ترتدي اللباس التراثي الفلسطيني من حطّة وعقال وشروال، وفساتين مطرزة بالقطبة الفلسطينية. كي يتعرّف الأطفال على تراث الأجداد وكي تترسخ في عقولهم منذ الطفولة لتكبر معهم. لأنها أمانة ورثناها نحن عن أهلنا وعلينا أن نورثها إلى أطفالنا لينتقل هذا التراث من جيل إلى الجيل".

وتختم نوال: "الطفل سيسأل بالطبع: لماذا هذه الدمية ترتدي هذا اللباس؟ وعندها سيعرف الطفل أنّ هذا اللباس هو لباس أهل فلسطين، وسيتحقّق شعارنا: "كي لا ننسى تاريخنا وتراثنا من خلال الدمى". لأنّ الأطفال هم الطريقة الأقوى لنقل رسالة التراث.

العربي الجديد