امير تيفون-موقع والا العبري- قدس الإخبارية: على خلفية حملات النشر في الفترة الأخيرة حول الاتصالات غير المباشرة التي تجري بين "إسرائيل" وحماس، أعلن وزير الخارجية الألماني "فرنك وولتر شتاينماير" أنه ينوي، اليوم الاثنين، زيارة قطاع غزة. وينوي قضاء عدة ساعات هناك سيركز خلالها على المساعي المبذولة لإعمار غزة.
هذه الزيارة لم تكن على الأجندة الرسمية لزيارته في "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، لقد شدد شتاينماير على انه لا ينوي خلال زيارته لغزة إجراء لقاء مع ممثلي حماس، لأن برلين تعتبر حماس تنظيما إرهابيا ولا تجري معه اتصالات سياسية. وسيتحدث بالأساس مع جهات من الأمم المتحدة وجهات من المجتمع المدني في القطاع، وسيحاول الوقوف عن قرب على الوضع الاقتصادي-الاجتماعي في غزة بعد مرور 10 أشهر على حملة "الجرف الصامد".
خلال لقائه مع جهات مسؤولة في "إسرائيل" شدد الوزير الألماني أنّ هناك أهمية كبيرة للجهود من أجل إعمار غزة، لمنع جولة إضافية من الحرب. وقد وافق رئيس الحكومة نتنياهو ورئيس الدولة رؤوفين ريفلين على أقواله، وأظهرا مساهمة إسرائيل في المساعي من أجل إعمار غزة.
في البيان الألماني الرسمي حول الزيارة لم يرد أي شيء حول نقل رسائل من قبل الوزير الألماني وحاشيته بين القدس وغزة، إلا أنّ تجربة الماضي تؤكد أن ذلك يمكن أن يحصل. لقد كانت ألمانيا خلال فترة طويلة الوسيط الأساسي بين "اسرائيل" وحماس في إطار المساعي للإفراج عن جلعاد شاليط (رغم انه تم في النهاية تنفيذ الصفقة دون وسطاء المانيا الرسميين)، وقبل ذلك عمل دبلوماسيون وكبار الخبراء الألمان كوسطاء بين إسرائيل وحزب الله.
وولتر شتاينماير لن يكون وزير الخارجية الأوروبي الأول الذي يزور غزة خلال فترة حكم حماس: فقد سبقه وزير الخارجية النرويجي، بورغا براندا، ووزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فدريكا موغريني، في زيارة قطاع غزة في الخريف الماضي، بعد أشهر قليلة من انتهاء الحرب. مع ذلك، منذ بداية 2015، لم يزر أي وزير خارجية أوروبي قطاع غزة. أما زيارة رئيس الولايات المتحدة الأسبق جيمي كارتر، الذي كانت ستجري في الشهر الماضي، فقد ألغيت في اللحظة الأخيرة.
سيكون شتاينماير الزائر الأكثر أهمية في غزة منذ زيارة موغريني في نهاية 2014. وعلى خلفية العداء والشك بين حماس ومصر، قال دبلوماسيون غربيون أنّ السياسة الاوروبية تتمتع بدور هام في محاولات بناء آلية لوقف إطلاق النار لفترة طويلة بين إسرائيل وحماس. والتقديرات هي أنّ هدنة كهذة، إذا تحققت من أساسها، لن تتم مرة واحدة، وإنما عبر خطوات عملية ومحددة بين الطرفين على مدى فترة زمنية. وذلك لأنّ كلا الطرفين – إسرائيل وحماس – يرفضان الاعتراف السياسي ببعضهما، وهذه الخطوات ستتمحور حول الجانب الاقتصادي.
لقد ناقش وولتر شتاينماير لساعات طويلة الوضع في غزة مع نتنياهو وريفلين، ولكن قد يكون اللقاء الأهم الذي يجريه في هذا الموضوع، هو اللقاء الذي أجراه أمس مع رئيس الحكومة الفلسطينية، رامي الحمد الله. وذلك بسبب الصعوبات الكبيرة المتعلقة بإعمار غزة والنابعة بالأساس من الحلبة الداخلية الفلسطينية. ووفق ما جاء في "واللا"، فانه قبل شهرين، حاولت النمسا التوسط بين حماس والسلطة الفلسطينية، في محاولة لحل أزمة الرواتب لموظفي الحكومة الفلسطينية في غزة. وستحاول المانيا ايضًا في الفترة القريبة المساهمة بتحسين الوضع في غزة من خلال أدواتها الدبلوماسية.
أثناء زيارته لرام الله أوضح شتاينماير أنّ مفتاح الاستقرار على المدى الطويل في غزة هو أن تتحوّل السلطة الفلسطينية إلى شريكة أكثر في ادارة قطاع غزة. وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إنّ هذه الإمكانية، تبدو في هذه المرحلة غير ممكنة، إذ إنّ برزت في الفترة الأخيرة علامات العنف المتزايد بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس في غزة. وسيحاول شتاينماير اليوم التأثير بصورة أفضل على ما يجري خلف الكواليس في مثلث القدس-رام الله-غزة، لكن في مواضيع محددة جدًا، تبدي الأطراف المشاركة رغبتها بدفعها. ومن الصعب التكهن بالإنجازات التي سيرجع بها شتاينماير من هذه الزيارة القصيرة للقطاع.