غزة- خاص قدس الإخبارية: كما الأسواق الحقيقية تمامًا، باعة وبضاعة ومشترون، برزت الأسواق المفتوحة "الالكترونية" والتي تُعنى بالتسويق عبر الانترنت، حيث يقوم فيها البائع بعرض بضاعته على الانترنت أمام المتسوقين الالكترونيين وتبادل عمليات البيع والشراء.
تتم هذه الآلية في البيع والشراء بطريقة حديثة ومريحة تستغل فيها إمكانيات الانترنت للترويج للسلع والخدمات، كما والوصول لفئات مستهدفة، تصلح لأن تكون جمهور مشترين، وهي قائمة في الدول الأخرى منذ فترة لكنها حديثًا ما ظهرت بشكلٍ كبير في الدول العربية وفلسطين.
في غزة تحديدًا، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مثالًا للتسويق نظرًا لسهولة الوصول إلى عددٍ كبير من الجمهور عبر الفيس بوك، عوضًا عن تخصيص مواقع ويب للتسويق التجاري خاصة.
[caption id="attachment_67930" align="alignleft" width="400"]
الشاب أيمن صباح مبتكر فكرة السوق الالكتروتي يقول إن الفكرة تلقى رواجا ملفتا في غزة[/caption] صاحب الفكرة
الشاب أيمن صباح (24 عامًا)، أول من استحدث فكرة إنشاء سوق مفتوح لتبادل البضائع إلكترونيُا عبر موقع فيس بوك، في قطاع غزة، وهو خريج جامعي منذ عامين قرر استغلال وقته وموهبته في التصميم والبرمجيات.
أنشأ صباح سوقه الخاص، بعد تصميم صفحة له ضمن حسابه الشخصي على الفيس بوك وأسماها "سوق غزة المفتوح"، حيث كان هو أول تاجر فيه وقرر أن يعرض فيه أغراض مستخدمة كانت لديه.
ويقول لـ " قدس الإخبارية"، "كنت أعتقد أنني أملك الكثير من الأغراض التي يمكنني بيعها، تتمثل في بعض الأجهزة الالكترونية والأثاث القديم، ويلزمني عرضها للبيع في سوق خاص، كما أني لا أريد عرضها في الأسواق العادية والشوارع كي لا يُبخس ثمنها، قائلًا" فكرت في عرضها إلكترونيًا لكن كل الأسواق كانت مواقع مستقلة وغير مرتبطة بالفيس بوك كأسواق".
وبحسب صباح، فإن الهدف توسع بعد ذلك لإنشاء مجموعة مفتوحة تكون عامة لجميع المشاركين والراغبين في عرض بضائعهم دون تحكم من صاحب الصفحة في كتابة المنشور التسويقي بنفسه، مشيرًا أنه افتتح مجموعته " سوق غزة التجاري للمستعمل"، والتي يشارك فيها قرابة الـ 6 ألاف شخص لترويج بضائعهم المستعملة.
ويهدف مدير السوق، من خلال فكرته التسويقية التسهيل على الناس في عرض بضائعهم والترويج لها، خاصة أنه "لا يجني مالًا من ورائها"، حيث يقوم بنشر إعلان عن السلعة وثمنها وصاحبها ومكان تواجده، فيما يفتح المجال لمتابعة المشترين والسعر المدفوع الأفضل، وتشمل الصفحة كذلك الإعلان عن خدمات للمراكز والدورات التدريبية.
وحول أمور التمويل، يقول صباح " ظننت في البداية أنني بحاجة إلى التمويل للإعلان عن السلعة وترويج الصفحة والوصول إلى جمهور أكبر، لكن سرعان ما أيقنت أن الجمهور يبحث عما هو مميز وراقي ومفيد لها"
ويوضح "يتركز دور الصفحة على نشر الإعلانات عن الوظائف والعقارات وأسعار العملات وبعض الأجهزة الكهربائية، باعتبارها من أهم الأمور التي تلقى متابعة يومية، أما المجموعة التابعة للصفحة فيفتح فيها المجال للعضو أن يعلن عن سلعته كما يريد" مشيرًا " تكون مهمتي فيها هي مراقبة المنشورات الخارجة عن الإطار فقط"
تارة ما يكون السوق محلًا للعقارات وبيع الأراضي والبيوت واستئجارها، فيما ينقلب مرة أخرى ليكون محلًا للأثريات والأنتيكات والقطع الفريدة، ثم ما يلبث أن يصبح محلًا لبيع الأثاث وأطقم الكنب والسفرة، وأخرى إلى محلات للجوالات والأجهزة الالكترونية.
ويشير صباح إلى أن العروض الأبرز التي غالبًا ما يزداد الطلب عليها وعرضها هي أجهزة الجوال والحاسوب المنزلي والمحمول إضافة إلى الأثاث المنزلي، أما فيما يتعلق بالبقية فلها هواة نادرون.
"حضورها ملفت"
الملفت بالأمر هو أن الجمهور لا يتعلق بفئة دون أخرى، فحضور المرأة كان ملفتًا للانتباه بشكل قويٍ جدًا، فهي من الفئات دائمة الوجود وهي أكثر من يقوم بعرض السلع والمفاصلة في الثمن والشراء، ويفسر صباح ذلك بأنها قد تلقى حريتها في السوق الالكتروني ومساحتها أفضل من الأسواق على الأرض.
فعلى سبيل الطرح قامت زينة جبر بعرض ماكينة خياطة للبيع، طالبة فيها سعرًا محددًا، تبقى المفاوضات قائمة حتى يدفع أحدهم ثمنًا يرضيها وتتفق معه على السعر، على أن يتم البيع لاحقًا، حالها حال باقي النساء.
وتقول إيمان محمود عن تجربتها في السوق المفتوح لـ "قدس الإخبارية": " قمت بعرض أجهزتي بنفسي وتبديل أخرى دون الحاجة إلى الوقوف واجترار أجهزتي خلفي، كما أني تواصلت مع المشتري بنفسي وجنبت نفسي استغلال التجار وطمعهم، فالمشتري من نفس البيئة"، مضيفة " أتصرف بثقة وأشعر بحريتي الكاملة بالبيع والشراء".
وعن آلية البيع والشراء بعد الاتفاق الالكتروني يبيّن صبّاح "يتفق الطرفان عبر وسيلة أخرى كالاتصال الهاتفي، ثم تحديد مكان وجود السلعة أو تسليمها بشرط حضور المبلغ المتفق عليه سلفًا"، مشيرًا إلى أن بعض الأشخاص قد استغلوها تجارة رابحة ببيع السلعة مرة أخرى بسعر أفضل وتحقيق الربح".
مما يلاحظ أن الأسواق الالكترونية عبر مواقع التواصل وفرت بيئة جيدة للبائع والمشتري، كما يطمح صباح مستقبلًا وبعد ازدياد المتابعين بشكل أكبر، تصميم إعلانات لبضائع الشركات والترويج لها والحصول على عائد مادي مقابلها، لأن الفكرة قائمة منذ افتتاحه حتى الآن على خدمة الناس والتسهيل عليهم".






