غزة – قُدس الإخبارية: أعلنت لجنة الأمم المتحدة المستقلة للتحقيق في العدوان على غزة، اليوم الإثنين، أنها تمكنت من جمع أدلة ذات مصداقية تشير إلى ارتكاب دولة الاحتلال جرائم حرب محتملة، كما اتهمت فصائل المقاومة الفلسطينية بذلك.
ومن المنتظر أن تنشر اللجنة تقريرها المرتقب كاملاً مساء اليوم، لكن رئيسة اللجنة القاضية ماري ماكغوان قالت في مؤتمر صحفي، إن إن مدى الدمار والمعاناة الإنسانية في قطاع غزة غير مسبوقين وسيؤثران على الأجيال القادمة"، مضيفة، "هناك أيضا خوف مستمر في إسرائيل بين المجتمعات التي تتعرض لتهديد منتظم".
وأطلقت قوات الاحتلال حوالي 50 ألف قذيفة دبابة ومدفعية، كما نفذت أكثر من 6 آلاف غارة جوية، ما أدى لاستشهاد 1462 مدنيًا فلسطينيًا، مقابل، إطلاق المقاومة 4881 صاروخاً و 1753 قذيفة هاون باتجاه الأراضي المحتلة، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 1600 على الأقل، وفقًا لتقرير اللجنة.
وبين التقرير، أن ثلث من استشهدوا في القصف الإسرائيلي كانوا من الأطفال، فيما فقد آخرون عددًا كبيرًا من عائلاتهم، مشيرًا إلى شاب من عائلة النجار قال للباحثين، "استيقظت في المستشفى و علمت في وقت لاحق أن أختي و أمي و أطفالي كلهم ماتوا" و أضاف: "كلنا متنا في ذلك اليوم حتى من بقوا على قيد الحياة."
وعبرت لجنة التحقيق عن قلقها من استخدام "إسرائيل" لأسلحة على نطاق واسع تقتل وتصيب في منطقة كبيرة، مدعية، أن هذه الأسلحة غير محرمة دوليًا لكنها تؤدي عند إطلاقها على التجمعات إلى قتل مدنيين ومسلحين دون تمييز.
وتطرق التقرير لجرائم الاحتلال في الشجاعية، ونقل عن مراكز اتصال الإسعاف أنهم تلقوا نداءات يائسة للمساعدة من الناس في الشجاعية، وقد سمعوا خلالها صراخ أطفال صغار في الخلفية.
وقال شاهد عيان في إن رفح في أوائل آب وبعد الإعلان عن خطف جندي كانت تشهد انفجارًا كل عشر ثوان تقريبًا، وقد علقت القاضية بأن ديفيس، "عندما تكون سلامة أحد الجنود الإسرائيليين في خطر فإنهم على ما يبدو يضربون بكل القوانين عرض الحائط."
وفي شرقي القدس والضفة، قال التقرير إن الاحتلال قتل 27 فلسطينياً وتسبب بجرح 3020 في الفترة ما بين حزيران وآب من العام الماضي، مبينًا، أن عدد القتلى في هذه الشهور الثلاثة كان مساوياً لعدد القتلى الإجمالي لعام 2013 بأكمله.
وعبرت اللجنة عن "قلقها إزاء ما يبدو استخدام قوات الأمن الإسرائيلية المتزايد للذخيرة الحية للسيطرة على التجمعات مما يزيد احتمال الوفاة أو الإصابة الخطيرة"، مضيفة، أن الإفلات من العقاب على كل المستويات من كل الانتهاكات المزمعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الضفة وقطاع غزة.
وأشار المفوضان للجنة أن على "إسرائيل" أن تغير سجلها المؤسف في مساءلة المخطئين، كما أن المساءلة على الجانب الفلسطيني أيضاً غير كافية بالمرة."
يذكر أن مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان شكل اللجنة في شهر أيلول الماضي، إلا أن سلطات الاحتلال لم تستجب لطلبات اللجنة المتكررة للحصول على معلومات والإذن بدخول "إسرائيل" والأرض الفلسطينية المحتلة المباشر، مادفع اللجنة لاستخدام "سكايب" في مقابلة ضحايا شهود.