الضفة – خاص قُدس الإخبارية: بجهود شخصية وإمكانيات متواضعة، جاء مسلسل "الأغراب" الدرامي مكونًا من 30 حلقة ليجسد حكايات فلسطينية يومية بطابع درامي يحمل حلم دراما فلسطينية حقيقية يمكن نقلها إلى المشاهد العربي أيضًا.
الاستيطان، التهويد، مصادرة الأراضي، الاعتقال، المقاطعة، عناوين سيطرت خلال السنوات الماضية على يوميات الفلسطينيين، ومنها استقى الكاتب والمخرج بشار النجار حكاية مسلسلة التي اختار لها أن تكون في قرية "صبرا" التي لم يحدد لأي المدن الفلسطينية تتبع، تاركًا للمشاهد الفلسطيني تحديد مكانها، لتشابه الحكايات في القرى بمختلف محافظات الضفة.
واحد وأربعون ممثلاً بالإضافة لـ 200 "كومبارس" جسدوا شخصيات العمل الذي استغرقت كتابته ستة أشهر، وأخرجه النجار بالتعاون مع الفنان والمخرج الأردني خليل شحادة، الذي سبق له المشاركة كمخرج منسق في أعمال أردنية وعربية طوال 30 عامًا مضت عاشها شحادة في كنف الدراما الأردنية والعربية.
ويقول بشار النجار الذي سبق له أن أخرج مسلسلي "لا تصدقوا خلف حتى لوحلف"، و"حارة محتارة"، وهما بطابع كوميدي، إن تجربته في مسلسل "الأغراب" حملت جديدًا هذه المرة بمحاولة إيجاد دراما حقيقية تحمل قدرًا كبيرًا من المتعة والتشويق وتبتعد عن السخرية والكوميديا الغالبة على الأعمال الفلسطينية طوال السنوات الماضية.
ويوضح النجار لـ قُدس الإخبارية، أن العمل تم تصويره بكاميرا "فايف دي مارك ثري" واحدة، واستخدمت فيه تقنيات "شاريو" و"كرين"، مبينًا، أن الجديد في هذا العمل هو الحاجة لتصوير كثير من المشاهد أكثر من مرة بهدف عرضه من مختلف الزوايا، وهذا مالم يحدث كثيرًا في الدراما الفلسطينية سابقًا.
وأضاف، أن هذا الأسلوب في التصوير زاد من صعوبة عمليات المونتاج الفني، وجعلها تستغرق المزيد من الوقت في القطع والتركيب للخروج بأعلى مستوى من الحرفية وبجودة عالية، حيث مازالت عمليات المونتاج مستمرة حتى الآن.
ويبين النجار، أن تصوير العمل تم بين قلقيلية ونابلس وقد تركز التمثيل في قرية "حجة"، لكن التنقل بين المنطقتين اللتين يتغلغل فيهما الاستيطان ومعسكرات جيش الاحتلال جعل مهمة التصوير صعبة، واحتاج لتواجد قوات من الشرطة الخاصة والأمن الوطني لحماية مواقع التمثيل وتنظيم العمل.
وتخلل العمل مشاهد إطلاق نار ومواجهات وتخريب أراضٍ وسلبها، بالإضافة لمشاهد استخدم فيها جيبات شبيهة بالدوريات العسكرية التي يستخدمها جيش الاحتلال، وبدلات جنود وأزياء مستوطنين، ما استدعى وفقًا للنجار، بناء 18 موقعًا تمثيليًا "لوكيشن" في القرية الافتراضية "صبرا"، وترميم محلات تجارية مثل ملحمة وسوبر ماركت ومحل للخضار وغيرها.
كما استعانت طواقم العمل بالشرطة الخاصة والأمن الوطني، للحصول على أسلحة نارية حقيقية يمكن استخدامها في العمل ليبدو أكثر إقناعًا بالنسبة لمشاهد حفظ مختلف أنواع الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال، كما قدمت الشرطة الفلسطينية سجن "الجنيد" لتمثيل عدد من المشاهد بداخله، باعتبارها مشاهد داخل سجون الاحتلال.
وتستغرق مدة الحلقة الواحدة 30 دقيقية تلفزيونية، وقد كانت هذه أهم الملاحظات التي أبداها متابعو العمل عليه، وهو ما يرى فيه النجار مؤشرًا إيجابيًا يؤكد وجود جانب من التشويق والإثارة في العمل، التي تدفع المشاهدين لطلب أن تكون الحلقات أطول.
ومن المنتظر أن يحمل "الأغراب" نقلة نوعية للدراما الفلسطينية، بعد الاتفاق على عرضه بعد رمضان عبر ثلاث فضائيات عربية هي فيما يجري الترتيب لعرضه على فضائيتين ثانيتين، ما يعني أن المشاهد العربي سيطلع لأول مرة على الواقع الفلسطيني برواية أصحابه، بعد أن ظل طوال عقود يشاهده من وجهة نظر صناع الدراما العربية الذين لم يعايشوا الأحداث التي جسدوها.
تجدر الإشارة إلى أن العمل يعرض حاليًا على ثلاث فضائيات هي اليرموك وذلك عند الساعة الثامنة مساءً، وعلى فضائية القدس عند الثامنة والنصف، وعلى فضائية عودة عند الساعة العاشرة مساءً.
[embed]https://www.youtube.com/watch?v=xkNXy3IJnRs[/embed]