غزة - خاص قُدس الإخبارية/ ميسون منذر بكر: الثانوية العامة هي عنق الزجاجة الذي يخرج منه الأبناء إلى الحياة الجامعية فهي مرحلة مصيرية في حياة كل طالب تمر عليه بهمومها وكدرها ومسئولياتها وتعتبر المِفصل في حياة كل شاب وحدثاً عظيماً ينتظره الأهل ويعُد له فهم الأكثر تأثراً بالنتائج فمن خلالها يشاهدون مستقبل أبناءهم ويقطفون ثمار جهدهم وتعبهم وضغطهم النفسي والجسدي.
باقٍ من الزمن ساعات وسيخوض الطلبة التحدي الأكبر في حياتهم، وستُحبس الأنفاس استعداداً لهذا الحدث الذي يعتبره المجتمع الفلسطيني حدثاً عظيماً مصيريا، لأنه المفترق الأصعب في حياة كل طالب.
تخوفات وحلول
تقول ريان هليِل طالبة توجيهي في فرع العلوم الإنسانية أن المنهاج ليس صعباً ويحتاج لدراسة وحفظ مثله مثل باقي المناهج الدراسة في السنوات السابقة ولكن نقطة الاختلاف هذا العام هي نظرة الأهل والأصدقاء لهذه المرحلة بأنها مهمة ومصيرية مما يجعل ذلك يؤثر على نفسيتي بالسلب ويعتريني الخوف والقلق.
أما زميلتها نسرين أبو شباك ترى أن مادة التاريخ هي أصعب مادة وتجد صعوبة في حفظ التواريخ والمعلومات الكثيرة التي تحتويها وتعاني من مشكلة النسيان المتكرر فتستيقظ صباحاً للدراسة وما أن ينتهي النهار سرعان ما تنسى ويؤثر ذلك على نفسيتها وتعيش حالة من الاكتئاب.
النسيان المتكرر مشكلة طبيعية وفقًا للأخصائي النفسي والاجتماعي عرفات حلس، الذي قال إن حفاظ الطالب على معلوماته ممكن من خلال تقسيم وقته وتحديد عدد ساعات النوم وموعد الاستيقاظ وساعات الدراسة، حيث يفضل الدراسة في فترة الصباح أو ما بعد الفجر.
وينصح حلس بقراءة الدروس بصوت مرتفع مع خربشات على الورق حتى ترسخ المعلومة جيدًا في الدماغ، مبينًا، أن القراءة السريعة الصامتة تتخزن في ذاكرة الإنسان العشوائية وسرعان ما تتبدد وينساها.
كما ينصح، بضرورة الابتعاد عن مشتتات التركيز وتهيئة جو ملائم وهادئ للدراسة بعيدًا عن التوتر والإزعاج، مضيفًا، على الطالب أن يقتنع بأن كل شيء سهل وبسيط فالتبسيط يجعل الأشياء تستجيب لك وتفتح أبوابها لك بسهولة.
وعن دور الأهل في توفير بيئة مناسبة للطالب تقول أم شادي جاد الحق والدة طالب في الثانوية العامة إن المنزل بأكمله يعيش حالة من التوتر والقلق، "ولكن نخفي ذلك أمام ابننا حتى لا يؤثر ذلك على نفسيته وينعكس بالسلب عليه، ونحاول على قدر الإمكان توفير الرعاية والهدوء وابتعدنا عن السهر لساعات متأخرة وقللنا من الزيارات حتى له مساحة جيدة للدراسة بعيدة عن التشتت فمعاملتنا له أشبه بمعاملة الطفل الخداج".
بدوره أكد الدكتور حلس أن على الأهل الشعور بالمسؤولية تجاه طالب الثانوية ومراعاة وضعه ومستقبله وعدم تحميله مسؤوليات أو أعباء فوق طاقته، وضرورة الحذر الشديد من إحداث مشكلات اجتماعية أثناء فترة الدراسة، حتى لا تُحدث إرباكًا لدى الطالب ويشغل عقله في المشاكل بدلاً من الحفظ والفهم.
تغذية وإعداد نفسي
حلس أكد على ضرورة الاهتمام بصحة الطالب وإعداد الغذاء السليم وتوفير الراحة والسلامة النفسية له وتقديم المحفزات المعنوية ويمكن لهم توفير أجواء للتجديد النفسي والمعنوي من خلال رحلة عائلية صغيرة كل فترة أو اجتماع عائلي فيها تنفيس ومسامرة لتحقيق التنفيس الانفعالي للطالب.
فيما حدد أخصائي التغذية ناصر حسنين أهم النصائح التي يجب على الطلاب إتباعها لمساعدتهم على التركيز واستيعاب أكبر قدر من المعلومات، فلا بد من تناول الخضروات والفواكه الطازجة والابتعاد عن المأكولات الدسمة والدهون التي ترهق المعدة والمخ وتناول الأغذية التي تحتوي على الفسفور واليود ومسخنات الدم مثل الأسماك والمكسرات النية التي تعمل على تنشيط الدورة الدموية وتقوية الدم مما يؤدي إلى وصول الدم بشكل سليم إلى الخلايا الدماغية والمخ وتنشيطها.
وأكد حسنين، ضرورة ممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين وأماكن المدخنين والحد من السهر والالتزام بمواعيد محددة للنوم والاستيقاظ والتركيز أثناء الدراسة والابتعاد عن المشتتات التي تؤثر على الاستيعاب وتسبب التشتيت وعدم التركيز.
وبالنسبة للطلاب الذين يستمرون في الاستذكار لفترات طويلة، قال حسنين إن عليهم أن يدركوا أن لمراكز الذاكرة في المخ قدرات معينة بعدها يقل التركيز ويقل الفهم والتذكر، لذا يجب التوقف لمدة عشر دقائق كل ساعة أو ساعة ونصف والاسترخاء والخروج إلى مكان مفتوح به هواء متجدد كشرفة المنزل مثلا أو يستمع لموسيقى هادئة لكن لا يتحدث خلالها أو يشاهد التلفزيون حتى تستعيد مراكز المخ نشاطها، وأن يبتعد أثناء المذاكرة عن مصادر الضوضاء وعن التفكير في شيء آخر غير الدراسة.
كما لا يجب أن يذاكر وهو متعب جسمياً أو إذا كان جائعاً، وكذلك إذا تناول كمية كبيرة من الطعام لان الدم يكون وقتها متجمعاً حول الأمعاء للانتهاء من عملية امتصاص الطعام ولا يصل إلى المخ الكمية الكافية من الدم لكي يعمل بالكفاءة المطلوبة.
* معدة التقرير طالبة في الجامعة الإسلامية بقطاع غزة